احسن الله اليكم كيف نجمع بين دليل منع الاستغفار في قوله تعالى ما كان للنبي وبين قوله صلى الله عليه وسلم حين ان ادعو اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون. الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر في القواعد انه ليس هناك تعارض ذاتي حقيقي اصلي بين دليلين صحيحين. وانما قد يظهر للناظر في الادلة بان هناك تعارضا وفي الحقيقة انه ليس تعارض ذاتي انه ليس تعارضا ذاتيا. وانما هو من باب التعارض النسبي العرضي فقولنا نسبي يعني قد يكون اشكالا وتعارضا عند احد ما لا يكون اشكالا ولا تعارضا عند الاخر وقولنا عرضي يعني انه مما يعرض للذهن قبل التعلم والتوجيه. ولكن اذا علم ووجه فحينئذ يزول والمتقرر في القواعد ان الجمع بين الادلة واجب ما امكن. والمتقرر في القواعد عند اهل العلم رحمهم الله على ان الجمع بين الدليلين اولى من اهمال احدهما ما امكن. والمتقرر في القواعد ان اعظم قاعدة من قواعد الجمع الجمع بحسب الى في الاحوال وبناء على ذلك فلا جرم ان هؤلاء الكفار اما ان يكونوا احياء واما ان يكونوا امواتا فاذا طلبنا الرحمة لكافر حي وطلبنا مغفرة الذنب لكافر حي بمعنى ان الله عز وجل يوفقه للاسلام الذي يكفر عنه ذنوبه ودعونا لكافر حي بالهداية والاستقامة فان هذا مما لا بأس به ولا رجب وعلى ذلك يحمل حديث ذلك النبي اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون. فطلب الاستغفار الذي يمهل عنهم العذاب ويؤخر عنهم عذاب الاستئصال لانهم لا يزالون احياء. فدعا لكفار احياء. واما قول النبي واما قول الله عز عز وجل ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى انما نزلت في ابي طالب بعد موته بعد موته وكذلك قول الله وكذلك ايضا الادلة الدالة على ان من مات كافرا وليس معه اصل الاسلام فانه لا تصلى عليه ولا يستغفر له ولا يدعى له بالرحمة ولا يصلى عليه. كل هذا من باب احكام الميت الكافر. وبذلك يزول الاشكال فالكافر ان كان حيا ورجونا هدايته فلا بأس ان ندعو له بالمغفرة التي توجب له الاسلام المكفر لذنوبه وان ندعو لهم هداية ابي الرحمة. واما اذا كان واما اذا كان كافرا قد مات. واما اذا كان ميتا فهنا ينقطع هذا الدعاء فلما حملنا كل دليل على حالة من احوال الكفار في حياتهم وموتهم زاد الاشكال ولله الحمد والله اعلم