الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليك. كيف نحصل العلم الحمد لله رب العالمين وبعد لا جرم ان الانسان اذا اراد ان يحصل شيئا فانه يطرق اسبابه فقد جعل الله عز وجل لكل شيء سببا اذا سلك الانسان سبب الشيء فانه سيترتب على سلوكه اثره. بمشيئة الله عز ومن جملة ذلك طريق طلب العلم فان الله عز وجل قد جعل لتحصيل العلم اسبابا قد دلت عليها الادلة من الكتاب والسنة ومن فعل سلف الامة رحمهم الله تعالى. فمن اعظم ما يحصل به العلم الاخلاص الله عز وجل فيكون تعلم الانسان للعلم لوجه الله ليدعو الى دين الله على بصيرة ليرفع الجهل عن نفسه وعن غيره فعلى الطالب ان يبدأ هذا الطريق بتصحيح النية في سلوكه في سلوك طريق العلم والتعلم. وطريق القراءة والحفظ والنظر في المطولات. فليحذر الطالب كل الحذر ان يقصد بتعلمه مجرد الشهرة بين الناس انه عالم او مفتي او طالب علم او ان يكون مقصوده من طلب علم التصدر في جميع المجالات بحجة انه امام او مرب. فلا ينبغي ان يجعل الطالب طريق العلم وسيلة لتحصيل شيء من الدنيا وان من اعظم بركات العلم اخلاص النية فاذا يسر الله عز وجل النية الصالحة في قلب الطالب من ابتدائه في العلم فان الله عز وجل قد اراد به خيرا كثيرا ان العلم من اجل الطاعات واعظم القربات والمتقرر عند العلماء ان الله لا يقبل الطاعة الا بالاخلاص والمتابعة والامر الثاني الهمة العالية في العلم والعزيمة الصادقة في الطلب والا يكون ذلك مجرد اماني يتمناها الانسان لا يقرنها وجد واجتهاد. فليحرص كل الحرص على القراءة وعلى الفهم وعلى الحفظ. ما استطاع الى ذلك سبيلا وعلى ان يبذل الماء ما له ونفسه في سبيل الطلب والا يبخل على التعلم بمال ولا وقت ولا ولا جاهل ولا ينبغي للطالب ان يتردد في التضحية باوقاته. ولو ان الطالب قرأ في سير العلماء وكيف عانى الشدائد في في سبيل التحصيل والطلب لعرف كيف كانت همتهم. فلا ينبغي للطالب ان يرضى بالدون ولا ينبغي ان تكون همته هو عزيمته خائرة او ان تكون او ان يكون طلبه للعلم مجرد اماني فان الاماني هي رؤوس اموال المفاليك الامر الثالث ينبغي له ان يكون حريصا على حضور حلقات العلماء وان يطيل بالجثو بالركب في رياض العلم بين ايدي العلماء يتعلم من معين علمهم ويتأدب بادبهم وآآ يكتسب من هديهم فان الطلب عند العلماء فيه بركة عظيمة لا يجدها الانسان في قراءة الكتاب. فان هناك روحانية عظيمة وصلة عظيمة بين الطالب وشيخه فيكتسب الطالب من حلقاتهم العلم والادب والسمت والهدي وكيفية التعليم وكيفية طرح المسائل ويربيه العلماء على الادب وعلى الاخلاق العالية والنبل الكريمة. فلا ينبغي ان على قراءة الكتاب بل ينبغي له ان يحدد العلماء الذين يريدوا ان يطلب العلم على ايديهم وان يطيل ملازمتهم وان ينهل من معين علمهم الصافي. ومن الاسباب كذلك يجب عليه ان يرتب وقته فان بعثرة الاوقات هي التي تذهب اللحظات من غير فائدة. فيجعل وقتا للقراءة والمطالعة ويجعل الوقت اللي زوجه وولده واهله ويجعل وقتا لمكتبته ويجعل وقتا لمحفوظاته ويجعل وقتا لمراجعتها ويجعل وقتا لمذاكرة العلم مع زملائه واخوانه من طلبة العلم. ولا ينبغي ان يطغى جانب على جانب فكل احد لا بد ان يرتب جدول جدولا له ويعطي فيه كل ذي حق كل بحق حقه. فيجعل وقتا الحفظ الجديد ووقتا للمراجعة. ووقتا لحضور الحلقات ووقتا القراءة ووقتا لتحقيق المسائل ووقتا لاهله وولده ووالديه. فباذن الله اذا سلك ذلك سوف خيرا كثيرا ومن الاسباب المعينة على الطلب ان يتخذ الانسان له صديقا يعينه على طلب العلم. ويؤنسه ويستأنس به ولابد ان يكون هذا الصديق ذا همة عالية يشجع احدهما الاخر. ويعين احدهما الاخر على متابعة القراءة والبحث والحفظ وحضور الحلقات العلمية. والمؤتمرات الدعوية وغيرها. ومن ذلك فايضا ان يكون العبد ذا تقوى فان التقوى طريق الطلب ايضا. ومن ذلك ايضا وهو مهم جدا ان يكثر من دعاء الله عز وجل بان يشرح صدره للعلم وان يوفقه لسلوك طريقه. وان يجعله من العلماء العاملين وان يرزقه حفظ العلم وضبطه والعمل به. فهذا من اعظم ما ينبغي فان الدعاء هو العبادة. وكم من عالم لم يصل الى درجات العلم المتقدمة الا بسبب دعوة تقبلها الله عز وجل منه. فلا ينبغي ان يهمل جانب الدعاء فجانب الدعاء جانب عظيم جدا على العبد ان يطرقه دائما وابدا لا سيما في تسهيل صعوبات الطلب في تسهيل صعوبات الطلب. فاذا سلكت ذلك ان شاء الله فانك فسوف تحصل خيرا كثيرا. اسأل الله ان يرزقني واياك حسن العلم المقرون بالعمل وان يرزقنا واياك اخلاص النية والله اعلم