يقول احسن الله اليكم اذا ذكر شخص هذا الذكر متيقنا حاضر القلب بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم. ثم وقع عليه ظرر هذا اليوم. كيف نفسر هذا الحمدلله رب العالمين لابد ان نعرف قاعدة عظيمة عند اهل السنة والجماعة في من قواعد الاسباب. وهي ان الاسباب مؤثرة لا بذاتها وانما تقدير الله عز وجل لها التأثير. فلا يجوز لنا ان نعتقد ان السبب يفيد اثره بذاته. فمتى ما وجد السبب فلابد من وجود اثره. فان هذا اعتقاد مشركية الاسباب. وانما السبب قد يوجد ولا يوجد اثره. اذا اراد الله عز وجل ان يفصل بين السبب واثره لحكمة يعلمها عز وجل فانه ولا راد لقضائه ولا معقب لحكمه. الا ترى ان النار التي القي فيها ابراهيم لم تحرقه؟ فمن الذي فصل الاثر عن النار انما هو الله عز وجل في قوله قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم. الا ترى ان السحابة قد يأتي ويتراكم ولا ينزل المطر. فمن الذي فصل السبب الذي هو السحاب عن اثره وهو المطر. انما هو الله عز وجل. الا ترى ان السماء قد تمطر مطرا عظيما ولا ولا يخرج نبتة واحدة من الارظ. فمن الذي فصل السبب عن اثره؟ انما هو الله عز وجل فلا يجوز لنا ان ننظر الى ان السبب يفيد اثره بنفسه وذاته. وانما يجب علينا ان نعتقد ان مؤثر ولكنه لا يكتسب تأثيره ذاتيا. وانما بارادة الله عز وجل. وقس على هذا جميع الاذكار التي قال فيها الشارع من فعل كذا فله من الفضائل كذا وكذا. او انه يحفظ من كذا وكذا فقد يقوله الانسان بقلب خاشع. ولكن الله لم يرد ان يترتب الاثر على وجود هذا السبب لحكمة عز وجل فحين اذ لن يترتب الاثر لا لعيب في السبب ابدا ولكن لان السبب لا يفيد ذو اثره بذاته. الا ترى ان الزواج قد يحصل؟ والجماع قد يحصل. ولا يحصل الولد ولا ينعقد في رحم المرأة مع ان الجماع سبب من اسباب الولد فالعلة التي اشكلت على السائل هو انه اعتقد وفقه الله ان السبب يفيد اثره بذاته متى ما توفرت شروطه. فقاله كاملا وقاله بحضور قلب وخشوع نفس. ومع ذلك اصابه ما اصابه فنقول ابدا السبب على ما هو عليه. وانت مأجور على قولك هذا الذكر. ولكن لا تعتقد ان الاثر يترتب على السبب بذاته. بل لا بد ان تعلم ان ثمة ارادة لله عز وجل. فاذا اراد الله عز وجل وجود اثر السبب اوجده بحكمته. واذا لم يرد وجود اثره فانه لا يوجده بحكمته ايضا ولعلك اذا فهمت هذه القاعدة التي تقول السبب مؤثر لا بذاته انحل عندك الاشكال والله اعلم