الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليكم من المعلوم ان انه ان الله ان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل لمسلم ان يصف الكافر ايا كان نوع كفره سواء كان نصرانيا او يهوديا او مجوسيا لا يصح ان يصفه بالاخ ابدا. يقول هذا من من الامور المحرمة ولكن اشكل علينا قول الله تعالى في قصة نبينا نوح عليه السلام اذ قال لهم اخوهم نوح الا تتقون وفي هود اذ قال لهم اخوهم هود الا تتقون فكيف الله سبحانه وتعالى اثبت الاخوة بين الانبياء وقومهم وهنا قد نفيت عنهم لعدم اسلامهم الحمد لله رب العالمين وبعد؟ الجواب المتقرر عند العلماء ان الادلة الصحيحة لا يمكن ان يقع بينها تعارض وانما التعارض امر نسبي عرضي. يعني بمعنى انه قد يكون مشكلا على بعظ ما ليس بمشكل على الاخرين. فالتعارض الذي يثور في ذهن المجتهد انما هو نسبي بمعنى ان ما تراه مشكلا قد لا يراه غيرك مشكلة ممن بحث وعرف الجواب عن هذا الاشكال. وقولنا عرضي يعني انه يعرض للذهن بسبب بقلة العلم او ضعف البحث في هذه المسألة فمتى ما لقح الذهن بالمعرفة زال الاشكال. ولكن يجب ان نعتقد انه ليس بين الادلة في ذاتها شيء من التعارض اذا كانت ادلة صحيحة. والمتقرر عند العلماء ان اعمال اولى من اهمال احدهما ما امكن. والمتقرر عند العلماء ان الجمع بين الادلة واجب ما امكن. والادلة التي لتفصلوا الاخوة بين المؤمنين والكفار. وبين تلك الادلة القرآنية التي تثبت ان نوحا اخا ان نوحا اخو قومه وان لوطا اخو قومه في قول الله عز وجل اذ قال لهم اخوهم نوح اذ قال لهم اخوهم هود اذ قال لهم اخوهم صالح فاثبت الاخوة هنا فكيف نجمع بين ادلة تثبت الاخوة بين المؤمن والكافر وبين الادلة التي تا تقطع دابر الاخوة بين المؤمن والكافر فنقول في جواب ذلك اعلم رحمك الله تعالى ان الاخوة تنقسم الى قسمين. الى اخوة دينية ايمانية شرعية والى اخوة قبلية نسبية فالذي قطعته الادلة وحرمته انما هو الاخوة الدينية الايمانية الشرعية فلا يجوز للمسلم ان يتخذ كافرا اخا له في الدين والايمان والشريعة. فلا اخوة دينية ولا ايمانية نية ولا شرعية فيما بين مسلم وكافر ابدا. لقول الله عز وجل انما المؤمنون اخوة من هذا انهم ليسوا للكافرين باخوة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم وكونوا عباد الله اخوان اي اخوة دينية شرعية. وهذه الاخوة تثبت بين كل مسلم ومسلم حتى وان لم يربط بينهما رابط قرابة نسب ولا مصاهرة فالمسلم الذي في اطراف الارض يعتبر اخا لي في الدين والايمان والشريعة. هذه الاخوة واجبة فيما بين المسلمين ولها مقتضيات ولا حظ للكافر فيها مطلقا. فالادلة التي تنفي وجود الاخوة بين مسلم وبين المسلم والكافر انما تنفي اخوة الدين والايمان والشريعة. واما الاخوة التي ذكرها الله عز وجل في قوله اذ قال لهم اخوهم اخوهم نوح اخوهم لوط اخوهم صالح. انما هي اخوة القبلية الاخوة القبلية النسبية لان كل نبي انما يبعث من قومه. لان الله عز وجل قال لان النبي صلى الله عليه قال وكان النبي يبعث في قومه خاصة وبعثت الى الناس عامة وقال الله عز وجل قبل ذلك وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه. فالله عز وجل كان يختار كل امة رسولا منهم انفسهم ولذلك قال قوم شعيب لشعيب ولولا رهطك لرجمناك يعني انك قريب لنا واخ لنا وبيننا وبينك نسب قرابة فحملتهم تلك القرابة على الا يصلوا اليه باذى فالشاهد ان الاخوة المثبتة في تلك الايات انما هي اخوة القرابة والنسب. والاخوة المنفية في الادلة الاخرى ان ما هي اخوة الدين والايمان؟ وعلى هذا التخريج فلا اشكال ولا تعارض بين هذه النصوص ولله الحمد والمنة والله اعلم