وعلى اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد. فعندما اقرأ قوله تبارك وتعالى واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى لا يتبادر الى ذهننا من كلمة مقام ابراهيم الا ما هو العرف سار عليه وهو المكان الذي نصلي ركعتين بعده خلفه بعد الطواف. وهذا المعنى صحيح لكنه قاصر. مثل قصور علمنا عندما نسمع كلمة السكين. فلا يتبادر الى اذهاننا الا كلمة ايش؟ المدية. بينما السكين في لغة العرب كالصديق كثير السكن. سمت العرب السكين سكينا لانه به يسكن المذبوح هذا المعنى لا يخطر ببالنا. لماذا؟ لان العرف في كثير من الاحيان يحجر المعاني. وهكذا في فهم كلام الله جل وعلا. العرف العملي السائد حجر معنى مقام ابراهيم مقام في لغة العرب بفتح الميم اسم مكان الذي قام فيه ابراهيم عليه السلام. ومقام في لغة العرب اسم للزمان. الذي قام فيه ابراهيم عليه السلام للحج. كلمة واحدة جمعت لنا معنيين المعنى الاول الاماكن المكانية الخصوصية التي فيها ابراهيم عليه السلام في الحج. ومعنى المقام الاوقات الزمانية التي ففيها ابراهيم عليه السلام للحج. اذا واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى يعني مكانا الصلاة والدعاء. وتعلمون ان المواقيت المكانية التي وقتها ابراهيم عليه السلام اولا الكعبة امره الله ببنائها وهذه اول قامات فكل مقام يقدس غير الكعبة فانه لا اصل له فلا يطاف الا بهذا البيت وهو من معاني واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى. ثانيا الحجر الاسود الذي وضعه ابراهيم عليه السلام في هذا المكان فيستلم في ابتداء كل لطواف وان امكن يستلم عند كل شوط وفي غير ذلك فان هذا من مقامات عليه السلام المكانية. الوقوف على الصفا والوقوف على المروة هذه من المقامات الابراهيمية. فهذه اربعة اماكن ثم الوقوف بعرفات قد جاء في الاثار ان جبريل عليه السلام بعد ما بنى ابراهيم الكعبة جاء الى ابراهيم عليه السلام واخذه واوقفه في عرفات قال فها هنا تقف وتبدأ اعمال الحج عرفت؟ قال نعم. قال فسمي عرفات ومن مقامات إبراهيم المكانية مزدلفة ومن مقامات إبراهيم عليه السلام المكانية من حيث رمى الجمرات لما اراد ذبح ابنه جل له ابليس فقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ابليس ترجمون او الشيطان ترجمون قلة ابيكم ابراهيم تتبعون. ها؟ ملة من؟ ملة ابيكم ابراهيم تتبعون وابراهيم نبوته لنا من جهة الديانة. لا من جهة النسب فان البشر كلهم ليسوا من ذريته ولكن غالب البشر من ذريته وليس العبرة الابوة النسبية العبرة بالابوة الدينية سم الظحايا تذبح في مكة وفي منى وهذه من مقامات ابراهيم عليه سلام. وهذه هي الثامنة والتاسعة ان جبريل عليه السلام اوقف ابراهيم واراه حدود مكة من الشمال والجنوب والشرق والغرب. قال هذا هو المسجد الحرام فحدود الحرم من مقامات ابراهيم عليه السلام. ولهذا جاء عند الازرق في تاريخ مكة وغيره ان النبي عليه الصلاة والسلام في فتح مكة لما فتح الله له مكة اخذ بعض كبار السن اه شاورهم في حدود مكة فاوقفوه على حدود مكة التي توارثوها جيلا عن جيل عن ابراهيم عليه السلام عن اسماعيل عن ابراهيم عليه السلام. واذا بجبريل يؤكد له ان هذه المقامات على مقام ابراهيم عليه السلام فقال انتم على ملة ابراهيم. فاقرهم على هذه الحدود المكانية. هذه تسعة مكانات مقامات مكانية. العاشر الحجر الذي قام عليه وكان يبني الكعبة وهذا العاشر لم يكن لم يكن. يقوم عنده لا ابراهيم ولا اسماعيل قيل عليه السلام وانما شعيرة زادها الله لهذه الامة. وخصيصة فظل الله بها هذه الامة فقال عمر رضي الله عنه قلت يا رسول الله لو اتخذنا مقام ابراهيم مصلى يعني هذا المكان المخصوص الذي قام عليه لبناء كعبة فانزل الله واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى. والا فالمقامات المكانية عشر كما سبق ذكرها اما المقامات الزمانية فاولها اشهر الحج شوال وذو القعدة وذو الحجة قال الله تعالى ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض. من ابتداء خلق والارض والاشهر اثنا عشر شهر. لا فيها تغيير ولا فيها تقديم لا فيها زيادة ولا فيها نقص منها اربعة حرم ومن الحرم ومن الحرم من اشهر الحج ذو القعدة وذو الحجة. اذا شوال من اشهر الحج وذو القعدة من اشهر الحج وذو الحجة من اشهر الحج. هذا المقام الزماني الاول المقام الزماني الثاني الذي هو من مقامات إبراهيم عليه السلام صوم يوم عاشوراء. فقد كان