وسوف تسألون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فارحب بالاخوة والاخوات المشاهدين والمشاهدات في مستهل هذا اللقاء التاسع من سلسلة لقاءات تعظيم آآ حق القرآن على امتي القرآن ايها الاخوة الكرام اشرنا فيما تقدم من حلقات السابقة الى شيء من صور مقتضيات التعظيم لكتاب الله عز وجل ومن هذه الصور تعظيم المصحف والتأدب عند قراءته وتعليمه وهذا يعني التعظيم المعنوي وتقدم الكلام عليه هو التعظيم الحسي ايضا لكتاب الله عز وجل فمن هذا التعظيم الحسي نهي النبي صلى الله عليه وسلم ان يسافر بالقرآن الى ارض العدو اذا خيف وقوعه في عيد الكفار فيدنسونه كما نهى صلى الله عليه وسلم عن مس المصحف على طهارة كما في حديث عمرو بن حزم لا يمس القرآن الا طاهر كما ان من هذا التعظيم الا يدخل به بيت الخلاء والاماكن غير اللائقة وان يحترم وان ينزه عن كل ما يدنسه كما ان من تعظيم القرآن انه ينبغي لقارئ القرآن ان يجلس على هيئة حسنة ولباس حسن مستقبلا القبلة وفي مكان محترم يليق بالقرآن الكريم وان يستاك قبل ان يبدأ التلاوة. تعظيما لكتاب الله عز وجل وللقرآن كما ان من اداب التلاوة كما قال مجاهد رحمه الله تعالى انك اذا تثاءبت وانت تقرأ القرآن فامسك عن القرآن تعظيما حتى يذهب تثاؤبك بعض الناس وهو يتلو بما لا يليق بالقرآن والتأدبي معه وعلى كل حال فكل صورة من الصور التي يظهر فيها المهانة للمصحف او اية من كتاب الله تعالى اقول استهزاء به او السخرية فانها قد تصل والعياذ بالله الى حد الردة والكفر نسأل الله العافية والسلامة اه من صور التعظيم لله عز وجل ولكتابه التحرز مما قد يفهم منه القدح او التنقص ومن ذلك حتى في اعرابه والكلام على بلاغته والكلام على اه معانيه من هذا الادب الرفيع الذي اه اه تأدب به من عرف حق القرآن ما اختاره بعض علماء اللغة العربية والنحو مسلكا في الاعراب حين عدلوا عن المشهور من لفظ الاعراب تأدبا مع الله سبحانه وتعالى ومع كتابه واجلالا لكلام الله تعالى واحتراما له وملازمة الادب معه ونذكر من ذلك امثلة ومن ذلك من ذقن ذلك نحو قولهم خلق الانسان من عجل قالوا عند اعرابها خلق فعل ماض مبني لما لم يسمى بدل مبني للمجهول لان الله ليس بمجهول لكن يقولون لما لم يسمى فاعله ونحو قولهم واتقوا الله واستغفروا الله وسألت الله قالوا اسم الجلالة منصوب على التعظيم بدلا عبارة مفعول به نحو اهدنا الصراط المستقيم قالوا اهدنا اغفر لنا فعل طلب ودعاء بدل فعل امر في الكلام الاخر غير كلام الله عز وجل نحو لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا؟ قالوا لا حرف دعاء بدل لا الناهية لان الله عز وجل لا يليق بمثله هذا اللفظ اه وكذلك قالوا ان عسى في القرآن من الله تعالى تفيد التحقيق لا الترجي لا الترجي وهو الاصطلاح التعبير الذي يستعمل في كلام الناس هذه صور من صور تعظيم كلام الله عز وجل عند العلماء اه بالعربية وهي تعطي صورة واضحة جلية في التأدب مع كلام الله عز وجل من ذلك التورع عن وصف حرف في القرآن بانه زائد كما في قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير الكاف صلة او حرف توكيد يقول هشام في هذا هذه العبارة ينبغي ان يجتنب المعرب ان يقول في كتاب الله تعالى انها زائدة لماذا؟ لانه يسبق الى بعض الاذهان ان الزائد هو الذي لا معنى له اصلا وكلامه سبحانه وتعالى منزه عن ذلك هذا التعبير من باب الاحترام والادب مع كلام الله عز وجل ولذلك منعوا تصغير اسماء الله تعالى وصفاته الحسنى ونقل الحافظ بن حجر الاجماع على ذلك قال سعيد المسيب ما كان لله فهو عظيم حسن جميل الى هنا تنتهي هذه الحلقة الى ان نلتقي في حلقة قادمة استودعكم الله الذي لا تضيع وداعه اللهم اجعل القرآن شفيعا لنا لا علينا وارزقنا العمل به على الوجه الذي يرضيك عنا يا سميع الدعاء سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته