الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم ومن المسائل ايضا والتنبيهات او رد علينا انسان شبهة اخرى ايضا اورد علينا انسان شبهة اخرى لشخصين فقال ان الملائكة قد علمت شيئا من غيب الله المطلق فكيف تدعون انفراد الله عز وجل بالغيب المطلق مع ان الملائكة تعلم شيئا من ذلك؟ وذلك في قول الله عز وجل لما قال للملائكة اني فاعل في الارض خليفة. وهو لم يبين لهم لا نوع هذا الخليفة ولا كيفية خلق هذا الخليفة. ابتداء ماذا سيفعل هذا الخليفة في الارض؟ ولكن الملائكة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها مع ان هذا الافساد لا يزال في علم الله الغيب المطلق. ويسفك الدماء. فكيف علمت الملائكة ذلك اذا كان الله عز وجل منفردا بالغيب المطلق ولا تزال هذه الاشياء من سفك الدماء والقتل وانتشال الهرج. لا تزال في علم الغيب المطلق اورد علينا المستشرقون ذلك الايراد ولكن اجاب العلماء كالامام الطبري وغيره من الائمة عن هذا الاشكال بثلاثة اجوبة انتم معي ولا لا؟ اجاب العلماء عن هذا الاشكال بثلاثة اجوبة الجواب الاول وهو منقول عن الامام قتادة وابن زيد قال ان الله عز وجل اعلمهم بذلك فالملائكة لم يعرفوا ذلك ابتداء من عند انفسهم اذ ان الادلة دلت واستقرت على ان احدا لا يعلم الغيب المطلق الا الله فيكون قولهم يسفك الدماء من يفسد فيها ويسفك الدماء انما هو بتعليم الله عز وجل. وهذا داخل في قول الملائكة لله سبحانك لا لنا الا ما علمتنا يعني انك علمتنا انه سيكون ذلك فقلناه لكن ما وراء ذلك من الحكم والمصالح والغايات لا علم لنا به وهذا من افضل الاجوبة التي قيلت في هذا الصدد واختاره الامام الطبري رحمه الله تعالى والجواب الثاني وهو منقول عن بعض السلف قيل ان الملائكة عرفوا ذلك بالاستنباط. من قول الله عز وجل اني جاعل في الارض خليفة ومقتضى الخلافة ومقصودها الاعظم هو اصلاح احوال الناس. فكون ادم واولاده يحتاجون يحتاجون خليفة ليصلح احوالهم وهذا دليل على وجود الفساد فيما بينهم. اذ لو لم يكن الفساد موجودا فلا يحتاج الناس الى خليفة يدير شؤون الناس ويحفظ دماءهم واعراضهم واموالهم وهذا قول حسن ايضا. وقد وصفه الامام القرطبي رحمه الله بانه احسن ما قيل وهو دليل استنباطي ولا حكر على الملائكة ان تستنبط الجواب الثالث وهو منقول عن ابن عباس وغيره من السلف رحمهم الله. قالوا ان الملائكة عرفوا ذلك قياسا على حال الجن الذين كانوا موجودين في قبل ادم وذريته فان اول من سكن الارض هم الجن وقد افسدوا فيها وسفكوا الدماء وقتل بعضهم بعضا. فلما سمعوا فلما سمع الملائكة ان الله عز وجل سيجعل في الارض خليفة حال هذا الخليفة الجديد على الخليفة الاول في سفك الدماء وكثرة الافساد والقتل وهذا وصفه القرطبي بقوله قول حسن. فان قلت اوليس هذا القول يحتاج الى توقيف؟ فنقول نعم وقول ابن عباس هذا اول من سكن الارض الجن هذا قول لا مجال للرأي ولا للاجتهاد فيه. وابن عباس ليس معروفا عن اهل الكتاب فيعطى قوله حكم الرفع. لان المتقرر عند العلماء رحمهم الله تعالى في قواعد التفسير كما شرحناها سابقا في قواعد التفسير ان الصحابي اذا قال قولا لا مجال للرأي ولا للاجتهاد فيه وكان غير معروف بالاخذ عن اهل الكتاب فان لقوله حكم الرفع كما قال الناظم وغيره واحكم له اي لقول الصحابي بشرطه الاتي فخذه وارعي ان لم يكن للرأي فيه معتنق ولم يكن يأخذ عمن قد سبق فمتى ما توفر هذان الشرطان في تفسير الصحابي فلتفسيره حكم الرفع اي كأن الذي قال هذا القول النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم وكل الاقوال صالحة للرد وهي كافية في الاجابة عن هذه الشبهة. ثم اقول لكم بعد ذلك متى ما شككت في دليل محتمل فان الواجب عليك ان ترد المتشابهات الى المحكمات والمحتملات الى البينات الواضحات الصريحات القاطعات. فاذا شككت في امر ولم تستسغ جوابه فقف على عصر قاطع بالادلة المتواترة الصحيحة وهي ان علم الغيب المطلق من خصائص الله عز وجل فلا ينبغي لك يقدر هذا المتشابه صفوا الامر المحكم الذي استقر في قلبك وهذا شأن من؟ الراسخين في العلم انهم كلما عرضت لهم شبهة فانهم يردونها مباشرة الى المحكمات كما قال الله عز وجل منه ايات محكم كتابي واخر متجاملات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كله اي المحكم والمتشابه من عندي من عند ربنا