بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فاني احمد الله تعالى الان هيأ لنا اسباب الخير واعاننا على سلوكها والالتزام بها ثم احمده سبحانه على ان حصل هذا الجمع طيب في هذا المهرجان الذي يشكر من تفاعل معه لاجل اهمية القراءة وضرورتها للانسان بعامة وللمسلم بخاصة. ولا غرو فان اول ما انزل من القرآن الكريم اقرأ بسم ربك الذي خلق الايات فلهذا فاني اجدني مقودا الى مثل هذا اللقاء ومثل هذه المحاضرة لاسباب عدة الاول منها ان التكامل والتعاون واجب من واجبات الشريعة الله جل وعلا قال لعباده وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان لا يعلم المسلم اين الخير الكامل فيما يتعاون فيه مع اخوانه لذلك كان التعاون مطلوبا بغض النظر عن ما يقدره الانسان من قوة هذا الموضوع او من اثره فان الاثر بيد الله تعالى ولذلك فان الحرص على التعاون فيما ينفع الانسان المسلم هذا مطلب فاذا تعاونا جميعا على تعليمه وتثقيفه وادراكه للعلوم الالهية ثم للعلوم الدنيوية النافعة فان في هذا تعاونا على البر والتقوى السبب الثاني ان الحرص على الكتاب حرص على العلم لان العلم النافع بل كل انواع العلوم انما تأتي من جهة القراءة الاعلام هو فرع عما يقرأ. اولا يكتب ثم يقرأ ثم يصاغ مرئيا او مسموعا الى اخره فالقراءة والكتاب ضرورة واليوم يلحظ عزوف عن الكتاب وعن القراءة وعن التفاعل مع الكتاب ومع ذلك ومعنى ذلك ان هذا عزوف عن العلم النافع وعزوف عن الثقافة النافعة وعزوف عن ادارة الانسان لنفسه فان ادارة الذات ايضا مطلوبة ومن معالم ادارة الذات ان يحرص على تعليم الانسان نفسه على تثقيفها وطريق ذلك القراءة ونجد ان القراءة اليوم قد تكون للجرائد والمجلات بصفحات كثيرة قد يرى المرء تابا ويقول كيف اقرأ انا كتاب مئة صفحة في يوم بينما هو في تصفحه للجرائد والمجلات يجد انه آآ يقرأ خمسين صفحة او اكثر ولكن ما نوع القراءة؟ وما طريقتها؟ واليوم هناك علوم تقول ان القراءة تكون قراءة سريعة كما انها تكون قراءة متأنية فهناك موظوعات حتى في الكتب تقرأ سريعا ولا يلزم ان تقرأها ان تقرأ الكتاب كله السبب الثالث ان بيني وبين الكتاب آآ عشقا ومحبة طويلة الامد منذ اه كنت صغيرا وحرصت على الكتب واحببت الكتاب حتى انه في مكان نومي لا بد ان يوجد مجموعة كبيرة من الكتب لو لمعاقرة بس فقط لانظر اليها. هذا يعرفه الذي يهوى شيئا ما ويولع به فانه يجد ان بينه وبين محبة وصلة وتواصل يجعله لا يكاد يرظى بمفارقته. والكتاب عنصر من العناصر المهمة في الحياة في تقويم الانسان نفسه وفي ازدياد معارفه وفي صلته بربه جل وعلا السبب الاخير ان اعظم الكتب الاخير مكانا لكنه الاول منزلة ان اعظم الكتب هو القرآن الكريم ومن عزف عن قراءة الكتب فقد يعزف عن قراءة القرآن العظيم. من احب قراءة القرآن فانه يحب القراءة الامر مرتبط بشيء ما بين هذا وهذا. لذلك احببت ان اشارككم واشارك المنظمين لهذا المهرجان ولهذا التفاعل الثقافي في اه هذا المجمع المبارك ان شاء الله تعالى ان اشارككم في هذا الموضوع اه احساسا مني بالواجب ثم صلة علمية بيننا فيما نحب ان تكون فيه الصلة الموضوع عن الكتاب والكتاب من حيث هو فسمي كتابا لانه جمعت فيه الصحف او الكلمات اما ان