الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين. وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين نسأل الله ان يرزقنا واياكم الاخلاص في القول والعمل. ثم اقول وبالله التوفيق ان من ابسط حق نقدمه لاهل العلم رحم الله امواتهم وثبت احيائهم ان ندعو لهم كما قال الله جل وعلا والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا. ربنا انك رؤوف رحيم. هذا هو واجبنا تجاه السلف اوائل فينبغي للانسان ان يعرف لاهل الفضل فضلهم وان ينزل اهل المنازل العليا منازلهم فبركة العلم ايها الاحباب هو احترام العلماء هذا من اعظم البركة. فاذا رأيت الطالب في حال صغره بل وحتى في حال كبره يحترم العلماء ويحترم اقوال العلماء وينزل العلماء منازلهم ولا يتكلم في اعراضهم ولا يفسر مقاصدهم ولا يقدح فيهم ولا يثرب عليهم. فاعلم ان الله عز وجل قد اراد به خيرا عظيما عظيما والله لو لم نحصل من علمنا ولا من حلقاتنا الا اننا نتأدب ونحترم علمائنا لكان في ذلك من الخير العظيم الذي لا حدود له مما لا يعلمه الا الله عز وجل. فاحترام العلماء من اعظم ما ينبغي ان يتصف به طالب العلم. واذا رأيت طالب العلم يقل ادب على العلماء ويحكم عليهم ويجرحهم ويصنفهم ولا يتحاشى من ان يتكلم في احد منهم. فاعرف انه سلك الخيبة والخسارة، وان الله، عز وجل، ما اراد به خيرا ابدا، وانه لن تكون له كلمة صدق في الامة، وان اقواله سوف تموت بموته. فاحترام العلماء هي نصيحتي لكم ايها المسلمون في مشارق الارض ومغاربها. هي نصيحتي لكم في حياتي وبعد مماتي ان تحترموا العلماء فاحترموهم في كل شيء. في الجلوس امامهم وفي المشي معهم وفي بكرهم وفي الغظ عن مساوئهم. وفي نشر فضائلهم واحترامهم في بذكر اقوالهم واحترامهم في حال ذكر اسمائهم. ان نترحم عليهم فالعالم له منزلة عظيمة. وهذه المنزلة التي اكتسبها العالم ليست لانه فلان ابن فلان وانما تعظيم لما يحمله في قلبه من علم الكتاب والسنة. هذه نصيحتي للمسلمين جميعا في حياتي وبعد مماتي ان تحترموا العلماء وفقنا الله واياكم لكل خير والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد