هذا بلاغ للناس ولينذروا به السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قد تعجب ان يكون ظن بعض الصالحين والطيبين ان الله سبحانه وتعالى قد كلفهم ان ينتصروا على الباطل هو نفسه من اعظم اسباب ترك مواجهة الباطل وكم لابليس من مكر شديد يدفع به الناس عن الحق. انه وسواس خفي يلبس لبوس النصح الرفيق كثيرا ما تسمع قول قائل اين نحن من الانظمة العالمية المتحكمة في مفاصل الواقع بسيف القهر والبطش نحن امامها لا شيء مجرد قش تذروه الرياح في يوم عاصف او قول اخر التغريب قد تمكن من الواقع له سلطان الاعلام والتعليم والقانون ومن دعا له هذا الثلوث الاعلام والتعليم والقانون فقد دان له الواقع ولا سبيل لمواجهته او قول ثالث الفساد وصل في البلاد الى اقصاه. فساد دخل البيوت دخل غرف النوم فسادوا يتلاعبوا بالصغار والكبار فساد جعل كلمة الحق غريبة. وصير النهي عن المنكر مستنكرا بعيدا عن دقة الوصف السابق للواقع دعني اخي اهمس في واقول لم يكلفك الله سبحانه وتعالى ان تنتصر على الباطل. وانما كلفني وكلفك سبحانه وتعالى ان نعمل على ان ننتصر على الباطل لن نحاسب يوم القيامة على عجزنا اننا لم نقتلع الباطل من الارض. وانما سنحاسب على تركنا بذل وسعنا لمواجهة الباطل لم نكلف ان نجني الثمرة في الدنيا. وانما نحن مكلفون ان ننثر البذر في الارض الفرق بين الامرين السابقين كبير جدا الانتصار على الباطل له شروط اكبر من عملي وعملك. فلسنا مكلفين بما لا طاقة لنا به. ولا نكلف الا بما في وسعنا وهو ان نبذل اقصى ما نملك لنصرة الحق قد يأتي النصر في حياتنا وقد لا يأتي قد ترزق ثمرة النصر وقد تموت وفي القلب غصة ان لم يتحقق الحلم ثم ماذا ثم الى ربكم تحشرون. الغاية القصوى لكل تعب واجتهاد فيه هي النجاة يوم الحساب كل منا عليه ان يؤدي الامانة بلا تردد لا تقل الواقع فاسد فلا امل. وانما قل نحن في زمن فتحت فيه الابواب للعمل الصالح من كل نوع يأتي اليأس عندما تكلف نفسك ما لا تطيق وتلزمها بما لا لم يلزمها به الشرع كلفنا الله سبحانه وتعالى ان ننتصر الى الحق لان ينتصر الحق بنا. والامر كله لله سبحانه وتعالى. فلا تبتأس ولا تيأس ولا تغادر طريق الحق في مواجهة الباطل حتى لا تكون فتنة