كما امره الله تعالى الا وهو محافظ على بقية امور دينه ومن ضيع الصلاة ومن ضيعها اي ضيع الصلاة ضيع عمود دين الاسلام فهو لما سواها من امور دينه اضيع الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين اما بعد يقول ربنا عز وجل وانها لكبيرة الا على الخاشعين وانها اي الصلاة كبيرة الا على الخاشعين المحافظة والمداومة عليها امر كبير الا على الخاشعين الصادقين مع الله عز وجل الذين يرجون ما عند الله تعالى من الاجر والثواب وذلك ان الصلوات الخمس تتكرر في اليوم والليلة خمس مرات وتحتاج من المسلم الى صبر ومصابرة والى جهاد للنفس ومجاهدة ولذلك وصفها ربنا عز وجل بانها كبيرة اي انها ثقيلة تشق الا على الخاشعين لان الخاشع قد جعل الصلاة اكبر اهتماماته واصبح تقر عينه بالصلاة ويجد فيها الراحة والانس كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ارحنا بالصلاة يا بلال الصلاة هي عمود دين الاسلام وهي اكد اركان الاسلام بعد الشهادتين من حفظها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها اضيع ولهذا كتب عمر رضي الله عنه الى ولاته كتابا قال فيه ان اهم اموركم عندي الصلاة. فمن حفظها فقد حفظ دينه. ومن ضيعها فهو لما سواها اضيع وهذا الكلام من عمر بن الخطاب رضي الله عنه. يدل على عظيم فقهه ورسوخه في العلم فان الصلاة هي اهم الامور. ولذلك قال لولاته ان اهم اموركم عندي الصلاة ثم قال عمر فمن حفظها يعني حافظ على الصلاة وداوم عليها فقد حفظ دينه لا تجد انسانا محافظا على الصلوات الخمس ولذلك فان الصلاة هي الميزان وقد اجمع الصحابة رضي الله عنهم على كفر تارك الصلاة لكن المقصود من من تركها بالكلية ونقل الاجماع على ذلك التابعي الجليل عبد الله بن شقيق العقيلي كما عند الترمذي بسند صحيح. وكذلك ايضا نقل الاجماع اسحاق بن راهويه نقل الاجماع من زمن الصحابة الى زمنه على كفر تارك الصلاة. وانما وقع الخلاف بعد زمن الصحابة. والا الصحابة مجمعون على كفر تارك الصلاة اذا كان تاركا لها بالكلية قطع صلته بالله لا يركع لله ركعة لا جمعة ولا جماعة يقول النبي صلى الله عليه وسلم بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة. ويقول العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وفي القرآن الكريم اشارات لكفر تارك الصلاة ومن ذلك قول الله عز وجل فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا الا من تاب وامن وعمل صالحا فقوله اضاعوا الصلاة فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة. ثم قال الا من تاب وامن. وهذا فيه اشارة الى ان من اضاع الصلاة فليس بمؤمن ويقول الله تعالى فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فاخوانكم في الدين ومفهوم هذا انهم اذا لم يقيموا الصلاة فليسوا باخوان لنا في الدين. هذا يقتضي الكفر فالامر عظيم. واما من كان يصلي احيانا ويتركه احيانا فانه لا يكفر على القول الراجح. لكنه يكون من الساهين الذين تواعدهم الله عز عز وجل بقوله وويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ويجب على الرجال ان يؤدوا الصلوات الخمس مع جماعة المسلمين في المساجد وقد جاء رجل اعمى للنبي صلى الله عليه وسلم. فقال يا رسول الله اني رجل اعمى وليس لي قائد يقودني الى المسجد. فهل تجد لي رخصة يا رسول الله في ان اصلي في بيتي النبي صلى الله عليه وسلم هو الرحيم الرفيق بامته. الذي ما خير بين امرين الا اختار ايسرهما. ماذا قال لهذا الرجل الاعمى الذي ليس له قائد يلائمه هل رخص له في ترك الصلاة في المسجد؟ قال له النبي صلى الله عليه وسلم هل تسمع حي على الصلاة؟ حي على الفلاح؟ قال نعم قال فاجب رواه مسلم. وجاء في رواية عند غير مسلم فاني لا اجد لك رخصة وهذا صريح في وجوب صلاة الجماعة في المسجد وجاء في صحيح مسلم ايضا عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال من سره ان يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فان الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى. وانهن من سنن الهدى. ولو انكم صليتم في بيوتكم ما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لظللتم. وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد الى مسجد من هذه المساجد الا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة قال ولقد رأيتنا يعني الصحابة وما يتخلف عنها اي عن صلاة الجماعة في المسجد الا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف اي انه يكون الرجل من الصحابة مريضا ومعذورا في ترك الصلاة في المسجد. ومع ذلك يصر على ان يصلي في المسجد. فكان الرجل يؤتى به وهو مريض يهادى اي يمسكه رجلان من جانبيه يعضدان له عن يمينه وشماله حتى يقام في الصف مع كونه اما كبير في السن او مريض ونحو ذلك. ومع ذلك يصر على ان يصلي مع الجماعة في المسجد. فعلى المسلم ان يرفع من مستوى اهتمامه بهذه العبادة وبهذه الشعيرة فانها عنوان الايمان. من حافظ عليها وحفظها فقد دينه ومن ضيعها فهو لما سواها اضيع