يكون جمع الكلمات فيسمى كتاب واما ان تكون جمع الاوراق والصحف فيسمى كتاب لان مادة كتاب بمعنى مجموع فكلمة كتب يعني جمع والكتيبة سميت كتيبة لانها تجمع الناس الكثير والكاتب سمي كاتبا لانه يجمع الكلمات والحروف ينظمها في سلك واحد. وآآ الكتاب ايضا وسمي بذلك لانه يجمع الكلمات ويجمع الصحف. لهذا قبل ان يجمع القرآن في مصحف واحد سماه الله جل وعلا كتابه فقال جل وعلا في فاتحة سورة البقرة الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه وذلك بشارة واشارة اللام التي تدل على البعد هذا داء هذا اشارة اسم الاشارة واللام تدل على البعد والبعد هنا بعد حسي وبعد معنوي اما البعد الحسي فهو انه اشارة الى ان القرآن سيجمع في كتاب بعد حين وكما هو معلوم ان الذي جمع القرآن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم هو ابو بكر الصديق رضي الله عنه ثم جمع الجمع الكبير في عهد عثمان رضي الله عنهم اجمعين. واما البعد المعنوي فانه اشارة في الشيء باللام التي تدل على البعد المعنوي تدل على رفعة المنزلة وعلو الشأن وعظم المكانة وهذا هذا هو في القرآن العظيم ولذلك القرآن يسمى كتابا باعتبار كتابته ويسمى قرآنا باعتبار انه يتعبد بقراءته تلك ايات الكتاب وقرآن مبين هناك بعض الباحثين المعاصرين كتب في ان القرآن غير الكتاب. وقال ان الكتاب والقرآن تغاير الله بينهما في قوله تلك ايات الكتاب وقرآن مبين. فمعناه ان الكتاب شيء والقرآن شيء اخر. ولكن هذا من جهة اللغة ومن جهة الحقيقة الشرعية لان القرآن هو الكتاب فاذا نظر الى كونه مقروءا متعبدا بقراءته وتلاوته فيسمى قرهانا واذا نظر الى كونه مجموعا مجموع الاوراق فيسمى كتابا واذا نظر في انه من صحف يسمى مصحفا وهكذا. وتعدد الاسماء تدل على شرف المسمى وعلى علو صفاته وتنوعها العرب لم يكونوا يعرفون الكتاب من حيث هو مجموع فيه موضوعات وانما ابتدأت معرفتهم بالكتاب بالقرآن العظيم ولذلك كانت سمة القرن الاول الهجري ان الكتابات التي يكتبها الناس تكون في ورق او في صحف في جلد او ما اشبه ذلك او في عظام يجمعونها في عظام الابل اذا اوكلت العظام يغسلونها وتكون بيظاء ويكتبون فيها ثم تجمع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا نزل شيء من القرآن قال اكتبوه فيكتب بعضه في جلد وبعضه في عظام وبعضه في كذا وجمعت في صندوق يسمى المصحف عند عمود في المسجد النبوي معروف الى الان يقال له في ذلك الوقت اسطوانة المصحف ثم لما جاء في في عهد ابي بكر الصديق رضي الله عنه جمعت اه رتبت اه كما هو معلوم بحسب العرظة الاخيرة التي عرظ فيها النبي صلى الله عليه وسلم القرآن على جبريل عليهم السلام في السنة الاخيرة قبل وفاته عليه الصلاة والسلام ابتدأ العلم بالصحف والكتابة وكيف تكتب؟ فكتبت احاديث النبي صلى الله عليه وسلم ثم كتبت بعض ثم كتبت معه الاوامر الاميرية من امير المؤمنين او من الخلفاء والرسائل والى اخره جمعت اه الى ان وصل الى نهاية القرن الاول فامر عمر بن عبد العزيز بجمع السنة وامر بذلك محمد بن شهاب الزهري عالم السنة المعروف فجمع كثيرا من السنة من الناس من الصحابة والتابعين آآ من التابعين الذين نقلوا عن الصحابة وكتب ذلك في صحف بدأت حركة تدوين العلم المتصل بالقرآن او المتصل بالسنة في كتب في صحف تجمع ثم تنوعت في القرن الثاني الهجري تنوعت اهتمامات العلماء فمنهم من يهتم باللغة العربية ومنهم من يهتم بالتاريخ ومنهم من يهتم بالسيرة ومنهم من يهتم بكذا وكذا فاصبح كل واحد من اهل العلم يكتب ما اهتم به في مؤلف بدأ اسم الكتاب يظهر ولذلك آآ الكتب باسم كتاب كتاب فلان وكتاب فلان وكتاب فلان هذه لم تظهر بصفتها المعروفة الا في القرن الثاني الهجري واما القرن الاول فانما كانت صحف مجموعة في موظوع واحد. وآآ مثل مغازي عروة بن الزبير ومثل آآ تفسير آآ ابن عباس في بعض من نقل عنه وكتبه مثل عكرمة وغيره واشباه ذلك. وفي القرن الثاني تعددت فكتب في التفسير وكتب في الحديث في السنة وكتب في اللغة العربية بانواعها وكتب كثيرة في ذلك ثم صارت القرن الثالث توسعت ثم انتشر جدا حتى اصبحت في اخر القرن الثاني هناك الالاف من الكتب في المكتبة الاسلامية في بغداد عند هارون الرشيد اه رحمهم الله تعالى هذا يعطيك الحركة السريعة خلال قرنين من الزمان بداية من انه لا يوجد كتاب في الامة الى ان توجد كتب بالالاف في نهاية القرن الثاني الهجري وهذه الكتب ليست من غيرنا وانما هي كتب ان شئت من الامة بخلاف ما ترجم من اليونان وامر هارون الرشيد بترجمته فانه لا يدخل ذلك الكتب التي اؤلفت كثيرة جدا ومن اطلع على كتاب الفهرسة الابن النديم المتوفى في اواسط القرن الرابع الهجري فانه يجد المئات من اسماء الكتب ومن اطلع على تراجم تراجم اهل العلم فانه يجد انه يقول وكتب يذكرون لكل عالم من الكتب في اه جميع الفنون. كان هناك مما اثر في حركة الكتاب وتاريخ الكتاب في الامة العربية التنافس الموجود. فكان هناك انواع من التنافس. التنافس الاول تنافس في القرآن الكريم فالقراءة والقراءات كان هناك القراءة البصرية والقراءة الكوفية وهناك القراءة المكية والمدنية والشامية الى اخره ابن عامر يقرأ في الشام الفت كتب فيما يتعلق بقراءته في رصدها اه وكذلك غيره ثم جمعت هذه في قراءات متنوعة في كتب. كذلك في تفسير تلك القراءات الف عدد في التفسير في آآ هذا وآآ آآ تنوعت الكتب في ذلك السبيل. التنافس بين المدارس المختلفة كان له الاثر في مد تأليف الكتاب وايضا في صناعته فالصراع ما بين الكوفيين والمصريين في في النحو جعل كلا منهم يؤلف في تفسير القرآن وفي اللغة العربية في النحو وفي العلل وغير ذلك. كذلك في المذاهب مذهب اهل الرأي ومذهب اهل حديث والردود بينهما. اذا نظرت الى آآ الردود التي حصلت في وسط القرن الثاني ما بين اهل الرأي واهل الحديث ما بين ربيعة الرأي في في المدينة مع الامام مالك ابن انس الامام المحدث المعروف وكذلك ما بين آآ محمد بن الحسن وما بين اهل الحديث. الردود كثيرة جدا بين ابن ابي شيبة اه ابي حنيفة واشباه ذلك من حركة الردود الفقهية كانت من ثمراتها انها تدون في كتب فنشط الكتاب بسبب ايضا هذا التنافس بين الفقهاء اه كذلك هناك التنافس اه بين اصحاب العلوم النظرية مثل علوم الهندسة والجبر والمقابلة والجغرافيا الى اخره فكرت وعلم الحيوان فمن اراد ان يكتب في شيء غريب ليشتهر به ولينفع به كتب في مثل هذه العلوم اذا كان يجيدها فلا تكاد تجد بنهاية القرن الثالث الهجري من عنده علم الا