الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليك. ذكرتم في شرحكم لمنظومة الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله. ان القرآن كله محكم وكله متشابه فلو وضحتم لنا اكثر الحمد لله رب العالمين وبعد لا اشكال في ذلك ولله الحمد والمنة. فان الله عز وجل قد وصف القرآن كله بانه محكم كما في اول سورة هود الف لام راء كتاب احكمت اياته ثم فصلت. ووصف القرآن بانه كله متشابه كما في سورة الزمر الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها. مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ولا فرق بين الاحكام العام والتشابه العام. لان التشابه العام والاحكام العام معناهما الاتقان الاتقان فالقرآن محكم كله بمعنى انه متقن كله. ومتشابه كله بمعنى انه متقن كله يشبه بعضه بعضا في البلاغة والفصاحة والجودة والعظمة. وتحقيق مصالحي ودفع المفاسد فجميع ايات القرآن يشبه بعضها بعضا بهذا الاعتبار يعني باعتبار ان كلها كلام الله عز وجل وكلها محكمة وكلها بليغة قد وفصيحة قد بلغت اعلى رتب البلاغة والفصاحة فالوصف بالتشابه العام لا يتنافى مع الوصف بالاحكام العام. فهو محكم ومتشابه متشابه بمعنى انه القانون ويدعو الى مصالح الدارين وينهى عن مفاسد الدارين وكله فصيح وبليغ قد بلغ في الفصاحة والبلاغة منتهاها وغايتها. فليس ثمة تناقض في القرآن فيأمر بالشيء في مكان وينهى عنه في مكان اخر او يخبر في بالشيء في مكان ويكذب خبره في مكان اخر. بل كله متشابه في الاتقان والصدق البلاغة والفصاحة ومتشابه اي يشبه بعضه بعضا. فاذا وصف القرآن بانه محكم كله هو بعينه وصفه بانه متشابه كله. فهذا هو معنى قولنا التشابه العام هو الاحكام العام. ولكن هناك اية وصفت بعض القرآن بانه محكم. وبعض القرآن بانه متشابه. وهي الاية في صدر سورة ال عمران. في قول عز وجل هو الذي انزل عليك الكتاب منه منه وهذه من التبعيضية. ايات محكمات اي من القرآن ايات محكمات هن ام الكتاب ان يرجع اليها علم الكتاب واخر متشابهات. فهنا احكام خاص لبعض الايات وتشابه خاص للبعض الاخر. فهل معناهما واحد الجواب لا الاحكام الخاص يختلف عن التشابه الخاص فالاحكام الخاص معناه ظهور المعنى ووضوحه وبيانه والتشابه الخاص معناه خفاء المعنى وعدم وضوح المراد منه واضرب لك مثالا في قول الله عز وجل اذا لم يجد الانسان اي في الحج. هديا اذا حج قارنا او متمتعا فان الله عز وجل يقول فصيام ثلاثة ايام في الحج وسبعة اذا رجعتم تلك عشرة كاملة. هل تحتاج هذه الاية الى تفسير عالم او الى افتاء مفتي؟ الجواب لا. هي واضحة هي عشرة ايام. فهذه اية محكمة في غاية الاحكام لانها في غاية الوضوح والبيان والظهور اذ يفهمها كل احد. ليس فيها شيء من التشابه ولا الخفاء ولا عدم الوضوح ولكن في قول الله عز وجل الف لام ميم او قوله تبارك وتعالى كاف هاء يا عين صاد هل اتضح المراد من هذه الاحرف المقطعة في اوائل بعض السور؟ الجواب لا. ولذلك نحن في اصح تفاسيرها نقول الله اعلم بمرادها وهو قول الخلفاء الاربعة ابي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وارضاهم انهم كانوا يقولون الله اعلم بمرادها. فهذا من المتشابه الخاص يعني انه خفي انها خفية المعنى لا ندري عن معناها باعتبار كونها احرفا مقطعة. فاذا اتضح المعنى من الاية وظهر فهذه الاية محكمة. واذا خفي المعنى من بعض الايات فهذه الاية متشابهة. وقد قسم علماء الاصول التشابه الخاص الى قسمين. الى تشابه ذاتي والى تشابه النسبي. وتفاصيلها تجدها في كتاب تعريف الطلاب. في اصول الفقه في سؤال وجواب ان المقصود من الفتية هي التفريق بين الاحكام العام والخاص والتشابه العام والخاص. والخلاصة ان نقول ان الاحكام العام هو عينه التشابه والعام ولا فرق بينهما. واما الاحكام الخاص فليس هو التشابه الخاص بل الاحكام الخاص معناه ظهور المعنى ووضوحه وبيانه واما التشابه الخاص فمعناه خفاء المعنى وعدم اتظاح المراد منه والله اعلم