ان اعظم حوار واعظم محاورة واعظم خطاب يدور على هذه الارض حوارك مع والديك ايها الشاب ايها الولد ايتها الشابة ايتها البنت ان الحوار والخطاب مع الوالدين حوار عظيم يسمعه الرب العظيم وهو مستو على عرشه جل في علاه وتعالى وتقدس في عهد سماه فما لي اراك حين الحوار تتأفف والله جل في علاه يقول ولا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ثلاثة منازل في خطابي وخطابك مع ابيك وامك ينبغي ان لا تتجاوزها يا عاقل ولا تقل لهما اف وهي اصغر كلمة تضجر وحكي عن ابن عباس انه قال لو علم الله كلمة في العقوق اقل منها لقالها. فما لي اراك تصدر الاهات والتأففات بين يدي ابيك وامك يا عاقل الله جل في علاه نهاك عن نهرهما عن الحدة الخصومة ان تجادل ان تخاصم الاب والام حتى وان كان على خطأ حتى وان كان مشركا قل لهما قولا كريما يا عاقل احبتي في الله اننا اليوم نعاني في بيوتنا من سوء ادب الابناء مع الاباء والامهات والله لو عرض عليك مشهد محاورتك لابيك وامك يوم القيامة امام الخلائق لطأطأت رأسك ولتمنيت انك لم تخلق اسمع يا مسلم ماذا يقول سعيد بن المسيب عن هذه الاية وقل لهما قولا كريما كيف تكلم اباك؟ وكيف تكلم امك يقول كلام العبد الذليل للسيد الفظ الغليظ هكذا ينبغي ان يكون كلامك كلام العبد الذليل بين يدي سيد ليس اي سيد. انما سيد فظ غليظ. اذا تجاوزت الادب بل اذا تجاوزت الذل اودى بحياتك يا عاقل هكذا هكذا ينبغي ان تحاور والديك اسمع ما روي عن ابن عون وهو من سادات التابعين نادته امه فظن انه اخطأ في رفع الصوت لا في تسفيه الرأي المسبة التي نسمعها والله تطلق للاب والام قال وقد نادته امه لبيك جعلت فداءك فاستغفر ربه واعتق رقبتين تدرون لم؟ لانه يرى ان هذا من سوء الادب بين يدي والديه. اما محمد بن سيرين كما يذكر ابن الجوزي يذكر من كلامه عجبا يا كرام. يقول كان اذا كلم امه اسمع اسمع ايها الشاب. يقول كان اذا كلم امه خفض صوته كالمصغي لحديثها يعني كأنه هو الذي يستمع وليس الذي يتكلم يقول ولو رآه من لا يعرفه لظن انه مريض من خفظ صوته بين يديها اين نحن من هؤلاء؟ اين نحن في تعاملنا اليوم في بيوتنا مع ابائنا وامهاتنا. فالله الله يا عاقل في التأدب بكلماتك فانك والله لا تدري ماذا تصنع الكلمات في قلوب الاباء والامهات