الله الرحمن الرحيم الحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين امير منطقة مكة المكرمة صاحب المبادرات المؤثرة في الانسان السعودي اصحاب السمو الامراء اصحاب الفضيلة اصحاب المعالي ايها الاخوة الخطباء والائمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صباح مبارك ابتدائي فعاليات مشروع مبارك كيف تكون قدوة ان منسوبي وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والارشاد حين تستمع لمبادرة من قامة وطنية كبيرة قامت سمو الامير خالد الفيصل بن عبدالعزيز امير منطقة مكة المكرمة ليس لها الا ان تمتثل ليس فقط من واجب طاعة ولاة امورنا ولكن من قناعة داخلية بعمق التفكير وحسن التحليل ووضع الاصبع على طريق الحل بعد تشخيص الداء شكرا لكم سمو الامير اننا في وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والارشاد نشرف بان نكون من ضمن الجهات التي تسارع في تفعيل مفاهيم سموه التي ترمي الى قوة الانسان وفاعلية الانتاج ووسطية الانسان السعودي والى ان يكون رجلا امرأة صالحين مصلحين قدوة حسنة بغيرهم في الخير نسعد بذلك لان مفهوم القدوة بخصوصه مفهوم شرعي عميق جدا فهذا ربنا جل جلاله وتقدست اسماؤه تن على ابراهيم عليه السلام بقوله اني جاعلك للناس اماما يعني اماما في الخير مقتدى به يرى الناس فعله فيقتدون به ويسمعون قوله فيمتثلونه قال ابراهيم لربه ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين لا ينال عهدي الظالمين لان القدوة والامام في الخير من اخص صفاته الا يكون ظالما لغيره بان العدل اول درجات قبول المبدأ ولان الصلاح والقدوة النفس هي المنظور التي ينظر اليه الناس في اقتدائهم بالخليل عليه السلام وعلمنا القرآن بتعليمه جل وعلا لنبيه ان يقتدي بمن سبقه من الانبياء وقال جل وعلا في سورة الانعام اولئك الذين هداهم الله فبهداه مقتدر مع انه عليه الصلاة والسلام واكمل الخلق واشرفهم واكمل اولي العزم من الرسل وهو المقدم وهو الاخر السابق عليه الصلاة والسلام لكن لابد من الاقتداء بالسابق اولئك الذين هداهم الله فبهداه مقتده من لا قدوة سابقة له ولا قدوة حاضرة له فانه لا تأثير منه ولا تأثير فيه بهذا امرنا القرآن امرنا الله جل وعلا بالحرص على الاقتداء بنبيه صلى الله عليه وسلم وقال جل وعلا في سورة الاحزاب لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا كذلك في السنة النبوية عظم النبي صلى الله عليه وسلم الاقتداء به صلوا كما رأيتموني اصلي خذوا عني مناسككم واشباه ذلك قال الخلفاء بعده اقتدوا بالذين من بعدي ابي بكر وعمر وامر الاقتداء في الولاية وفي الملك وفي السلطان امر عظيم جدا في التأثير لكن لابد له من اختبار وقد قص الله جل وعلا علينا بسورة الكهف اختباره العظيم لذي القرنين الذي مكن الله جل وعلا له في الارض حتى اذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمأة ووجد عندها قوما اختبره الله جل وعلا ليكون قدوة لكل من ولي ولاية بعده قال جل وعلا له اما ان تعذب واما ان تتخذ فيهم حسنا اختبار وابتلاء وسورة الكهف هي سورة الابتلاء بجميع ما فيها من مشاهد وقصص نجح ذو القرنين في الابتلاء فقال اما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد الى ربه فيعذبه عذابا نكرا واما من امن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من امرنا يسرا كانت هذه من ذي القرنين بداية النجاح ان يفرق وهو المقتدى به بين الناس لمن احسن وفي من اساء في من تقرب بالحسنى وبين من ظلم العباد وسفك الدماء واخذ الاموال وانتهك الاعراض وعاث في الارض فسادا ففرق بينهم حتى سمعه في ذلك يأجوج ومأجوج على بعدهم سمعوا به فلما قدم عليهم قالوا قال له من اوذي من يأجوج ومأجوج ان يأجوج ومأجوج مفسدون في الارض فهل نجعل لك خرجا على ان تجعل بيننا وبينهم سدا قال ما مكني فيه ربي خير وهذا نموذج في القرآن للقدوة الصالحة والقرآن فيه انواع من القدوة جعلها الله جل وعلا في الانبياء وجعلها في الرسل وجعلها في الصالحين وجعلها في من مكن له في الارض ايها الاخوة الخطباء والائمة ان مفهوم القدوة الصالحة مفهوم مهم في الشرع فلنكن جميعا قدوة ومعنى القدوة ان نكون ممن يحسب لكلامه حتى يكون خيرا وممن يحسب لفعاله حتى لا تكون عثارا بانهم ينظرون اليه يعني الناس الذين يأتمون به في قوله وعمله وسلوكه فان احسن قولا احسن الناس مقالة وان اساء فعلا فالناس سيسيئون ظنهم به وبمن يمثل في ذلك ايها الاخوة ان مفهوم القدوة مفهوم اصيل الشرع مفهوم اصيل في في علوم النفس والاجتماع ومفهوم اصيل في علوم الادارة ومفهوم اصيل في جميع علوم القيادة فليس ثم تأثير فاعل سريع امثل من مفهوم القدوة وليس ثمة مفهوم فاعل ومؤثر بمثل مفهوم القدوة سواء اكنت خطيبا او اماما او كنت اداريا على مكتبك فلنكن قدوة لنكون ناجحين ممتثلين لرؤية سمو الامير حفظه الله ايها الاخوة ان اقصر طريق للتأثير ليست كثرة الكلام كثرة الخطب وطول القصص ان اقصر طريق للتأثير ان تكون صالحا بقولك صالحا في عملك قدوة في الخير ان الداعية والخطيب والامام لا يصلح له بائتسائه برسول الله صلى الله عليه وسلم ان يكون مستعليا على الناس بكلمته او بفعله او بصلاحه فان الصالح الحق يخاف دائما على نفسه ويظن كثيرا من الناس ربما افضل منه ويتواضع لله جل وعلا خوفا محبة ورجاء نبينا صلى الله عليه وسلم كان القدوة والمؤثر ولكنه مع ذلك كان اشد الناس رحمة بالناس وما ارسلناك الا رحمة للعالمين لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم يعني عزيز عليه عنتكم ومشقتكم انحن اسوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعز علينا ايضا ان نشق على الناس باقوالنا او ان نشق على الناس بافعالنا او ان نشق على الناس تصرفاتنا ثم قال بالمؤمنين رؤوف رحيم انها لا تلتقي القدوة برسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحمة والقرب واللين للناس مع كبيرة القلب وهي الاستعلاء الاستعلاء على العباد يجب ان نتخلص منها حتى نضع اول قدم على طريق القدوة لن نكون قدوة صالحة الا بان نكون في انفسنا متواضعين خائفين من الله جل ان الاستعلاء على العباد بظنك انك اصلح منهم او اتقى لله منهم او انهم في واد من وديان المعصية وانت في جنات الطاعات لا يستقيم مع النفع بالكلمة ان الانتفاع بالكلمة ليس بقوة تصرفات ولا غلظ المواقف ان الانتفاع بالكلمة كونوا بان تكون تسهيلا للكلمة قدوة صالحة فيها فاذا الطريق السريع لنا في الدعوة وفي الامامة وفي الخير ان نتخلص من بعض مصيبات النفس وان نسعى في اللين مع الخلق بالرحمة والاناة وحسن المعشر هناك فرق ما بين ضعف التصرف مع قوة الحق وما بين الثبات على الموقف مع وضوح الحق في لين وتواضع استقامة اننا اذا اردنا التأثير ايها الاخوة الائمة والخطباء فلنكن قدوة ايضا هناك قدوة واقتداء لابد ان نرعاها ليس الاقتداء بالامام او بالشيخ او بالعالم او الى اخره انما الامام مأمور بان يقتدي بالضعيف لان النبي صلى الله عليه وسلم ارشدكم في امامتكم بقوله عليه الصلاة والسلام واقتدي للامام واقتدي باضعفهم يعني حين تريد الخطبة تنتبهوا الى اضعف الناس لمسألة تطويلها وكلماتها وتصوراتها حين تريد الصلاة تنتبه الى ان هناك ضعيف فانت الان مقتدى به ولكن اقتدي بالضعيف تلمس حاجة الضعيف لنكون قدوة سمو الامير حفظك الله ان الادارة ادارة وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والارشاد في منطقة مكة المكرمة تشرف حقا بان تكون متلقية بمفاهيمك ورؤيتك في مقام التطبيق لان هذا المشروع مشروع شرعي عميق ومؤثر فاذا حف بالاخلاق الحسنة كان ناجحا جدا فالخلق هو السفينة التي تمضي معها المبادئ تمضي معها المشاريع وهو الذي نعدك ان نكون مع ابناء المنطقة بل ومع ابناء بلادنا جميعا الحبيبة ان نكون ممتثلين بهذا المفهوم وفق هذه السفينة سفينة الخلق الصالح شكرا لكم سمو الامير وشكرا لزملائي في وزارة الشؤون الاسلامية معالي نائب الوزير ومدير فرع الوزارة ولجميع العاملين ولكل من اجابنا في الحضور ولاخوتي وزملائي الائمة والخطباء داعيا المولى جل وعلا ان يوفق ولاة امورنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ابن عبد العزيز ايده الله وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي عهده الى ما فيه صلاح العباد والبلاد وان ينصرنا نصرا مؤزرا وان يديم علينا القوة والنصر والتمكين وان يخذل اعداءنا وان يقينا شر العثار في والعمل صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته