ويجب على المسلم ان يبادر لاداء فريضة الحج اذا كان مستطيعا لذلك كما امر بذلك ربنا عز وجل في قوله ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. ومن كفر فان الله اه الكثير ربما يعني فرط في المبادرة فيما يتعلق باداء فريضة الحج ربما بلغ من العمر يعني اه الكبر ومع ذلك لا يحج فلو كان منكم شيخ سعد حفظكم الله كلمة توجيهية حول فضل الحج والمبادرة اليه. الحمد لله رب العالمين وصلى الله سلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين. اما بعد فان الحج ركن من اركان الاسلام وفريضة من فرائض الدين الحج هو احد اركان الاسلام الخمسة غني عن العالمين فعلى من كان قادرا على الحج ان يبادر باداء هذه الفريضة وهذا الركن وان يبرئ ذمته فان ذمته لا تبرأ الا بذلك وقد جاء بالحديث الذي رواه الامام احمد وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تعجلوا الى الفريضة فان احدكم لا يدري ما يعرض له فالانسان لا يدري ما يعرض له في المستقبل فقد يعرض له وفاة قد يأتيه الموت بغتة فكيف يلقى ربه عز وجل وقد فرط في ركن من اركان الاسلام. وفي فريضة من فرائض الدين مع قدرته على ذلك. ليقدر الذي لم يحج حج الفريضة بانه قد قدر الله عليه ان ينتهي اجله في هذه الدنيا وان ينتقل الى عالم الاخرة. فكيف يلقى ربه عز وجل؟ وباي عذر سيعتذر في تفريطه في اداء ركن من اركان الاسلام وفريضة من فرائض الحج. وفريضة من فرائض الدين ثم ايضا حتى لو لم يعرض له الموت. فقد تعرض له عوارض اخرى من مرض او غيره ولذلك فينبغي للمسلم ما دام مستطيعا ان يبادر لاداء هذه الفريضة. حدثني رجل من الناس قولوا ان اخا له كان قادرا على الحج. وكنا نستحثه في ان يؤدي فريضة الحج وكان شابا يقول ثم ان الله عز وجل قدر عليه ان اصيب بمرض فعمي واصيب بفشل كلوي واصبح لا يستطيع ان يحج حج الفريضة فندم ندما عظيما على ذلك. ولهذا فاقول لمن لم يحج حج الفريضة عليه ان يبادر اداء هذا الركن والا يسوف فان بعض الناس عندما يقال له ذلك تجد انه يأتي بالاعذار الواهية ويسوف وكلما اتى عام اتى حذار بينما تجده في امور دنياه لا يسوف ولا يماطل. تجد انه يسافر سفر النزهة ويسافر تجارة ويسافر للعمل اما السفر لاداء فريضة الحج فانه كل عام يلتمس اعذارا لكي لا يؤدي هذه الفريضة فهذا على خطر عظيم. وقد كان عمر رضي الله عنه كان يقول وددت ان ابعث الى هذه الامصار يبحث عن من آآ قدر على اداء الحج فلم يحج فيضرب عليهم الجزية ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين. ومراد رضي الله عنه بذلك الامصار التي فتحها المسلمون وكان يستدل عمر رضي الله عنه باداء هذه الشعيرة على ان من كان في تلك البلدان انهم من المسلمين. وليس ان تارك الحج انه يكفر بتركه الحج. لان من معتقد اهل السنة والجماعة ان من ارتكب كبيرة فانه مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته. الا الصلاة فان الصلاة اذا تركها الانسان بالكلية فانه يكفر كفرا اكبر كما قال عليه الصلاة والسلام بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة وكما قال عبد الله بن الشقيق حاكيا عن الصحابة لم يكن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يرون شيئا من الاعمال تركه كفر غير الصلاة والحج فضله عظيم وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بان الحج اذا وقع مبرورا انه يكفر جميع الذنوب يقول عليه الصلاة والسلام من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه. اخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما من حج فلم يرفث. المقصود بالرفث الجماع وما يتعلق به وهذا وقت الاحرام ممنوع منه المحرم. ولم يفسق اي لم يقع منه معصية ووقع هذا الحج مبرورا على السنة فان فان هذا الحج يكفر جميع الذنوب. فيرجع الحاج كيوم ولدته امه ليس عليه اثم ولا خطيئة يقول عليه الصلاة والسلام الحج مبرور ليس له جزاء الا الجنة. وربنا عز وجل قال في محكم التنزيل فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه. ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى. اي من اتى بالحج وانهى الحج سواء اكان متعجلا او متأخرا فانه يرجع من حجه ولا اثم عليه. اي قد حطت عنه جميع بشرط ان يتقي الله في حجه وهو معنى قولنا ان يكون الحج مبرورا وهو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرفث ولم يفسق. فكلها بمعنى واحد. فاذا اتقى الله الحاج في حجه فانه يرجع وقد حطت عنه الذنوب وجاء في صحيح مسلم في قصة اسلام عمرو ابن العاص رضي الله عنه انه لما اراد ان يسلم اتى الى النبي صلى الله عليه وسلم قال ابسط يمينك ابايعك. فبسط النبي صلى الله عليه وسلم يده فقبض عمرو يده. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لما قبضت يدك يا عمرو؟ قال اردت ان اشترط. قال تشترط ماذا؟ قال اشترط ان يغفر لي. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اما علمت يا عمر ان الاسلام يهدم ما كان قبله وان الهجرة تهدم ما كان قبلها وان حج يهدم ما كان قبله فتأمل قوله عليه الصلاة والسلام وان الحج يهدم ما كان قبله. اي يهدم ما كان قبله من الذنوب والمعاصي. وهذا الحديث اخرجه مسلم في صحيحه. نعم