في جماعة ويعزم على ان يصلي الصبح في جماعة فهذا باعتبار ان من صلى العشاء فكانما فكانما قام نصف الليل من صلى الفجر فكأنما قام الليل كله اذا كان مع الجماعة وقد نقل الشافعي في كتابه الام عن جماعة من خيار اهل المدينة ان انهم كانوا يحيون الليل كله وكان مقصودهم ادراك ليلة القدر وما جاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه ان احياء ليلة القدر يحصل بان يصلي الانسان العشاء الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد ها نحن ايها المسلمون والمسلمات مقبلون على العشر الاواخر من شهر رمضان في هذه الايام المباركات والليالي الفاضلات والعشر الاواخر من شهر رمضان فيها ليلة القدر التي نوه الله عز وجل بذكرها في قوله انا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين فسماها الله عز وجل بالليلة المباركة وقال انا انزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر ومن رحمة الله عز وجل بالامة ان غم عليهم معرفة هذه الليلة حتى يتعبد العابدون ويتسابق المتسابقون في هذه العشر كلها لعلهم ان يصيبوا اجرها ان قاموا عشرها وهذا شيء مؤكد فان من قابل العشر كله فانه قد قام ليلة القدر ولهذا جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر شد مئزره واحيا ليله وايقظ اهله ومعنى هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم كان حاله يختلف في العشر الاواخر من رمضان عن العشر الاول او الاوسط ومعنى شد مئزرة كناية عن الجد والقيام باجتهاد اعظم حتى يجد التعب في ظهره فيشده بشيء حتى لا يحس بالام القيام ويستمر في القيام وقيل شد من زرة اي انه ان لم يكن معتكفا لا يأتي الى اهله يكون ملازما للمسجد وكلا المعنيين صحيح واحيا ليله تفسير لشد المئزر. اي انه انما يشد مئزره على حقبه وعلى ظهره حتى يقيم الليل كله ليس هذا فحسب بل ما كان يرضى من اهله ان يكونوا نياما. ولهذا قالت وايقظ اهله وجاء في رواية لمسلم عنها رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الاواخر ما لا يجتهد في غيره فكان النبي صلى الله عليه وسلم يخص العشر الاواخر من رمضان باعمال لا يعملها في بقية الشهر ومن اعظم هذه الاعمال احياء الليل كله. حتى انه كان في العشر الاواخر ربما لا يضيع شيئا ربما يذهب منه صلى الله عليه وسلم شيء من الوقت ولو في الاكل المباح. ولهذا جاء بالمسند واحيا الليل كله واحيا الليلة كله وجاء ايضا في المسند مسند الامام احمد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين بصلاة ونوم. فاذا كان العشر يعني الاخير شمر وشد المئزران وهذا يؤكد لنا على صفة ووصف من اوصاف النبي صلى الله عليه وسلم فلم يذق غمضا وكان عليه الصلاة والسلام لا ينام في الليل في العشر الاواخر وانما كان عليه الصلاة والسلام يقيم الليل كله. وايضا لا بد ان ندرك ان العبادة في العشر الاواخر من حيث احتساب الانسان لقيام ليلة القدر من قام ليلة القدر فالانسان يقوم العشر بنية التعبد لله عز وجل من حيث المقصود. ومن حيث الظرفية يريد ان يدرك قيام ليلة القدر هذا صحيح لكن ليس هذا كمن صلى العشاء مع الجماعة ثم قام ليلة العشر ليالي العشر كلها وصلى الفجر مع الجماعة فشتان بين هذا وهذا شتان بين هذا وهذا وينبغي على الانسان ان يدرك اننا في رمظان عموما وفي العشر الاواخر خصوصا في ميدان الدر والياقوت والذهب منثور وانما يجمع الانسان كما بقدر قيامه وذكره وقراءته ونحو ذلك فينبغي على الانسان ان يقوم العشر الاواخر كله وان يوقظ اهله ايضا وان لا يدعهم نياما في العشر الاواخر امرا بالمعروف ونصحا لهم من الخير اه ايقاظا لهم واقل ذلك ان يحثهم على الوتر. قال سفيان الثوري رحمه الله احب الي اذا دخل العشر الاواخر ان يتهجد بالليل ويجتهد فيه يعني ما يكون تراويحه من اول الليل وينهض اهله وولده الى الصلاة ان اطاقوا ذلك. لا سيما وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه طرق ابنته فاطمة ليلا ووجده وجدها وعليا نياما. فقال الا تقومان فتصليان كان النبي صلى الله عليه وسلم من هديه انه يوقظ عائشة بالليل ويوقظ اهله ونسائه لان الله قال وامر اهل لك بالصلاة. فينبغي علينا ان نشد المأزر. وان تختلف احوالنا في العشر الاواخر عن احوالنا في العشر الاوائل او في العشر الاواسط. كذلك ينبغي علينا احتساب ادراك ليلة القدر لان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه غفر له ما تقدم من ذنبه. في العشر الاواخر يجوز الصائمين ان اخروا الفطور الى وقت السحور فيجعل اكلتهم اكلة واحدة. وقد جاء هذا في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم لم قال من كان منكم مواصلا فليواصل الى السحر. واصل لوصال اليومين معا ممنوع مكروه كما جاء في الحديث لا تواصله فاني لست كاحدكم انما ابيت عند ربي فيطعمني ويسقيه. وانما اذن لهم بالوصال الى السحر حفاظا على الوقت من جهة وحتى لا ينشغلوا بملئ البطون من جهة اخرى والكسل والخمول بعد الاكل. اما اذا كان الانسان لا يقدر ويخشى انه اذا لم يفطر في الوقت لانه مراض فالحفاظ على الصحة اولى حتى يقوم الانسان بالعبادة على اكمل وجه وهو في عافيته فليس من يقوم بالعبادة وهو شاب معافى كمن يقوم بالعبادة وهو شيخ هرم زمن او ايضا فينبغي علينا ان نجتهد وان نبذل قصارى جهدنا في ادراك الفضائل في هذه العشر الفاضلة التي ذكرها الله عز وجل على احد التفاسير في قوله تعالى وليال عشر اي ليال العشري من شهر رمضان. كذلك كان بعض السلف يستحب ان الانسان يغتسل سواء للتنظيف طيب ويقوم بين يدي الله على احسن صورة واحلى حلية او يغتسل للنشاط واذهاب التعب عن نفسه. قد كان بعض السلف يفعل ذلك يتزين في القيام لله عز وجل ويتطيب ويغتسل وكذلك في العشر الاواخر الاعتكاف الذي ذكره الله عز وجل في القرآن والاعتكاف من سنن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. فينبغي علينا ان نجتهد في هذه الايام العشر فان التجارة مع الله رابحة وعظيمة وهو ارحم الراحمين الحسنة بعشرة بامثالها الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة لا يعلمها الا الله. صومك لله عز وجل جعل القيامك لله. اسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يرزقنا واياكم قيام ليلة القدر. وان يرزقنا واياكم العبادة الفاضلة العبادة العظيمة الاجور الوافرة في هذه العشر الاواخر وان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين