الى ان هذه الاية ويقول تعالى فمن شهد بكم الشرف ناسخا للاية السابقة. ويقول تعالى وعلى الذين يطيقونه فدية طعم مسكين فان الله تعالى في الاية الاولى خير القادر بين الصيام وبين الاطعام هذا هو الذي ذهب جمهور العلماء ذهبوا الى ان الاية الاولى منسوخة والناس هنا هي الاية التي بعدها فنسخت اية الصوم حتما اية التخيير بين الصيام والاطعام وذهب ابن عباس رضي الله عنهما وجماعة الى انها ليست منسوخة ولكنها باقية في الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة اللذين لا يستطيعان الصيام فيطعمان ما كان كل يوم مسكينا. ولهذا قال ابن عباس ليست منسوخة لكنها باقية في الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة اللذين لا يستطيعان الصيام او يشق عليهما الصوم فانهما يفطران ويطعمان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا وقدوتنا وامامنا محمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب الهاشمي القرشي العربي المكي ثم البدني اشهد انه رسول الله وانه بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه من ربه اليقين فهو سيد الاولين والاخرين وهو رسول رب العالمين وهو خاتم النبيين والمرسلين. وهو رسول الله للناس كافة الى العرب والعجم الى الجن والانس صلوات الله وسلامه عليه وعلى اخوانه من النبيين والمرسلين وعلى اله وعلى اصحابه وعلى اتباعه باحسان الى يوم الدين اما بعد فقد قال الله تعالى في كتابه المبين يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون اياما معدودات فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين. فمن تطوع خيرا فهو خير له. وان تصومه خير لكم ان كنتم تعلمون شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعل انكم تشكرون سبق الكلام عن الاية الاولى وهي قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون وان الله تعالى فرض الصيام على هذه الامة كما فرضه على الامم السابقة وبين سبحانه وتعالى ان من حكم الصيام واسراره ان يكون عونا للعبد على تقوى الله عز وجل. وتقوى الله هو جماع الخير. ولهذا قال سبحانه لعلكم تتقون. يعني لكي اياما معدودات يعني الصوم الذي اوجبه الله ايام معدودات ليس كل السنة ولا يصلي نص السنة ولا ثلث السنة ولا ربع السنة ولكنه ايام معدودات هذه الايام هي ثلاثون يوما او تسعة وعشرون يوما من كل سنة فشهر من اثني عشر شهرا اياما معدودات ثم قال سبحانه فمن كان منكم مريضا او على سبب فعدة من ايام اخرى وعلى الذين يطيقون افيدة طعام مسكين فمن تطوع خيرا فاغفر له. هذه الاية كانت في اول الاسلام اول ما فرض الصوم كان الانسان مخير بين ان يصوم وبين ان يطعمه كل يوم مسكينا. ولهذا قال سبحانه وعلى الذين يطعمونهم فديتهم طعام مسكين. فمن تطوع خيرا فهو خير له. الذي يطيق الصوم ان احب ان يصوم فله ذلك. وان احب ان اطعم كل يوم مسكين فله ذلك ثم بعد ذلك امر الله بالصوم حتما لمن كان قادرا على الصوم وان كان من اهل الصوم. في الاية التي بعدها وهي قوله تعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليعصمه ولهذا ذهب كثير من العلماء ثم جاءت الاية التي بعدها فنسخت هذا التخيير واوجبت الصوم حتما على المستطيل القادم. في قوله عز وجل فمن شهد بكم الشرف فليصمه والايات التي قبلها فيها التخيير وعلى الذين ينطقونهم فتنة طعام مسكين كل يوم مسكينة ولهذا كان يقرأها ابن عباس وعلى الذين يطوقونه يعني يتجشمون صومهم بمشقة وعلى الذين طوقوا له فدية تب طعمه مسكين هذا في اول الاسلام عند جمهور العلماء وعند ابن عباس قال ليست منسوخة ومن شهد بكم اشترط الصبح ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر. وهذا من فضل الله تعالى واحسانه انه اباح الفطرة للمريض والمسافر يفطر ويقضي بعدد الايام التي افطر فيها ولهذا قال سبحانه فمن كان منكم ورضا او على سفر فعدة من ايام اخر ومن شهد بكم اشترى الرسوم ومن كان مريضا او رسولا فعدة من ايام اخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر بيدل على ان الشريعة مبنية على اليسر والشريعة الاسلامية جاءت برفع الحرج. كما قال سبحانه وتعالى ما جعل عليكم في الدين من حرج. قال يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر فهي شريعة ميسرة والحمد لله ليس فيها اغلال ولا صغار ولهذا قال صلى الله عليه وسلم يريد به الله بكم اليسر ولا يريد بكم اليسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون هذي كلها بيان للحكم حكم الصيام هذه الحكم التي ذكر الله سبحانه وتعالى ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون هذي كلها من حكم كبار العدة التكبير تكبير الله على الهداية وشكر الله عز وجل بابتدال اوامره واجتناب نواهيه واستعمال ما اعطها العبد من النعم في محب الله ومرضه ثم قال سبحانه واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان. فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون في هذه الاية بين الله سبحانه وتعالى انه قريب يجيب اذا دعاه. واذا سألك عبادي عني فاني قريب. اجيب دعوة الداعي اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يقصدون. وهو قريب لاجابة دعاء الدعوي ثبت في الصحيح من حديث ابي مسعود الاشعري رضي الله عنه انه قال يا رسول الله اقريب ربنا فنجيه ام بعيد فنناديه؟ فقال عليه الصلاة والسلام ان الذي تدعونه سميع قريب اقرب الى احدكم من عنق راحلته اقرب الى احدكم من عنق راحلته وهذا له سبب وذلك ان الصحابة كانوا في سفر فارتفعت الصوت وهو بالتكبير. الله اكبر الله اكبر. فقال النبي ارفعوا على انفسهم اذا ارفقوا انفقوا على انفسهم اربعوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا انما تدعون سبيلا قريبا اقرب الى احدكم من عنق راحلة واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان. فعلى المسلم ان يحرص على الدعاء وان يناجي ربه ويناديه ويدعوه خفي وعليه الاستجابة لله ولرسوله. ولهذا قال فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون فيجب على كل مسلم ان يستجيب لله ورسوله وان يؤمن بالله ورسوله حتى يكون راشدا قل لعلكم يعني لكي ترشدوا. فمن استجاب وامن فمن استجاب لله ولرسوله وانقاذ لشرع الله ودينه فانه راشد قوم الراشدين والراشد هو الذي حصل على الخير الكثير واندفع عنه الشر كثير واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون اسأل الله سبحانه وتعالى لي ولكم التوفيق والسداد والثبات على دينه ونسأله سبحانه وتعالى ان يجعل اعمالنا خالصة لوجهه الكريم وان يتقبل منا ومنكم جميع صالح الاعمال وان يثبتنا ويميتنا على دين الاسلام انه ولي ذلك والقادر وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه والتابعين