الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول السائل كيف نجمع بين قوله تعالى انا سنلقي عليك قولا ثقيلا وقوله ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر نفع الله بكم لا تعارض بين هاتين الايتين ولله الحمد والمنة. والمتقرر عند العلماء رحمهم الله تعالى انه لا يمكن البتة ان تتعارض النصوص الصحيحة الصريحة تعارضا حقيقيا وانما التعارض قد يثور في ذهن في ذهن الناظر او بعظ المجتهدين بسبب قلة بحثه او ضعف او قلة علمه لكن يجب علينا ان نعتقد معاشر المسلمين حتى وان ثار في اذهاننا شيء من التعارض بين النصوص الصحيحة الصريحة آآ انه ليس ثمة تعارض حقيقي ذاتي. وانما التعارض بينها نسبي نسبي عرضي ومن ذلك هاتان الايتان الكريمتان الاولى في قول الله عز وجل انا سنلقي عليك قولا ثقيلا مع قول الله عز وجل ولقد خسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر؟ فالايتان لا تدلان على شيء واحد وانما تدل على محلين مختلفين فقوله عز وجل انا سنلقي عليك قولا ثقيلا هذا الثقل في عدة امور. الامر الاول ان آآ الثقل في فان النبي صلى الله عليه وسلم كان يكابد اذا نزل القرآن عليه مكابدة عظيمة. فكان ربما يتفصد جبينه عرقا في اليوم الشاتي. ولما نزل الوحي عليه مرة وفخذوه على فخذ زيد رضي الله تعالى عنه. قال فكادت في ان ترض فاذا وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتغشاه الكرب حتى ربما يلقي على وجهه رداءه وكان جبينه يتصبب عرقا في اليوم الشاتي بسبب ثقل هذا القول الذي نزل عليه. وكان يسمع عنده دوي كدوي النحل. فالشاهد ان هذا نوع ثقل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو ثقل خاص. هذا ثقل خاص لا يعانيه الا نبينا صلى الله عليه وسلم. وهناك ثقل اخر وهو الثقل العام. وهي ان هذا القرآن جاء بشرائع وامانات عظيمة قد حمل الله وعز وجل البشر ان يتحملوها. كما قال الله عز وجل انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان واشفقنا منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا. فلا يستطيع ان يتحمل الانسان هذه الامانات لانها امانات ثقيلة امانة الصلاة امانة الصوم امانة التوحيد امانة الطاعة امانة السمع لله عز وجل امانة الاذعان والانقياد والتسليم امانة فعل الواجبات وترك المحرمات هذه عسيرة الا على من يسرها الله عز وجل ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم الا ادلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قلنا بلى يا الله قال اسباغ الوضوء على المكاره. فالوضوء في اليوم البارد او بالماء البارد شيء تكرهه النفوس فهو ثقيل ولكن بسبب انه طاعة لله عز وجل ويطلب العبد بها به رضا ربه يكون خفيفا عليه. فاذا نحن نحس بان الصلاة فيها شيء من الثقل لا سيما صلاة الفجر وكذلك الجهاد فيه شيء من الثقل. فاذا هذه امانات وفيها شيء من الثقل ولذلك سماها الاصوليون بالتكاليف والتكليف هو الزام ما فيه مشقة وفيه كلفة. فهي ليست بالامور البسيطة ولكن هذا الثقل مما يدخل تحت تطاقت النفوس فلا يكلف الله عز وجل نفسا الا وسعها ولا يكلف الله الا ماء نفسا الا ما اتاها. فاذا الثقل المقصود في الاية فانا سنلقي عليك قولا ثقيلا قد يراد يراد به امران. الامر الاول الثقل الخاص وهو الثقل الذي كان يصيب النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول القرآن عليه والثقل الثاني الثقل العام وهي عظم الامانة التي حمل الله عز وجل التي حملها الله عز وجل للانسان في في القيام بالتكاليف الواردة في هذا في هذا القرآن. واما قول الله عز وجل ولقد يسرنا ان للذكر فهذا المقصود به ما تتضمنه هذه هذا ما يتضمنه هذا القرآن من الشرائع. فهي شرائع يسيرة لله الحمد باعتبار تطبيقها فهو قرآن مفهوم واظح بلسان عربي مبين ليس فيه الغاز ولا اشكال ولا آآ تعقيد فهو لم ينزل بلغة اخرى نكابد ثقل فهمه او فك عباراته او لم ينزل على وجه الالغاز فالفاظه عظيمة طبية ومفهومة وواضحة الدلالة وميسرة لمن اراد ان يفهمها. فالقرآن يفهمه الكبير والصغير والذكر والانثى بل ويفهمه المتعلم والجاهل. فان هناك مواضع كثيرة من القرآن لا يحتاج الجاهل في تعلم معناها الى ان يراجع اهل العلم نعم هناك بعض المواضع التي تحتاج الى تفاصيل والى انواع والى تقسيم والى جمع. لكن هناك بعض الالفاظ لا يحتاج الجاهل فيها ان يراجع اهل العلم لانها الفاظ واضحة. فاذا قول الله عز وجل ولقد يسرنا القرآن للذكر هذه الاية في مضمون القرآن فهو ميسر للذكر من اراد ان يتذكر بالقرآن ويتعظ بالقرآن ويستنير به فهذا ميسر لكل احد. القرآن لم ينزل لا بطلاسم ولا بلغات اعجمية ولا بارقام او معادلات رياضية ولا بعبارات منطقية او قواعد فلسفية. بل الحمد لله عبارات واضحة ميسرة. فاذا وميسر باعتبار كونه موعظة وذكرى وميسر باعتبار وضوح الفاظه وغير ذلك واما الثقة فقد بينته فاذا انا سنلقي عليك قولا ثقيلا تدل على شيء ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر تدل على شيء اخر فحيث اختلفت الدلالة فلا تعارض ولا تضارب ولا تناقض ولا اختلاف ولله الحمد والمنة والله اعلم