اي بعض الصحف وردوا هذه. فتقول الملائكة وعزتك ما رأينا الا خيرا. قال ان اريد به غير وجهي واني لا اقبل اليوم من الاعمال الا ما ابتغي به وجهي. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول احسن الله اليك كيف نجمع بين قول الله تعالى لا اضيع عمل عامل منكم وبين قوله الله تعالى انما يتقبل الله من المتقين يقول اشكل علي امر وهو ما دام ان الله لا يضيع عمل عامل فلماذا شرع دعاء الله بقبول العمل الصالح مع انه لا يضيع عمل العامل الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر عند العلماء رحمهم الله تعالى ان الانسان اذا اراد ان يبحث مسألة فانه لا بد وان يستجمع اطراف الادلة في هذه المسألة حتى يخرج بتصور كامل وحكم صحيح متفق مع ما يريده الله عز وجل في دينه وشريعته. فلا ينبغي للانسان ان يخرج من المسألة بحكم بالنظر الى دليل واحد مع اهمال بقية الادلة. بل لا بد ان ينظر في الادلة كلها حتى يؤدي نظره هذا الى استنباط الحكم الصحيح المشتمل على النظر الكامل. فلا ينبغي ان يكون الانسان ذا عين عوراء ينظر الى طرف من اطراف الادلة ثم يدعي تعارضها مع دلة اخرى لاننا نقول انك قد استعجلت في استنباط حكم للمسألة بالنظر الى دليل واحد ولو انك تريثت وصبرت حتى تنظر في الادلة كلها لتخرج بتصور كامل لما ادى كالامر الى ادعاء التعارض بين الادلة اذا علم هذا فليعلم ان ما طرحه السائل من جملة الاستعجال في اصدار الاحكام بالنظر الى دليل واحد فقط. فهو نظر الى ان الله عز وجل يقول في كتابه ان الله لا يضيع اجر المحسنين او من احسن عملا. وايات تدل على ذلك ونحن بان الله عز وجل لا يضيع عمل العاملين. لكن لابد ان ينظر في الادلة الاخرى حتى ننظر الى الشروط التي لا بد من توافرها في هذا العمل الذي لا يضيعه الله. ارأيت لو ان كافرا فعل شيئا من اعمال الكفر افيدخل في في العمل الذي لا يضيعه الله وانه سيرى ثوابه واجره؟ الجواب لا. لما؟ لانه عمل قام على غير ساق التوحيد. اذا من شروط العمل الذي لا يضيعه الله ان يكون قائما على ساق التوحيد والاعتقاد الصحيح لقول الله عز وجل وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء فاذا هذا اول شرط في الاعمال التي لا التي التي تكفل الله عز وجل وتعهد وعهده الصدق وقوله الحق انه لا انه انه يقوم على ساق التوحيد والاعتقاد الصحيح. الشرط الثاني الا يكون قد دخله شيء من الرياء فالاعمال التي دخلها شيء من الرياء فان الله يبطلها ولا يقبلها. لقول الله عز وجل من كان يريد حياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون. اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها ما كانوا يعملون. لم؟ لانهم ما ارادوا بها وجه الله عز وجل والدار الاخرة. وقد اجمع العلماء على ان كل عمل لا يقوم على ساق الاخلاص انه عمل حابط. وفي صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل انه قال انا اغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا كان يوم القيامة قال الله عز وجل للملائكة اقبلوا هذه ان اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر فسئل عنه فقال الرياء. وفي الحديث الاخر اياك انما اخوف ما اخاف عليكم الشرك الخفي يقوم الرجل فيزين صلاته فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل. اذا هذا شرط اخر وهو ان يكون عملا لا يدخله لا يدخله الرياء. فالاعمال التي يدخلها الرياء لا يقبلها الله عز وجل الشرط الثالث ان تكون على وفق السنة ان تكون على وفق السنة وهو شرط المتابعة. لقول النبي صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. اخرجه مسلم في الصحيح. ويقول صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. ويقول صلى الله عليه وسلم واياكم ومحدثات الامور فكل بدعة ضلالة هل الاعمال المبنية على مخالفة السنة لا يضيعها الله؟ الجواب بل يردها الله ولا يقبلها. فاذا هذه في ثلاثة ثلاثة شروط لابد من النظر فيها اضافة الى قول الله عز وجل ان الله لا يضيع اجر المحسنين فاذا لا ينبغي لك وفقك الله ان تقف عند دليل واحد. وهو من الادلة المطلقة التي ورد في الادلة ما يقيدها فلابد ان تنظر في في المطلق مقرونا بالنظر في المقيد. فاذا عرفنا من ذلك ان الاعمال التي لا يضيعها الله هي الاعمال التي قامت على ثلاثة اركان. الركن اول ان تقوم على ساق التوحيد. فاعمال المشركين باطلة. الشرط الثاني ان تقوم على ساق الاخلاص. فاعمال المرائين الشرط الثالث ان تقوم على ركن المتابعة. فاعمال اهل البدع باطلة. فاذا جئت بعمل على هذه الاركان الثلاث فاقسم لك بالله ان الله لا يضيعه وسوف ترى ثوابه واجره وبره في حياتك وبعد مماتك ويوم حشرك ونشرك. هذا اولا واما الامر الثاني فان السائل يقول اذا كان الله لا اضيعوا اجر من احسن عملا. فلماذا يشرع لنا الدعاء بالقبول؟ فنقول ان الدعاء بالقبول من باب هظم النفس واتهامها بالتقصير في القيام بالعمل على الوجه الذي يريده الله. فان الانسان لا يضمن في صلاته انه جاء بهذه الامور الثلاثة على وجهها الكامل. فيدعو الله عز وجل بالقبول والتجاوز. حتى لا يزكي نفسه انه جاء بالعمل الذي يقتضي من الله ان يقبله. فدعاؤنا لله عز وجل بالقبول نابع من خشيتنا من تقصيرنا في جنب الله اذا قمنا بهذه الاعمال. وعلى ذلك قول الله عز وجل عن عباده المؤمنين والذين يؤتون ما اتوا ما اتوا والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة. انهم الى ربهم راجعون. قالت عائشة يا رسول الله اهم الذين يزنون ويسرقون؟ ويشربون الخمر؟ فقال لا يا ابنة الصديق انما هم الذين يصومون يصلون ويتصدقون ويخافون الا يتقبل منهم. والمؤمن يعيش بين الرغب والرهب والخوف والرجاء. فلا ينبغي للانسان ان يسأل مثل هذا السؤال لماذا ادعو الله بالقبول اذا تكفل الله بقبول عملي؟ فنقول اذا انت زكيت نفسك بانك قمت بالعمل على الوجه الذي يريده الله بكمال خشوعه وخضوعه وتمام كل مطلوبات الشرع فيه فلا ينبغي لك ان تزكي نفسك فان تزكية النفس محرمة بالاصالة. يقول النبي يقول الله عز وجل فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم الله اعلم باهل البر منكم. فاذا خلاصة هذه الفتية انها مبنية على نقطتين. الاولى انه لا ينبغي للانسان ان ينظر في التي الى دليل واحد بل ينبغي له ان يستجمع اطراف الادلة حتى يخرج بتصور كامل. ولما نظرنا في اطراف الادلة وجدنا ان الاعمال التي لا يضيعها الله هي الاعمال التي تقوم على ساق التوحيد والاخلاص والمتابعة. والنقطة الثانية لماذا ندعو الله بالقبول؟ نقول من باب اتهام النفس بالتقصير في جنب الله والله اعلم