ويدونه في كتاب في نهاية القرن الثالث الهجري لا تكاد تجد احد لم يكتب كتابا وهو من اهل العلم بل الكل كتب كتابا اما جزء صغير واما الكثير الكتب الكبار ظهرت اللي هي مجلدات بدأ ظهورها في اواخر القرن الثاني الهجري كما صنف الامام عبدالرزاق من امام الصنعاني كتابه المصنف وهو موجود في احدى في احدى عشر مجلدا ثم تعددت الكتب ذات المجلدات الكثيرة. فالكتب ذات المجلدات الكبيرة بدأت في نهاية القرن الثاني الهجري ثم مشت واكثرها ما يتعلق بالقرآن وبالسنة او في اللغة العربية كالعين للخليل ابن احمد رهيبة وغير ذلك. فكثرت الكتب المتعلقة بهذا. في نهاية القرن الثالث الهجري اصبحت الكتب توجد ليست بالمجلدات فقط بل بعشرات المجلدات والقصة المعروفة ان بن جرير الطبري لما اراد كتابة التاريخ ابن جرير الطبري توفي تقريبا سنة ثلاث مئة وعشرة للهجرة وعاش اكثر من ثمانين سنة ستة وثمانين سنة تقريبا عاشها للعلم والكتابة حتى انه كما ذكر اه ياقوت في معجم الادباء احصي له انه في كل يوم من عمره يكتب اربعين ورقة في كل يوم يعني قسموا ما تركه من مؤلفات على عدد ايام عمره فوجدوا انه يكتب اربعين صفحة يوميا وهذا لا شك انه عمل كبير. ابتدأت المؤلفات الكبيرة بن جرير في قصته المعروفة لما قال لطلابه اتنشأ ان تنشطونه لتاريخ العالم ما كانوا يعتادون منه ان يقول لهم اتنشطون معناه تنشطون معناه المسألة فيها فيها صعوبة فسألوه قالوا قدر كم حتى ما يصيب الطلاب الملل وقال قدر ثلاثين الف صفحة تاريخ العالم منذ خلق الله العالم الى يعني ادم الى وقته هو. قال قدر ثلاثين الف صفحة. فقالوا هذا مما فيه الاعمار قال الله المستعان ماتت الهمم فاختصره لهم في ثلاثة الاف ورقة وهو الموجود عندنا تاريخ الطبري في عشرة مجلدات او احد عشر مجلدا. وكذلك قال مثل هذه او قريبا منها في تفسير القرآن بعد هذا صار هناك نشاط في التأليف في المجلدات الكبيرة نقلة اخرى كان العلماء يحرصون على اقتناء اكثر من نسخة من الكتاب الواحد الكتاب لم يكن يكتفي العالم بنسخة واحدة من الكتاب يقول انا حصلت كتاب العين للخليل ابن احمد بنسخة واحدة كان الاكثر يأخذ اكثر من نسخة نسختين او ثلاث لماذا؟ لان الكتب كانت بالخط ومعلوم ان الخط يعتريه النقص ويعتريه الغلط وهذه امور دقيقة اما امور في الشريعة وامور في اللغة فلابد من ضبطها فكان العالم لسلامة علمه ان يقرأ من اكثر من نسخة ويقابل النسخ بعضها على بعض فيأخذ نسخة قرأت على فلان من العلماء ويأخذ نسخة ثانية ايظا قرأت على فلان حتى يجمع بينها اذا جاء مشكل رجع للنسخة الثانية فيصحح بعظ النسخ في بعظ طبعا لما ظهرت طباعة النسخة واحدة الان مع انه يحصل غلط في المطابع لكن النسخة واحدة يطبع منها عشرة الاف عشرين الف مئة الف نسخة والناس يتداولونها سابقا لا الكاتب يكتب سنة كاملة في كتاب او اشهر هو نسخة واحدة مخطوطة اذا اراد ان ينقله مرة ثانية مرة ثانية لكن قد يصيبه غلط في عينه في في كتابته في قراءته فكانوا يحرصون على ان يجمعوا اكثر من نسخة وكما قال الجاحظ فيما هو مذكور في كتابه الحيوان قال لم تكن نفسي تطيب حتى اغتني من كل كتاب ثلاث نسخ يعني يريد ان يكون دقيقا فيما يتلقى ودقيقا في العلم وهذا يعطينا درس في هذا الزمن. حرص الاولين على الدقة في التلقي الدقة ليس المسألة مسألة كثرة قراءة بقدر ما هي دقة ما تحصل عليه فاذا هنا لا بد من الاستفادة من مدرسة السابقين في ان العلم آآ لابد له من دقة فيما تحصل من النسخ كما سيأتي ان شاء الله في اخر الكلام في المطبوع. ايضا آآ المخطوطات كانت تختلف من حيث الخط ومن حيث مخطوطات تختلف اختلافات عديدة قيمها قيمتها المادية تختلف ايضا بحسب المحتوى من اي جهة؟ من جهة اولا الكاتب المخطوط يكتب لكن من الذي كتبه ناسخ من الذي نسخ هذا الكتاب؟ الناسخ قد يكون فاجرة ينسخ ويبيع بسرعة فهذا يكثر فيه الغلط وقد يكون مدقق ولذلك المخطوطات تختلف بحسب من نسخها فاذا كان المخطوء بخط مؤلفه فتلك الغاية وخط المؤلف ينقسم الى قسمين مسودة ومبيضة المسودة هي التي يشطب عليها يكتب يكتب يكتب ثم بعد ذلك يراجعها يشطب سطر يشطب موظوع يظيف يحشي عليها في الهوامش ثم ومبيضة. المبيضة هذه هي الصورة النهائية لها بعد المراجعة وهي التي يأذن العالم بقرائتها عليه ثم تنسخ في مخطوطات متعددة فاذا اول ما يتعلق بتاريخ الكتاب نسخ الكتاب المخطوط. نسخ الكتاب كما ذكرت لك لابد معرفة من الناسخ هل هو ممن ينسخ كثير؟ او من المتهنين في النسخ؟ هل هو المؤلف نفسه؟ ام من تلامذة المؤلف؟ ام من غير ذلك واقدم نسخة موجودة الان من كتب الائمة هي نسخة كتاب الرسالة بالامام الشافعي بخط تلميذه الربيع بن سليمان كتبها نحو سنة مئتين وخمسين للهجرة وهي محفوظة في احد المكاتب في مصر وعنها طبع الشيخ احمد محمد شاكر كتاب الرسالة لكنها بخط الربيع عن الامام الشافعي وهو تلميذه فهذه غاية اذا وجد مثل هذا فهو من انفس ما يكون اعلى منه كتاب الامام نفسه او العالم نفسه لكن هذا لا يوجد في مثل تلك القرون آآ السابقة الفرق او النظر الثالث المهم ان يكون الكتاب مقابل وبعض الكتب تجد انه كتب يكتب في اخره بلغ مقابلة على اصل سليم او يكتب بلغ مقابلة فقط وتارة يقول بلغ قراءة على مؤلفه مرة يقول تم بقراءة المؤلف وهذه اجازته. اكتب تحت اجازة المؤلف لمن قرأ هذا الكتاب الكتاب يكون الغاية ولذلك الذين يحققون الكتب ويطلعون على الكتب السليمة اذا وجدت مثل هذه النسخ فهي تكون تسمى الام يعني النسخة الام التي هي المرجع لاجل قوتها وسلامتها هناك نوع انواع من التحسينات على الكتب تعلمون ان اول ما بدأ الكتاب في التاريخ الاسلامي لم يكن منقوتا انما كان الكتاب بغير نقط وبغير تشكيل يعني ليس عليه نقط ولا عليه ايضا تشكيل. فيقرأ القارئ الكتاب بحسب قدرته على القراءة ولذلك صار هناك تصحيف كثير في القراءة وبعضهم يقرأ من كتاب غير منقوت غير مشكل هو معلوماته قليلة فيخطئ في القراءة في حفظ خطأ فينقل خطأ الى اخره. وهذه كثرت في في القرآن الخطأ وفي الشعر لكن القرآن عولج بحفظه ونقله بالتواتر على حسب القراءات السبعة والعشر او الاربع عشر قراءة المعروفة وحفظت بالتواتر حتى لا يكاد احد يخطئ في القرآن الا ويرد الخطأ عليه لانه محفوظ كما اخبر الله جل وعلا بانه آآ هو الحافظ له انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون حتى قال بعض اهل العلم لو اخطأ احد في القرآن لا غلطته الصبيان يعني صبيان المسلمين لانه محفوظ وقال اخر لا تأخذ العلم لا تأخذ العلم من صحفي صحفي يعني الذي اخذ علمه بالقراءة فقط ما اتصل بالعلما ولا اه لازم اهل العلم ولم يعرف بصلته باهل العلم لانه لا بد في القراءة توجد اشكالات اشياء ما فهمها فمن المعلم اذا لم يكن من علمها هناك من علمه؟ فلابد هناك من يبين له الكتاب ولذلك قال الشاطبي في اول الموافقات كان لعلم في صدور الرجال فاصبح في بطون الكتب بقيت مفاتيحه ايدي الرجال وهذا صحيح. يقول هنا لا تأخذ العلم من صحفي يعني ممن قرأ في الصحف ولا العلم من ولا القرآن من مصحف واحدة بتقرأ عليها القرآن تقول انت اخذت القرآن من وين قل هو الله حفظته من نفسي لا تأخذ عليه القرآن قال والله قرأته وحفظته على فلان في الحلقة او على شيخ واذا كان معه اجازة افضل هذا معنى مأمون القراءة ولذلك الف ابو هلال العسكري كتابا لطيفا فيه نوادر كثيرة سماه تصحيفات المحدثين يعني الاشياء التي قرأت او كانت يعني اه تقرأ غلطا فجمعها في كتاب سماه التصحيفات المحدثين في ثلاثة اجزاء فيه لطائف وفيه هناك كتاب تصحيفات القراء وفيه كتاب اسمه التصحيف والتحريف للصفدي في كثير من اللطائف اذا قرأتها تشوف نوادر من ذلك. مثلا هناك آآ احد من يعلم من يعلم كان يدرس مادة يعني يدرس مادة من المواد الشرعية كان عنده في الكتاب اللي يدرسه ان النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما من ورق هو قرأها من وراء هنا هذا معنى التصحيح قرأها من وراء فلما جاء يشرح آآ للذي عنده او يشرح للطلاب قال قالوا له كيف من ورا؟ قال يعني من زهده عليه الصلاة والسلام كان يلف الورق ويجعله مثل والورق هو الفظة فلاحظ ان القراءة الخطأ ادت الى فهم خطأ وادت الى تفسير خطأ. واليوم كثير من المشكلات اليوم عندنا العلمية والاسلامية في فهم الدين وفهم الشريعة راجعة من قراءة خطأ ثم من تفسير خطأ ثم من نتائج غلط وآآ لهذا آآ لما جاء في قصة الخوارج مع ابن عباس آآ ومع علي ابن ابي طالب رضي الله عنه خوارج من عباد الصحابة من عباد كان بعضهم من الصحابة ولكن من عباد من لازموا الصحابة كانوا من العباد بعضهم كان من الصحابة آآ ولكنه آآ ارتد بعد ذلك وآآ اه اللي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ويلك من يعدل اذا لم اعدل؟ المهم سئل علي بن ابي طالب قال رظي الله عنه وارظاه من اين اوتي اولئك مع عبادتهم قال من العجمة اتوا قال من العجمة اتوا ماذا يقصد بالعجمة؟ يقصد انهم لم يحسنوا قراءة القرآن والسنة ولم يحسنوا فهم العلم فكانوا كالاعاجم في عدم فهم ما قرأوا فاذا انحرفوا عن الانحراف الكبير لاجل عدم احسان القراءة. اذا الكتاب في طريقته كان مهم جدا ان يكون مضبوطا. ولذلك كان العلماء قبل يحرصون على ان يقرأ الطالب والصغير في الابتدائي وفي المتوسط في كتب مشكولة شكلا تاما كانوا يقرؤون القرآن كانوا يقرؤون صغار القرآن يعلمونه معنى الحركات يقرؤونه كتب مثل رياض الصالحين مشكول تام عشان يعرف ينطق هذا ويقول له اقرأ بصوت عالي لانه اذا استقام لسانه وعرف معنى الحركات فانه بعد ذلك اذا سيحسن القراءة سينتج عن حسن القراءة وحسن الفهم ثم حسن التطبيق اه الكتاب مر بمراحل كثيرة ما بين سنة اربعمائة للهجرة الى سنة تسع مئة او يعني الى واسط القرن الثامن آآ التاسع الهجري هذه المراحل هي في تأنيق الكتاب تأنق الكتاب تحسين الكتاب. فكان الكتاب آآ يحسن من حيث الورق الورق كان في السابق على نوعين ورق نباتي مصنوع من نباتات والثاني ورق من الجلد يسمى ورق وهو جلد جلد الغزال وموجود آآ كثير من الكتب محفوظة بالجلد الان كتبت في اواسط القرن الخامس يعني اربع مئة وخمسين واربع مئة وسبعين مثل الاستذكار لابن عبد البر في قطعة منه مكتوبة بالجلد مثل موطأ الامام مالك موجود منه مثل بعظ نقط من صحيح البخاري واشياء من ذلك موجودة. هذا نوع يا اما من الجلد يا اما من الورق النباتي. ولذلك في اختبار الكتاب عند الخبراء اليوم عندهم اختبار للكتاب هل هو صحيح او مزور يختبرونه بالورق اولا بالورع ياخذ الخبير الورق وينظر كم عمر الورق في كثير جاء واتوا بكتب واكتشفنا انها انها آآ مزورة منسوبة الى علماء في القرن السادس الهجري والقرن السابع الهجري. لكن الورى الورق من مئة سنة مئة وخمسين سنة الورق ورق مخطوطات لكنه حديث من المصنع ليس تصنيع ذلك الزمن. ولذلك عند اهل الخبرة كل قرن هناك له ورق كان متداول مثل التجارة وصناعة الورق فكان هناك سمات للكتاب في كل قرن من حيث الورق والنوعية الحروف وكذلك نوعية الجلد الذي يعلوه آآ كان هناك التأنق في الكتاب تارة يكتب في الصفحة الواحدة خمس اسطر فقط الصفحة الواحدة يكتب فيها خمس اسطر لاجل تحرص على الجمال تكون كل ورقة لوحة من اللوحات من جمال الخلق سواء في القرآن او في غيره. مر التأنق تأنق في في الجلد الغلاف. تهنق في الورق تهنق في نوعية الخط في الالوان المستخدمة تجد تأخذ الكتاب تجد ان في الصفحة الواحدة ثلاث اربع الوان كتاب جميل جميل جدا وهو بخط اليد فيها انواع من الجمال في حجم الكتب فيما فيه. انفس الكتب واقيم الكتب ما كان مشتملا على هذه المواصفات التي ذكرنا جميعا تكون بخط معروف بورق متعنق محفوظة حفظا جيدا لا يوجد فيها اه عيوب وان تكون اه ايظا بالوان ومزخرفة تارة يكون في الكتاب نوع من الذهب تارة الصور الملونة اه اه ما اشبه ذلك نسخة من مقامات الحريري مثلا منسوخة في القرن او في اواسط القرن السادس آآ او في اواخر القرن السادس الهجري آآ كبيرة ضخمة جدا مقامات الحريري كل مقامه معها صورة ملونة محفوظ نسخة واحدة نفيسة جدا غاية في النفاسة محفوظة في مكتبة من مكاتب اوروبا واخذها احد المستشرقين وصورها تصوير يشابه المخطوط وآآ بيعت في معرض المانيا السنة الماضية وفيها كل مقام فيها صورة ملونة رسم رسم انيق اه دقيق وجميل جدا. هذا نوع من الاهتمام بالكتاب. كتب الادب كانت تحظى بكتب الشعر تحظى باهتمام كبير في تعنقها وذلك لان الطالب لها في الغالب يكونون الاغنياء والامرا والخلفاء والتجار ليتفاخروا بتحصيلهم لهذه النسخ النفيسة. اما الكتب الشرعية فكتب التفسير يوجد منها شيء نفيس وكتب الحديث قليل جدا واما كتب الفقه فلا تكاد تجد كتابا منقولا بنفاسة الا نادر جدا لكن كتب الشعر كتب الادب وما اشبه ذلك فتجد عندها آآ في العالم الان نسخ كثيرة نفيسة جدا من ذلك. مضى الزمن نختصر الوقت مضى الزمن حتى بدأت الطباعة لما بدأت الطباعة كان هناك نقلة كبيرة جدا في نوعية الاهتمام بالكتاب بدأت الطباعة كما هو معروف سنة الف واربع مئة وخمسين ميلادي الف واربع مئة وخمسين لكن باحرف اللاتينية لكن بالحرف العربي اول آآ حرف عربي ظهر سنة الف وخمس مئة واربعطعشر في اه مدينة في ايطاليا بعد ذلك في البندقية سنة الف وخمس مئة وثلاثين طبعت نسخة من المصحف لكنها مغلوطة محرفة وهي في ايطاليا اول نسخة طبعت في العالم لكنها مغلوطة ومحرفة فكاتب الوالي العثماني كاتب آآ رئيس الكنيسة في روما بان هذه نسخة وحنا نطلب اتلافها فاتلفت كل النسخ ما عدا نسخة واحدة فقط حفظت في دير اه موجود في ايطاليا اطلعت على صورة اه منها وهي مطبوعة لكنها تالفة ومغلوطة جدا. في سنة تقريبا جت عدد من الطباعة لكن اهم مرحلة في الطباعة هي سنة الف وخمس مئة وتسعين هجرية هذا حيث بدأت في روما مطبعة خاصة اسمها مطبعة عائلة كانوا يهتمون وظعوا حروفا عربية جميلة طبعوا عددا من الكتب المهمة منها كتاب القانون ابن سينا وكتاب الادريسي نزهة المشتاق في اختراق الافاق في الجغرافيا ومنها الاج الرومية في ومنها الكافية لابن الحاجب ومنها اصول اقليدس خلصت الطاليس وبعض الكتب آآ اه في هذا الصدد حوالي ثمانية كتب طبعتها هذه المطبعة ثم في القرن من بعد الف وست مئة ميلادي انتشرت الطباعة في اوروبا حتى لا تكاد تجد مدينة الا وفيها مطبع عربية. لماذا؟ لاجل ان المستشرقين الذين يكتبون عن العالم الاسلامي والعربي لخدمة الاهداف الاستعمارية كانوا يحرصون على ان تكون بحوثهم باللغة العربية فنشط في اوروبا المطابع العربية آآ كثيرا آآ ولذلك نأتي الى تقريبا سنة الف وثمان مئة وخمسين حيث بدأت الف وسبع مئة وخمسين الف وسبع مئة وخمسين بدأ دخول المطابع الى البلدان العربية ثم شيئا فشيئا قصة الطباعة في الوطن العربي وتواريخه وفي المملكة العربية السعودية كان اول مطبعة لاجل ان الوقت الاخ يقول ان الوقت وقت الاذان حان وانا وراي سفر مع الاسف آآ اول مطبعة وجدت في الجزيرة مطبعة في مكة المكرمة حوالي سنة الف وثمان مئة واثنين وثمانين اه او ثمانين اه ميلادي. وطبعت عدة كتب. ثم هناك المطبعة الاميرية طبعة كتبا كثيرة جدا في اوائل القرن الرابع عشر الف وثلاث مئة آآ ثم المطبعة الماجدية وغيرها وفي جدة انشأت مطبع وفي المدينة مطبعة ثم في غيرها آآ اهم المطابع كانت هي مطبعة بولاق في مصر ان شئت حوالي سنة الف وثمان مئة وثلاثين وبدأت الطباعة آآ في مصر بقوة ثم انتشرت المطابع واصبح الكتاب مطبوعا لكن هنا اه سؤال مهم وهو هل يعني ان الكتاب مطبوع معناه انه سليم ليس الامر كذلك فلا بد ان نفهم من الذي صحح الكتاب؟ هل هل الطابع دار النشر هذه مدققة؟ تدقق في التصحيح تنقل بامانة؟ ام انها تطبع للتجارة هناك دور نشر تطبع فقط للتجارة ليس عندها تدقيق علمي ولا علماء يصححون بخلاف المطابع السابقة فكان هناك تدقيق اكثر ولذلك يحرص طلبة العلم والحريصين على العلوم الشرعية والادبية والتاريخية يحرصون على ان الكتب محققة يقال الكتاب محقق يعني انه مقابل على عدة نسخ ومطبوع طبعه قريبة من السلف يضيق والحديث ذو شجون والكتاب لا يمل. اه اكرر شكري على هذه الدعوة الكريمة الوجود بينكم واسجل تقديري على لهذا النشاط آآ في هذا المقر التعليمي المميز ولجميع التي اسهمت في ذلك نسأل الله تعالى للجميع التوفيق والسداد واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد