الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته احسن الله اليكم كيف نجمع بين ان بين ان تحقيق التوحيد يستلزم اجتناب المعاصي وبين حديث بطاقة لا اله الا الله ورجحا بالمعاصي. الحمد لله رب العالمين. لا اشكال في هذا ولله الحمد والمنة. وذلك وبيان الحال ان نقول. اعلم ان التوحيد له شيء لا يثبت اصله في القلب الا به وله شيء لا يثبت كماله الواجب الا به. وله شيء لا يثبت كمال المستحب الا به. فالتوحيد ننظر له باعتبار ثلاث نقاط. باعتبار وجود اصله وتحققه في القلب وباعتبار كماله الواجب وباعتبار كمال التوحيد المستحب. فللتوحيد اصل وكمالان كمال واجب لا تحصل النجاة يوم القيامة الا به. وكمال مستحب اذا علم هذا فليعلم ان الانسان اذا نطق بالشهادتين ثبت في قلبه اصل التوحيد اذا قالهما معتقدا مدلولهما ناطقا لهما بلسانه وعنده العمل فيكون قد دخل في عداد المسلمين الموحدين. فلا يدخل الانسان في مسمى الاسلام الا بالشهادتين ثم لا يزال العبد يترقى في فعل ما اوجبه الله عز وجل عليه. وترك ما حرمه الله عليه حتى يبلغ توحيده كما له الواجب فكمال التوحيد الواجب من شرطه فعل الواجبات الشرعية وترك المحرمات الشرعية فاذا اخل الانسان بشيء من الواجبات او اقترف شيئا من المحرمات نقص من توحيده الواجب بقدر هذا الفعل الذي وقع فيه ولكن ولكن اغلى السنة مجمعون على ان فعل الكبيرة لا ينقض اصل التوحيد فاذا ترك الانسان شيئا من الواجبات او وقع في شيء من المحرمات فيكون في عداد اصحاب الكبائر نعم نقص ايمانه بقدر كبيرته نعم نقص توحيده بقدر ما اخل به بسبب هذه المخالفة ولكن اصل توحيده لا يزال باقيا في قلبه. فاذا فعل الانسان الزنا وشريع شرب الخمر وعقوق وعق والديه فهذه كبائر تنقص توحيده ولا جرم وتنقذ ايمانه ولا شك في ذلك ولكنها لا تخرج من فعلها عن دائرة التوحيد بالكلية او عن دائرة الاسلام بالكلية كما قاله الخوارج معتزلة. اذا تبين لك هذا فاعلم انه اذا جاء من عنده شيء من الذنوب والمعاصي ولكن معه اصل التوحيد لا يزال باقيا. لكن عنده ذنوب كثيرة ومعاصي كثيرة وكبائر متعددة وموبقات كصاحب هذه البطاقة الذي عنده سجلات كثيرة كلها ذنوب ومعاصي ولكن عنده اصل التوحيد لا يزال سليما باقيا لا اقصد انه لا يزال باقيا كله في قلبه لا ولكن معه اصل التوحيد. فاصل التوحيد لا يبطله فعل الذنوب والمعاصي في اجماع اهل السنة والجماعة كما ذكرت لك في اول هذا الجواب فصاحب الذنب حتى وان وان كثرت ذنوبه وتعددت كبائره وموبقاته لا نجزم له نحن معاشر معشر اهل السنة والجماعة بانه من اهل الجنة ابتداء ولا انه من اهل النار ابتداء وانما نحن نوقفه تحت مشيئة الله عز وجل. فان شاء الله تبارك وتعالى غفر له جميع سيئاته التي اسودت بها صحائف سيئاته ثم يدخله الجنة ابتداء مع اخوانه المؤمنين. وان شاء الله عز وجل عذبه في النار بقدر كبيرته ثم يخرجه منها الى الجنة انتقالا. فاذا اصحاب الكبائر لا نجزم بانهم من اهل الجنة ابتداء ولا من اهل النار ابتداء. فمن جملة اصحاب الكبائر يوم القيامة صاحب هذه السجلات التسعة وتسعين. فهذا معه امران معه اصل التوحيد لا يزال باقيا حتى وان لم يحققه التحقيق الكامل. بسبب هذه الذنوب والمعاصي التي اسودت بها صحائفها هذا عنده اصل التوحيد لا يزال باقيا وتلك الذنوب والمعاصي في صحيفته التسعة وتسعين سجلا لا تبطل اصل توحيده لكنها تنقص كمال توحيده الواجب. كمال توحيده الواجب. فيكون تحت مشيئة الله. فان شاء غفر له تلك السجلات وادخله الجنة بتلك البطاقة. وان شاء عذبه عز وجل بسبب هذه الذنوب صاحبي البطاقة انما يعبر عن بعض اصحاب الكبائر. يوم القيامة انه سيغفر لهم كبائرهم بفضل الله عز وجل ومغفرته ورحمته. ويدخلهم الجنة ابتداء. فاذا لا تعارض بين السجلات وبين وجود اصل لا اله الا الله في القلب. لان ما في هذه السجلات ليس كفرا ولا شركا ينقض اصلا لا اله الا الله وانما فيها ذنوب وكبائر وموبقات تنقص كما لا الواجب لكنها لا تنقض اصل وجوده في القلب. فاذا من اراد ان يدخل الجنة ابتداء عليه ان يحرص على تحقيق التوحيد كله. وتحقيقه هو تصفيته من شوائب الشرك التي ينقض اصله وتصفيته من شوائب البدعة التي تنقص كماله وتصفيته من شوائب الذنوب والمعاصي التي ينقص كماله الواجب. فاذا ليست كل المخالفات تنقض اصل التوحيد. وانما المخالفات التي تنقض اصل التوحيد هي تلك المخالفات التي توقع العبد في الشرك الاكبر والنفاق الاكبر والكفر الاكبر. واما سائر الذنوب عاصي فانها تنقص كماله الواجب. فاذا صاحب السجلات ليس عنده تحقيق لكلمة التوحيد ولكن ان بقي معه اصلها. فجعل الله عز وجل اصل وجودها في قلبه سببا لمغفرة هذه السجلات كثيرة فهذا بعض اصحاب الكبائر سيكون لهم هذا الامر. سيأتي بعض اصحاب الكبائر يوم القيامة بتوحيد وبذنوب فيجعل الله عز وجل توحيدهم مكفرا لذنوبهم. وسيأتي يوم القيامة بعض اصحاب الكبائر بتوحيد وذنوب ولكن الله لا يغفرها لهم بل يعذبهم حتى مع بقاء اصل التوحيد مع وجود اصل التوحيد. فاذا هذا الذي في حديث صاحب بطاقة انما هو جملة من مما سيكون مما ستكون عليه الحال مع بعض اصحاب الكبائر فقط. فاذا تعارض بين هذا وهذا ولله الحمد والمنة