الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تقول السائلة نود من فضيلتكم كلمة توجيهية لمديرات ومعلمات دور التحفيظ. الحمد لله رب العالمين الوصية لاخواني واخواتي من معلمي ومعلماتي حلقات المساجد وتحفيظ القرآن في المراكز الخيرية ان يتقوا الله عز وجل في هذا الامر العظيم. وان يخلصوا نيتهم في تعليم الناس هذا الخير الكبير الفخم فقد شهدت الادلة ان خير الناس من علم القرآن وعلمه. يقول النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح الامام البخاري من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه خيركم من تعلم القرآن وعلمه فعلى المؤمنين ان يتقوا الله عز وجل وان يخلصوا نيتهم في تعليم ابناء المسلمين كتاب الله عز وجل. ثم كذلك ان يتأدبوا باداب هذا القرآن وان يترسموا هديه وان يمتثلوا صراطه المستقيم. وان يستقيموا على منهجه القويم والا تخالف والا تخالف افعالهم اقوالهم. وان يكونوا على هدي القرآن ثابتين. وان يعرف وعليهم صمت القرآن وحملته. الذين هم اهل الله وخاصته. فعليهم ان يكونوا في سلوكهم واحوالهم وتصرفاتهم يمتثلون هدي القرآن حتى يربوا الطلاب على ان القرآن قول وليس مجرد ايات تتلى في هذه الحلقة ثم بعد ذلك للانسان ان يفعل ما شاء. بل ان يعلم ان القرآن تلاوة باللسان. وتعقل وتدبر بالجنان. وعمل بالجوارح والاركان وهذا لا يتم الا اذا كان في القلب اخلاص لله عز وجل. فلابد لمعلم القرآن ان يكون هدفه وسلوكه وتفكيره في كتاب الله عز وجل. وان يكون مخلصا وهذا من صفات العالم الرباني من صفات العالم الرباني. وكذلك مما ينبغي لمعلم القرآن ان ان يكون الظاهر والباطن وان يراقب الله عز وجل في السر والعلانية. فعلى المعلم ان يلتزم بمحاسن الاخلاق الظاهرة والباطنة فهي التي تقوي علاقاته بطلابه وزملائه ورؤسائه. وعليه كذلك ان يحذر من الاخلاق السيئة التي جاء القرآن بابطالها. اذ كيف يدرس القرآن ويعلم الناس القرآن؟ وهو مخالف للاخلاق التي دعا لها القرآن فعليه ان يكون حذرا اشد الحذر من صفة الكبر والرياء والعجب بالنفس. ومن حب السمعة والطمع ومن الا يكون من جملة من يتنافسون على هذه الدنيا فلا يراه طلابه ممن يتنافسون على هذه الدنيا الفانية واو يباهي بالامور الدنيوية او ان يتزين للناس مراعاة وتسميعا او ان يداهن في دين الله او ان يحب المدح والثناء او ان يتعصب لغير دين الله عز وجل. او ان يرغب ويرغب لغير الله من اجل مال او غيره او ان او ان يسمع الطلاب منه غيبة او نميمة او وشاية او كذبا او فحشا في القول او احتقارا او عمى عن عيوب نفسه واطلاقا للبصر في عيوب الاخرين. او ان يلوك بلسانه احدا من عباده الله بالسوء فكل ذلك مما لا ينبغي ان يظهر به معلم الناس القرآن امام طلابه بل امام المسلمين جميعا فعليه ان يترسم هدى القرآن فيتحلى بمحاسن اخلاقه التي دعا لها القرآن وان يجتنب تلك المساوئ التي حذر القرآن منها ومما ينبغي ان يكون عليه ايضا ان يشعر بهذه المسؤولية العظيمة امام الله عز وجل. لحديث لن تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع وذكر منها وعن علمه ماذا عمل به. وهذه المسؤولية ينبغي لا لقارئ القرآن ومعلم الناس القرآن ان يتقي الله عز وجل فيها اشد اشد التقوى. واذكر نفسي ومعلمي الناس القرآن بما في صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اول الناس يقضى عليه يوم القيامة ثلاثة وذكر منهم ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن. فاوتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها؟ قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن. فيقال كذبت انك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال قارئ فقد قيل. ثم امر به فسحب على وجهي حتى القي في النار نعوذ بالله من ذلك واذكر نفسي كذلك واخواني من معلم الناس القرآن ما رواه الامام مسلم في صحيحه من حديث ابي مالك الاشعري ان النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال والقرآن حجة لك او عليك. كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها او موبقها وعلى قارئ القرآن ان يكون قدوة حسنة لطلابه. فمن اعظم واهم اداب المعلم ان يكون قدوة حسنة. قدوة حسنة في افعاله وتصرفاته امام طلابه قدوة حسنة امام طلابه. وكذلك ينبغي له ان يتابع طلابه وان يجتهد في تعليمهم تحفيظهم وتعريفهم بمعاني بعض الكلمات التي تمر وعليهم في الايات التي امروا بحفظها اذا كانت صعبة الفهم والا يزهد في متابعة طلابه الا يكون همه ذلك الراتب الذي يقتطع له في اخر كل شهر ولا يكون مهملا في تقييم طلابه ومتابعتهم ومراعاتهم وحثهم ووضع الجوائز لهم وتحفيزهم نفسيا وبعث عزائمهم على اكمال كتاب الله تبارك وتعالى. وعلينا كذلك ان نزرع في طلابنا الا ترسم ترسم هدي من سبق من سلف الامة وائمتها. فنقص عليهم قصص الاولين مع وكيف كانوا يتعاملون مع القرآن؟ وكيف كانوا يترسمون هدي القرآن ويعملون بالقرآن ويقرأون القرآن ويتدبرون نكثر من هذه القصص ولو جعلنا لها درسا اسبوعيا حتى يترسم الطلاب هدي سلفهم الصالح في كيفية مع كتاب الله تبارك وتعالى. هذا ما يحضرني في هذه اللحظة والله اعلم