الجاهليون يصومونه قبل الاسلام. وامر النبي عليه الصلاة والسلام امته بصوم عاشوراء. وذاك يوم نجى الله فيه ابراهيم. ونجى الله فيه نوح ونجى الله فيه موسى. العاشر من شهر من شهر الله المحرم من المقامات الزمانية. ومن المقامات الزمانية يوم التروية وهو اليوم الثامن من ايام شهر ذي الحجة. وسمي بيوم التروية لان الناس فكانوا يروون ابلهم ويعبون اوعيتهم ويحملونها معهم من بئر زمزم او من الابار حول مكة ويذهبون بها الى الى منى فسمي يوم التروية. ومن مقامات ابراهيم الزمانية يوم عرفة يوم عرفة اسم للظرف الزماني. وعرفات اسم للظرف المكاني. ويوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة. وقد اتفق الفقهاء وانتبهوا الى هذا الاتفاق حتى لا يلبس عليكم الملبسون من الفلكيين وغيرهم ويشككونهم في دينكم ويشككونكم في دينهم او في دينكم. فيقولون اون اخطأ الناس في رؤية هلال. اتفق الفقهاء رحمهم الله ان الحاكم او الامام لو اخطأ في دخول شهر ذي الحجة فقدمه يوما او اخره يوما وكان واقع على خلاف ذلك ان حج الناس صحيح. وان العبرة بوقوف وفيهم جمعيا وليس العبرة بالواقع الزماني الفعلي. وهذا من فضل الله ومن تيسير هذه الشريعة. فلا نلتفت الى قول من يقول اخطأتم في الرؤية اصبتم في الرؤية الفلك يقول كذا وكذا ما لنا شغل بالفلك. نحن امة امية كما قال النبي عليه الصلاة والسلام الشهر هكذا وهكذا وهكذا يعني ثلاثين يوما. والشهر هكذا وهكذا وقبظ في الثالثة يعني تسعا وعشرين يوما يوم عرفة من مقامات الزمانية لابراهيم عليه السلام. ويوم العاشر وهو يوم الحج الاكبر عيد الاضحى من المقامات الزمانية التي قام فيها ابراهيم عليه السلام بنحر ابنه فجعله الله جل وعلا يوم منحر للمسلمين الى قيام الساعة. لكن يقتدون بابراهيم عليه السلام في الاضاحي الخامس اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر هذه ايضا قيل انها من مقامات ابراهيم هو الارجح. فهذه خمس مقامات زمانية. اذا معنى واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى ليس خاصا بسبب النزول. لان القاعدة في التفسير كما نبه عليه العلامة شيخ مشايخنا الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدي في تفسيره ان المفرد المضاف يعم. فمعنى مقام ابراهيم اي مقامات المفرد الموافي وهذا معروف في لغة العرب فنحن نقول دينار الكويت هذا من دين دينار الكويت طيب هو مو دينار هو عشرين دينار. لكن اللغة العربية ان المفرد اذا اضيف يدل على مطلق اسم الجنس ليس فيه للعدد. فعندما نقف هذه المقامات المكانية ونقف هذه المقامات الزمانية نتذكر امرين اولا انها مقامات ابي الانبياء امام الحنفاء ابراهيم عليه السلام الذي قال الله وعن ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين. لم يثن الله على نبي من الانبياء في كتابه كما اثنى ابراهيم عليه السلام. قال ان ابراهيم الاواه حليم. ان ابراهيم لحليم نواه منيب واذا ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن. قال اني جاعلك للناس اماما. قال ومن ذريتي؟ قال لا ينال عهدي الظالم والامر الثاني ان نتذكر ان هذه المقامات اكدها من؟ سيد البشرية. امام الانبياء محمد صلى الله عليه وسلم فقام هذه المقامات المكانية والزمانية تأكيدا لسنة ابي الانبياء ابراهيم. وقد قال الله جل وعلا في محكم التنزيل اولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتدر. يعني سر على منوالهم وقال الله جل وعلا لكل امة جعلنا منكم شرعة ومنهاجا. لكن هذا المنهاج لم يختلف بيننا وبين ابراهيم عليه السلام في الحج فنحمد الله تبارك وتعالى ولنا فيه وفي نبينا اعظم الاسوة وهذا امن فضل الله علينا ان جعل لنا خير نبيين قدوة لنا. تأملوا معي ان الله جل وعلى ما اكتفى بان نقتدي بابراهيم بل امرنا ان نقتدي بمحمد صلى الله عليه وسلم. وما اكتفى ان نقتدي بمحمد صلى الله حتى جعل لنا مقامات ابراهيم مقاما. ويقول النبي عليه الصلاة والسلام في بيان هذه المقامات ان الطواف انما جعل الطواف بالبيت. انتبهوا لها وعدوها. انما جعل الطواف بالبيت. والوقوف على الصفا اه والمروة والوقوف بعرفات ورمي الجمرات لاقامة ذكر الله عز وجل اي لاجل التوحيد. فالحمد لله الذي جعلنا من خير امة اخرجت للناس. ونسأله جل وعلا ان يوفقنا للاقتداء النبيين الكريمين الخليلي ابراهيم والخليل محمد عليهما الصلاة والسلام وصلي اللهم وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين