في الحلقة السابقة تحدثت عن المحذوف بصمت من ذكر ميشا في الكتاب المقدس وذكرت عددا من الشواهد لا داعي لاعادتها كانت تقرأ في الماضي على انها مكة ثم بعد ذلك جاءت نسخة الفاندايك وحولتها من مكة او من ملكة حولتها الى ميشة او ميسة هذا الفعل اثبتناه من خلال عدد من المخطوطات تصل الى اتناشر مخطوطة قبطية تعود الى القرن الثبطاش والستاشر تمنطعش والتسعتاش لاحقا حذفوها جميعا بصمت واستبدلوها بكلمة ميشا لتختفي مكة من الكتاب مقدس بعد ان بقيت تصدح فيه قرونا طويلة لرب اخ كريم يسألني كيف تحولت كلمة مكة الى ميليشيا من يسأل هذا؟ لا يدرك كيف تتغير الكلمة عندما تنتقل من لغة الى لغة. مثلا عيسى ايسوس يسوع هذه كلها عبارة عن كلمة واحدة لكن عندما تنتقل من لغة الى لغة تدخل كل لغة عليها من التعديلات ما يناسب الصرف في تلك اللغة وما يناسب طريقة النطق المعتادة عندهم وترتيب الحروف الى غير ذلك مما يعرفه علماء هل لدي تبرير قد يكون صحيحا وقد لا يكون صحيحا لهذا الموضوع. اقول نعم الحقيقة يا اخوانا في شيء موجود في لغة العرب من القديم وموجود ايضا في الحديث وهو ما يسمى الكشكشة الكشكشة في لغة العرب معروفة منذ اوائل تاريخ العرب من قبل الاسلام معروفة وهي انهم يقلبون الكاف الى شين وما زال حتى الان هذا موجودا في عند اهل العراق ما زال موجودا عند البدو في الشام يقلبون الكاف الى شيم فيقولون مثلا الشلب بدل ما يقولون الكلب اعزكم الله يقولون الشل كيف حالك؟ كيف حالك؟ بدل كيف حالك فهذه الكشكشة معروفة قديما ومعروفة حديثا وقد تحدث عنها العلماء منهم ابن فارس رحمة الله عليه ونقل لنا بيت شعره يقول فعيناك اي فعيناك عيناها وجيدك يعني جيدك جيدها ولو نشي الا انها غير عاطلة يعني ولو نكي فقلب الكاف الى شيم فهذا معتاد في لغة العرب وذلك موجود من قبل الاسلام بزمن طويل ثم بعد كذلك بقي موجودا الى يومنا هذا اذا فهمنا هذا بامكاننا ان ندرك لو سألنا رجلا من تميم اين هي بلد الله الحرام؟ ما اسمها؟ سيقول متشا سيقول متشى سيقلب الكاف الى شيب هذا ما قد يفسر لنا ما وقع في هذه الكلمة فتغيرت من مكة الى مشى. لست اجزم ان هذا ما وقع لكن اقدم تصورا ولربما يكون هو الصحيح ولربما يكون هناك امور اخرى هي التي ادت الى تغيير الى ميشة او مشى او مسى كما نجدها في مختلف النسخ الكتابية من فضلك واعدك ساعلقك على صليب حقك ان اراد مني الاستاذ رشيد ان اثبت وجود مكة في القرن الرابع الميلادي كان يطلب طلبا سطحيا ساذجا لماذا لان مكة ثابت وجودها قبل الميلاد بقرون طويلة فهي واحدة من اقدم مدن التاريخ ما البرهان على ذلك هناك برهان لا يقهر ولا يرد وهو ما تألفه العرب في تاريخها لا يوجد في العرب من ينكر ان ابراهيم واسماعيل عليهما السلام قد بنيا الكعبة معا البيت الذي كانت تعظمه جميع قبائل العرب واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم حين نزلت هذه الاية لم يحتج عليها واحد من العرب لم يحتج عليها واعد من كفار قريش. لماذا لانها تمثل علما يعلمه القاصي والداني منهم المؤمن والكافر الجاهل والعالم فمثل هذه المعلومة معلومة بديهية في التاريخ العربي. فلا تحتاج الى اثبات وليست محل استنكار