شيخنا احسن الله اليكم كيف نجمع بين كون النذر عبادة وانه منهي عنه الحمد لله رب العالمين وبعد لا اشكال في ذلك اذا فرقنا بين ثلاثة اشياء تخص النذر فالنذر ننظر له بثلاث اعتبارات الاول ننظر للنذر باعتبار اصل انشائه وايقاعه الثاني ننظر الى النذر باعتبار من يصرف ويعقد به والثالث ننظر الى النذر باعتبار الوفاء به بعد وقوعه فاما بالاعتبار الاول فلا يعتبر النذر عبادة باعتبار اصل انشائه. فالله عز وجل لم يتعبدنا في النذر ان نوقعه كما تعبدنا بايقاع الصلاة مفروضة ونافلة وايقاع الصوم مفروضة فرضا ونفلا وايقاع الحج والعمرة فرضا ونفلا فهذه تعبدنا الله عز وجل بابتدائها لكن النذر ليس عبادة باعتبار اصل ابتدائه واصل انشائه واصل ايقاعه وهذه الجزئية هي التي ثبت النهي عن النذر فيها فقط كما في الصحيح من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النذر كيف يكون نهى عن النذر؟ نعم نهى عن اصل ايقاع النذر اصل ابتداء النذر فلا يجوز للانسان ان يتعبد لله عز وجل بابتداء اي نذر فالنذر ابتداء منهي عنه واما باعتبار النقطتين الاخيرتين اي باعتبار من يصرف له فلا يصرف النذر الا لله عز وجل فيما لو اردت ايقاعه وكذلك ايضا يجب عليك الوفاء فيه بعد ايقاعه. فالنذر عبادة بالجزئيتين الاخيرتين وليس عبادة بالجزئية الاولى فالنذر ليس عبادة باعتبار اصل انشائه. وهي الجزئية التي ثبت نهي الدليل عنها ولكنه عبادة باعتبار صرفه لله عز وجل. فكل من صرف النذر لغير الله فقد وقع في الشرك. وعبادة باعتبار الوفاء به بعد وقوعه وهو الذي مدحته الادلة في قوله وما انفقتم من نفقة او نذرتم من نذر فان الله يعلمه. وكذلك قول الله عز وجل في صفات اهل الجنة يوفون بالنذر. وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم من نذر ان يطيع الله فليطيعه. فالنذر ليس عبادة الاول ولكنه عبادة بالاعتبار الثاني والثالث. فاذا فرقت بين هذه الادلة تميز لك القول وتآلفت الادلة فيما بينها والله اعلم