يريدون الخير باممهم واممهم لا تريد بهم الا الشر. قال الله عز وجل وكاين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين فلا بد ان يواجه من يلتزم بشيء بشريعة الله بشيء من الاستهزاء. وبشيء من الجفوة والقسوة سواء في مجتمع بعيد من مجتمع بعيد او من مجتمع قريب. بل ان الاقارب قد يكونون اشد الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول السائل احسن الله اليكم حينما يتكلمون عن الرموز الدينية كصاحب اللحية او الذي يكره الموسيقى او الذي على السنة السنة يقول كقولهم اعطيتمونا فكرة سلبية عن الدين. لاننا نكره الموسيقى ونكره التطاول على الدين وتضييع الصلاة وامور اساسية اخرى. فهم يتهجمون علينا بصراحة وبغير صراحة. فما هو الرد المناسب لهم؟ وخصوصا اذا كان من يتهجم عليك من جماعتك المقربين كام او اب او اخوة او اخوات او اقارب من الاعمام او الاخوال كيف يكون التعامل معهم بارك الله فيكم الحمد لله رب العالمين وبعد. اولا لابد ان نتكلم معك انت ايها السائل. اذا كنت ممن يصاب بشيء من ذلك وهو انه ينبغي ان تعلم ان طريق الالتزام والاستقامة ليس طريقا مفروشا بالبرود والرياحين. والاحترام والتقدير فانه طريق ناح فيه نوح. وقتل فيه زكريا وقتل فيه انبياء كثر وحوربوا وطردوا من بلادهم واوذوا في الله. ولكنهم صبروا على ما اصابهم من الاذى فيجب عليك ان تعلم حقيقة الطريق الذي انت تسلكه فان من الناس من اذا اهتدى واستقام ظن ان الناس فسوف يقابلونه بكمال الاحترام والتقدير. وهذا ظن خاطئ فان من الناس من يبغض هذه المظاهر الشرعية والشرائع الدينية من تقصير الثياب وتربية اللحى وعدم استماع الموسيقى وتحكيم شريعة الله وحجاب المرأة لا تظنن ان من استقام على شريعة الله ان الناس سيضربون له تعظيم سلام. فانك سوف تواجه بمجتمع يبغضك من مظاهر الدين وشرائعه. فتنكسر عندها نفسك وتسوء حالتك. وربما يكون سببا في انتكاستك اذا كثر الاستهزاء بما تظهره من شرائع الدين. فعليك ان تعلم ان الطريق صعب. وان العقبة كؤوت. وان الامر يحتاج الى صبر ويحتاج الى اعراض عن الجاهلين. ويحتاج الى احتساب اجر. ولست بافضل ولسنا بافضل من انبياء الله ورسله. فقد كانوا يدعون اممهم الى الجنة واممهم تدعوهم الى النار. وقد كانوا استهزاء بك من الاباعد. فيجب عليك ان تعرف طبيعة هذا الطريق. ولذلك يقول الله عز لنبيه صلى الله عليه وسلم فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل. فيذكره بان طريقك هذا فيه عقبات كثيرة وفيه امور تصدك عن الخير. اذا لم تواجه بالصبر واحتساب الاجر فان الانسان في اول الطريق فعلينا اذا سمعنا شيئا من ذلك وشيئا من هذا الاستهزاء والسخرية بما نظهره من شرائع دين الله عز وجل علينا ان نصبر وان نحتسب الاجر في ميزان حسناتنا. وان نتعبد لله عز وجل بعبادة بعبادة الصبر واحتساب بالاجر وان نعلم ان ما اصابنا لم يكن ليخطئنا وان ما اخطأنا لم يكن ليصيبنا. وان هذا ابتلاء قد اصاب من قبلنا ممن هم خير منا في دينهم. وعلو رتبتهم ومنازلهم عند الله عز وجل. وانظر ماذا اصاب النبي صلى الله عليه وسلم من اقرب الناس اليه من اعمامه ممن لا يزال من اعمامه على الكفر كابي لهب وغيره. فقد اصابه ما اصابه مما هو معلوم لديك ولا يخفى على شريف علمك من اقرب الناس اليه. فعليك ان تعرف حقيقة هذا الطريق وطبيعته. ولذلك امرنا الله عز وجل ان نعتصم بالكتاب والسنة وان نأخذ الكتاب بقوة والا نأخذه بالهوينة والتساهل والكسل والفتور. وعلينا ان نعلم انه طريق مفروش باعتراض الجهال. فكم سخر بنا وكم استهزأ بلحانا وكم وعظنا بالا نتشدد في الدين بمجرد اننا التزمنا بشعائره الظاهرة. فما علينا في تجاه هؤلاء الا ان نصبر وان نحتسب الاجر والا يحملنا استهزائهم او سخريتهم عن عن التقصير في حق الله او تنازل في شيء من من شرائع الله عز وجل وقاية لانفسنا او حماية سمعتنا. بل علينا ان نصبر وان نصابر ان نرابط وان نثبت على ما نحن عليه وان نعتصم ونلتجأ وندعوا الله عز وجل ان يثبتنا على قوله الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة هذا هو الواجب علينا ايها الاخ الكريم. فمن عرف حقيقة هذا الطريق الذي التزم به لم يستغرب كثرة المخالفين له وكثرة المتكلمين في حقه او الساخرين به. فان هذا طريق سوف تجد فيه عقبات كثيرة من باب ابتلاء من باب ابتلاء الله لك واختبار ايمانك وعزيمتك على سلوكه. ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم الجنة بالمكاره هل تريد ان تصل الى الجنة بدون هذه العقبات والسخرية؟ لابد من وجود هذه المكاره ولابد من مكابدتها ومعاناتها حتى تصل الى الجنة باذن الله عز وجل. قال وحفت النار بالشهوات. اسأل الله ان يرزقني واياك الصبر. والله اعلى واعلم اعلم