فان قلت كيف يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الدجال اعظم فتنة وجدت على وجه الارض؟ مع ان النبي صلى الله عليه وسلم نفسه قال انا اخوف ما اخاف عليكم الشرك الخفي فهذا دليل على ان اعظم فتنة هي الشرك الخفي. فكيف نجمع بين دليل يدل على ان فتنة الدجال اعظم فتنة؟ وان من اعظم الفتن الشرك الخفي؟ الجواب نجمع بينهما باختلاف الحال. وهي ان الفتنة للعبد تنقسم الى فتنة الباطن وفتنة الظاهر. فاعظم فتنة في الظاهر فتنة الدجال. واعظم فتنة يفتن بها القلب الباطن يعني الشرك انتبهوا يا جماعة انتبهوا يا جماعة. ولذلك فالدجال اعظم باعتبار الظاهر والشرك الخفي اعظم باعتبار باعتبار الباطل بل اننا لو قلنا بل اننا لو قلنا بان فتنة الشرك الخفي اعظم من الدجال لما كان ذلك بعيدا. وذلك الدجال انما يكون فتنة باعتبار اهل الزمان الذين يخرج فيهم. لكن الشرك وافتتان القلب به فانه فتنة للامة كلها من اولها الى اخرها فكل يخاف عليه من الشرك. ثم اضف الى هذا شيئا اخر وهي ان الدجال عدو ظاهري يمكن الاحتماء منه فليس يصاحبك في كل زمان ومكان. لكن قضية الرياء فتنة على القلب المصاحب لك في كل زمان ومكان. ولذلك جعلت عداوة كفار اخف من عداوة المنافقين لماذا؟ لان عداوة الكفار ظاهرة واما عداوة المنافقين فهو عداوة اناس يعيشون معك ويأكلون طعامك من طعامك ويلبسون ثيابك ويتكلمون بلسانك. وكلما كان عدوك الصق بك كانت فتنته اعظم عندك. وفتكه اشد بك اليست كذلك فاذا فتنة الشرك الخفي اعظم باعتبار الباطن وفتنة الدجال اعظم باعتبار كونها ظاهرة باعتبار كونها ضايع