الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم فان قلت وكيف الجمع بين اختلاف الالفاظ الفاظ الروايات المحددة لمقداره باختلاف البلدان فاننا نجد ان النبي صلى الله عليه وسلم حددها في بعض الروايات بقوله كما بين جرباء واذرح من الشام ونجده في بعض الروايات حددها بقوله كما بين ايلة وصنعاء من اليمن فهل هذا من باب اختلاف التنوع ولا من باب اختلاف التضاد وما الحكمة من هذا الاختلاف في التحديد الجواب لا اختلاف بين ذلك ولله الحمد والمنة وذلك ان الادلة حددت الحوض بانه بان طوله شهر وعرضه شهر يعني بانه مربع فطوله كعرضه فاذا هذا هو التحديد العام الذي يفهمه كل احد ولكن من كمال بيان فصاحة الشارع وكمال بيانه وتبليغه للشرع وربما لا يفقه بعض الناس مسيرة الشهر فانتقل من التحديد العامي الى التحديد التعييني الخاص بالمنطقة التي يفقهها المخاطب فلما جاءه اناس يعرفون الشام ومواضعها حدد لهم بمدينتين في الشام حتى يتصوروا مسيرة الشهر فقال كما بين جرباء واذرح من الشام ولكن لما جاءه اهل اليمن كان من المناسب ان يحدد لهم مسافة الشهر بمدينتين او منطقتين يعرفونها. ويعرفون ان البعد بين فيما بينهما فقال صلى الله عليه وسلم كما بين اي لتوى وصنعاء من اليمن فاذا هذا التحديد يختلف باختلاف السائلين فلما سأله من يعرف الشام حدد له مسافة الحوض بمدينتين او منطقتين او قريتين من من قرى الشام ولما سأله اهل اليمن حدد لهم بمنطقتين يعرفها اهل اليمن ويعرفون تحديد المسافة بينهما لان من الناس من لو قلت له انا انني ابعد عنك مسافة خمسين كيلا لما تصور لكن لو قلت انني ابعد عنك كما تبعد الدلم عن حوطة بني تميم لتصور المسافة. اليس كذلك فهذا من باب بيان حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تفصيل دقائق ما قد يرد عليه شيء من الاجمال. وهذا من باب كمال البلاغ فاذا لا اشكال ولا تعارض في بين هذه الروايات ولله الحمد والمنة