يقول السائل اه كيف نجيب الاشاعرة اذا قالوا ان السلف يؤولون بعض الصفات مثل تعبير جميع المفسرين صفة الوجه في قوله تعالى ابتغاء وجه الله فيفسرون بالرضا والاخلاص ونحو ذلك نقول لهؤلاء الاشاعرة وغيرهم نقول انتم الان ما وقفتم الا عند هذه الاية؟ هل السلف اول استوى باستولى ائتونا بسلف واحد من السلف اول الاستواء بالاستيلاء. كلهم يقولون علا وارتفع واستقر وانتم تنفون هذه المعاني. ان كنتم على طريق ثقة السلف فامشوا على اقوالهم ائتونا بسلف واحد يقول ان المقصود به خلقت بيدي بقدرتي لا تجدون. وانما تذهبون الى الايات المتشابهات مثل هذه الاية ابتغاء وجه الله وقوله جل وعلا فثم وجه الله وتنقلون كلام السلف وتقولون هذا تأويل هذا ليس بتأويل لما يقول السلف في قوله جل وعلا اينما تولوا فثم وجه الله ثم قبلة الله. هذا ليس تأويل احنا ما قلنا ان الوجه وين ما وجدناه فمعناه المقصود صفة الله ما قلنا هذا الكلام وانما الوجه في بعض المواضع وجه الله قبلة الله واما وجه ربك فهنا بالاجماع المقصود به صفة وجه ربنا تبارك وتعالى. ويبقى وجه ربك بالاجماع المقصود به يبقى وجه ربنا جل وعلا واذا قلنا يبقى وجه ربنا جل وعلا اذا ذاته الباقية سبحانه وتعالى فلما نقول ابتغاء وجه الله ابتغاء رضا الله ابتغاء ثواب الله اخلاصا لله عز وجل كمل لماذا تخلص لله؟ لماذا تبتغي الله لماذا تريد ثواب الله؟ لترى وجهه فهم فسروا الشيء بلازمه ليس هذا تأويلا وهنا انبه على عمر ان الاشاعرة وغيرهم من اهل البدع يلبسون على الناس فاذا رأوا ان بعض السلف فسروا الشي بلازمه ظنوه تأويله تفسير الشيء بلازمه ليس تأويلا وانما التأويل ان نفسر الشيء بلازمه وننكر ملزومه. السلف ما انكروا الملزوم. السلف حينما قالوا ابتغاء وجه الله يعني ثواب الله ما قال والله ليس له وجه وانتم تقولون ان الله ليس له وجه لا ادري اذا الى اي شيء ستنظرون يوم القيامة اذا كان الله ليس له وجه اي شيء ستنظرون وكيف تعرفون ان هذا ربكم تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا وهم يقولون وجاء ربك يقول الله ما يأتي يوم القيامة للفصل بين القبر فمن يقضي بين العباد ايها الاشعري من اخبرنا اذا كان الله جل في علاه لا يعرف فمن الذي سيقضي بين العباد يوم القيامة قل لا تعرفون لانكم تؤولون لكن لو مشيتم على طريقة السلف فالسلف لا يأولون انما هذا من باب تفسير الشي بلازمه وساضرب لكم مثلا لو قال قائل في قوله جل وعلا الرحمن الرحيم فيها اثبات صفة الرحمة لله عز وجل فهذا التفسير السلف فلو قال قائل يريد ان يرحمهم فسر الرحمة بالارادة التي هي لازمها نقول هذا تفسير مقبول بشرط واحد ايها الاشعري وهو ان تثبت صفة الرحم لان التفسير قد يكون تفسير الكلمة كيف نفسر الكلمة؟ تفسير الكلمة اما بالمرادف مثل ذهب ها تقول ذهب ومثل جاء واتى مثلا تفسير الشيء بمراده او تفسير الشيء بلازمه تقول جاء حضر هذا لازم الان لانه ما يمكن يكون حضر الا بعد المجيء تفسير الشيب بعكسه جاء تقول لم يغب لم يتخلف فاذا لا بد ان ننتبه اما هذا التدريس الذي يسير عليه اهل البدع فيجب الحذر منه. نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يفقهنا في ديننا وان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين