الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تقول السائلة ما التوجيه والتعامل المناسب مع الزوج الغضوب الحمد لله رب العالمين وبعد اسأل الله عز وجل ان يديم عليكم الود والمحبة والسعادة. وان يملأ بيتكما بما ملأ به بيوت مسلمين من اهل الصلاح والايمان والتقوى والعقيدة الصحيحة. وان يرزقكم السكينة وان يكفيكم شرور انفسكما وسيئات اعمالكما لا جرم ايها السائلة الكريمة ان الزوج الغضوب هذا بلية من البلايا ومصيبة من المصائب. لا سيما اذا كانت اعصابه تثور وغضبه يفور. من ادنى ما فاذا ابتليت الزوجة بزوج هذه صفته. فالذي ينبغي لها ان تصبر وان ترضى بقضاء الله عز وجل وقدره وان تحتسب اجر صبرها في ميزان حسناتها وان تتعبد لله عز وجل بالسكوت. وان تتعبد الله عز وجل بعدم بالابتعاد عما يغمز غضبه وعما يثير حفيظة بركانها فحاولي وفقك الله ان تبتعدي عن الاشياء التي تغضبه ما استطعت الى ذلك سبيلا. وحاولي ان تتلمسي الله تعبدا لله عز وجل لا ذلا له ولا ضعفا ولا انكسارا ولا مسكنة لاحد من المخلوقين وان تعبدا لله عز وجل الذي امرك بالاحسان اليه وبطاعته وبتلمس رضاه. فان الادلة قد دلت على عظم اجر المرأة التي تصبر على شظف عيش زوجها وعلى سوء خلقه. يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه اذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها طاعة زوجها قيل لها ادخلي من من اي ابواب الجنة جئت؟ كما رواه الامام احمد باسناد حسن لغيره وفي الحديث عن انس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الا اخبركم في الجنة؟ قلنا بلى يا رسول الله. قال النبي في الجنة والصديق في الجنة والرجل يزور اخاه في ناحية المصر لا يزوره الا لله في الجنة. الا اخبركم بنسائكم في الجنة؟ قلنا بلى يا رسول الله. قال ودود ولود اذا غضبت او اسيء اليها او غضب زوجها قالت هذه يدي في يدك لا اكتحل بغمض حتى ترضى. هذه من اهل الجنة اسأل الله ان يجعلك منهم وهذا الحديث رواه الامام الطبراني رحمه الله وقد جاء عن جماعة من الصحابة واسناده ان شاء الله حسن وروى الامام احمد في المسند من حديث حصين بن محصن رضي الله تعالى عنه عن عمته انها اتت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة فقضى لها حاجتها ثم قال اذات اعلن انت والبعل هو الزوج. قالت نعم يا رسول الله. قال فكيف انت له؟ قالت ما الوه اي ما اقصر في ارضائه ما الوه الا ما عجزت عنه. قال فانظري كيف انت له فانه جنتك ونارك. فانه جنتك ونارك فعليك يا اختي الكريمة ان تصبري. وان ترضي بما قسم الله عز وجل لك. وان تحتسبي اجر صبرك في ميزان حسناتك والا تبادل الغضب بالغضب ولا النزق والطيش بالنزق والطيش بل قابل السيئة بالحسنة عليك بالصفح والعفو والتغافل وتلمس رضاه تعبدا لله عز وجل لا ضعفا. ولا انكسار ولا مهانة وعليك بدعاء الله عز وجل ان يشرح صدره لك وان يرزقه حبك وان يؤدم بينك وبينه الالفة والمحبة. وان يكفيك ما شرور الشيطان النفوس فان الله عز وجل هو مجيب الدعوات. وهو قاضي الحاجات. وانت في ضرورة وكربة بسبب هذا الزوج ولا تنسي قول الله عز وجل امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء. ويجعلكم خلفاء الارض فاكثري من دعاء الله لا سيما في ثلث الليل الاخر ولا تستبطئ الاجابة. ان يهدي الله عز وجل لك هذا الزوج وان يصلح اخلاقه وان يسخره لك. وان يزرع محبتك في قلبه. وان يجعلك من احب الناس اليه. ارفعي يديك مبتهلة الى الله عز وجل وابشري بخير الدنيا والاخرة ان شاء الله. ولا تدرين لعل الله عز وجل اراد بابتلائك خيرا عظيما وهو انه اراد ان يدخلك الجنة بهذا بالصبر على هذا الابتلاء. وان يرفعك الى جنات الفردوس الاعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين بسبب هذا الصبر. فان العبد لا يدري عن الحسنة التي توجب له الجنة النبي صلى الله عليه وسلم يقول عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير. ان اصابته سراء فشكر كان خيرا له وان اصابته ضراء فصبر كان خيرا له. وخلاصة هذه الفتيا ان احسن ما تتعاملين به مع هذا الزوج الغضوب الصبر على اخلاقه واحتساب الاجر وعدم الدخول معه في مهاترات كلامية. والتزام الصمت والابتعاد عن الاشياء التي تغمز وغضبه وتثير ثورة بركانه. مع كثرة الدعاء له بالهداية والصلاح. والله اعلى واعلم