الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليك. كيف ندعو من يطوف حول القبور او يفعل الامور الشركية في المقابر الحمد لله رب العالمين وبعد لقد اعطانا الله عز وجل في قضية الدعوة سواء اكانت بسبب الاخلال بامور عقدية او بسبب المخالفات الشرعية. وهذه القاعدة عظيمة جدا في سورة ابراهيم في اخر قال الله عز وجل ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن. فهذه الاية هي اصل الاصول في قواعد الدعوة السلفية المنبثقة من الكتاب والسنة. فالدعوة لابد ان تكون منبثة ثقة من الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي احسن. ومبنى قيام الحكمة والموعظة الحسنة على اصلين الاصل الاول الاقناع الاثري والاقناع العقلي. بمعنى ان تكون محاجتنا للمخالفين لشيء من الشرع مبنية على اقامة الحجة عليهم بالدليل الشرعي والاقناع العقلي ان جميع مخالفات الشريعة هي في حقيقتها وقوع في مخالفة الادلة ووقوع في مخالفة مقتضى العقل لابد ان يكون متسلحا بالادلة والحجج الاثرية النقلية من الكتاب والسنة فلا يذهب دعوة هؤلاء وهو خلو اليدين من نصوص الشريعة. ومعرفتها والدراية بها. ولا يذهب وايضا وهو خلو اليدين من الاقناع العقلي. بمعنى انك تستطيع ان تبطل ما يقعون فيه من الشرك والوثنية. اثرا اي كتابا وسنة ونظرا اي عقلا وواقعا وحسا وفطرة. كل هذا مما ينبغي ان يشتمل عليه دعوتك هؤلاء ولغيرهم ممن يقع في مخالفات شرعية. وقد ذكر الله عز وجل هذه القوتين اصلين الدعويين في كتابه كثيرا. فمثلا انظر الى محاجة ابراهيم للصابئة الذين يعبدون الكواكب ويبنون لها الهياكلة في الارض فانه حاجهم عقلا واثرا. فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي وهذا مناظرة عقلية تثبت لهم حقيقة وعقلا وفطرة وواقعا. بطلان ما يعبدونه. والايات معروفة في سورة الانعام وكذلك في مجادلته للنمرود لما قال ربي الذي يحيي ويميت قال النمرود انا احيي واميت. فجادله ابراهيم بشيء واقعي حسي يكشف زيف قوله. ويبين ضلاله وكذبه وافتراءه. قال فان الله يأتي من المشرق فات بها من المغرب فبهت الذي كفر. بل ولما حطم الاصنام كلها ابقى كبيرا لهم. حتى يقيم الحجة العقلية الواقعية الحسية عليهم في بطلان ما يعبدونه. بل ان الله عز وجل ايضا اخبر ان هذه المعبودات لا تملك ضرا ولا نفعا لمن يعبدها وهذا حجة عقلية. واقعية لا يستطيع العابد لهذه الاوذان ان ينكرها واخبر الله عز وجل انها لا تملك لهم رزقا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. واخبر الله عز وجل بعظيم عجز فقال الله عز وجل ما يملكون من والذين تدعون والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير. وقال الله عز وجل يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له. ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له. وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه. بل اسمع الى هذه الاية التي يحاج الله عز وجل فيها كفار قريش محادة عقلية حسية. يقول الله عز وجل ظرب لكم مثلا من انفسكم هل لكم مما ملكت ايمانكم من شركاء فيما رزقناكم؟ فانتم فيه سواء تخافونهم انفسكم يقول الله عز وجل يا كفار قريش هل يرضى احد منكم ان يشاركه عبيده وارقاؤه في خصوصياته وفي ملكه الجواب لا. فاذا كنتم يا كفار قريش لا ترضون ان يشارككم عبيدكم في شيء من خصوصياتكم. فكيف تصرفون حقي لعبيدي وهو عبادتي. فهذا اقناع عقلي. والايات في ذلك كثيرة جدا. فعلى الداعية ان ذهنه ولسانه على ان يحتج على من خالف شيء من الشريعة بهاتين الحجتين والاصلين العظيمين وهو قوة الاقناع الاثري النقلي كتابا وسنة وقوة الاقناع العقلي في الادلة النظرية لان من الناس من لا يقتنع بالاية والحديث ولكنه ينكسر ويهزم بالحجة العقلية. فاذا اردت ايها السائل وان تدعو هؤلاء القبوريين من الصوفية وغيرهم فعليك ان تتسلح بقوة حفظ النقول كتابا وسنة وقوة فهمها ومعرفة كيفية الاستدلال بها. ثم تتسلح بقوة الاقناع العقلي الحسي الفطري. لان هؤلاء تضرب في النقل وتضرب في العقل. والله اعلم