كثرة الخطب وطول القصص ان اقصر طريق للتأثير ان تكون صالحا. في قولك صالحا في عملك قدوة في الخير ان الداعية والخطيب والامام لا يصلح له بائتسائه برسول الله صلى الله عليه وسلم ان يكون مستعليا على الناس بكلمته او بفعله او بصلاحه فان الصالح الحق يخاف دائما على نفسه ويظن كثيرا من الناس ربما افضل منه فيتواظع لله جل وعلا خوفا ومحبة ورجاء. نبينا صلى الله عليه وسلم كان القدوة والمؤثر ولكنه مع ذلك كان اشد الناس رحمة بالناس وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما يعني عزيز عليه عنتكم ومشقتكم فنحن اسوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعز علينا ايضا ان نشق على الناس باقوالنا او ان على الناس بافعالنا او ان نشق على الناس ب تصرفاتنا ثم قال بالمؤمنين رؤوف رحيم. انها لا تلتقي القدوة برسول الله صلى الله عليه وسلم في الرحمة والقرب واللين للناس مع كبيرة القلب وهي الاستعلاء الاستعلاء على العباد يجب ان نتخلص منها حتى نضع اول قدم على طريق القدوة. لن نكون قدوة صالحة الا بان نكون في انفسنا واضعين خائفين من الله جل وعلا. ان الاستعلاء على العباد بظنك انك اصلح منهم او اتقى لله منهم او انهم في واد من وديان المعصية وانت في جنات الطاعات لا يستقيم مع النفع بالكلمة ان الانتفاع بالكلمة ليس بقوة التصرفات ولا غلظ المواقف ان الانتفاع بالكلمة يكون بان تكون ممتثلا للكلمة قدوة صالحة فيها. فاذا الطريق السريع لنا في الدعوة وفي الامامة وفي الخير ان نتخلص من بعض مصيبات النفس وان نسعى في اللين مع الخلق بالرحمة والاناة وحسن المعشر هناك فرق ما بين ضعف التصرف مع قوة الحق وما بين الثبات على الموقف مع وضوح الحق في لين وتواضع واستقامة