الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته يقول الله عز وجل في سورة ال عمران وذلك من الايات التي لربما يستشكل فهمها ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون اذ تقول للمؤمنين الن يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة الاف من الملائكة منزلين بلى ان تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة الاف من الملائكة مسومين وما جعله الله الا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم. ليقطع طرفا من الذين كفروا او فينقلبوا خائبين. ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم او يعذبهم فانهم ظالمون. الى اخر ما ذكر الله عز وجل فهذه الايات حيث وعد الله عز وجل فيها بالامداد بثلاثة الاف من الملائكة منزلين ثم قال بلى ان تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة الاف من الملائكة مسومين وفي سورة وفي سورة الانفال في الاية التاسعة قال الله عز وجل اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بالف من الملائكة مردفين وما جعله الله الا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر الا من عند الله ان الله عزيز حكيم فهذه الاعداد المذكورة الالف بسورة الانفال والثلاثة الاف والخمسة الاف في سورة ال عمران هل ذلك كله في وقعة واحدة في وقعة بدر او ان الذي نزل الالف كانت في وقعة بدر والثلاثة الاف كانت في وقعة احد وهل نزلت الخمسة الاف؟ بلى ان تصبروا وتتقوا. ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة الاف بهذه الاعداد الثلاثة المذكورة في هذه قد يستشكل فهمها وقد يلتبس على من قرأ في مثل هذه السور او الايات والذي يظهر والله تعالى اعلم هو ان ذلك جميعا في غزوة بدر وذلك ان الله يقول في سورة ال عمران ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة ضعفاء ثلاث مئة واربعطعش تقريبا وانتم اذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون اذ تقولوا نصركم اذ تقولوا للمؤمنين الين يكفيكم واذكر حينما قلت للمؤمنين الن يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة الاف من الملائكة منزلين فالله عز وجل كما في سورة الانفال امدهم بالف هذه نزلت وقاتلت وكانوا يعرفون قتل المشركين الذين قتلهم الملائكة بمثل ضرب السوط يتغير لون الجلد معه يميل الى الزرقة او نحو ذلك. هؤلاء هم قتلى الملائكة الذين قتلهم الملائكة. كما قال الله عز وجل اذ يوحي ربك الى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين امنوا. التثبيت سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان ذلك بانهم شاقوا الله ورسوله. هذا كله في بدر. اضربوا فوق الاعناق اعلى الرقبة وهو تحت هذا العظم الذي تحت الاذن به اذا ضرب طار الرأس فهو يعلمهم اين محال الضرب الموجع وكيف يقطعون اطرافهم فيتعطلون لا يقدرون على حمل السلاح كما قال الله عز وجل في احد ولقد صدقكم الله وعده اذ تحسونهم يعني تصرمونهم صرما تقتلونهم قتلا ذريعا اذ تحسونهم باذنه باذنه الكوني او بعلم او باذنه الشرعي لانه هو الذي اذن بحسهم حتى اذا فشلتم في احد وتنازعتم في الامر وعصيتم من بعد ما اراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم صرف وجوهكم عنهم فوليتم منهزمين ووقع البلاء الذي تعرفون. فالمقصود ان هذه الايات على الارجح جميعا هي في وقعة بدر. انزل الفا وعد يعدكم ربكم اني ممدكم بالف من الملائكة مردفين يعني يردفهم غيرهم. من هؤلاء الذين يردفونهم؟ هم ثلاثة الاف منزلين يعني فوق الالف بلى ان تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يعني المشركين يأتون من هذه الناحية من هذا الوجه الذي خرج او من غضبتهم هذه الغضب فوران حيث انهم خرجوا انتصارا لقتلاهم وهزيمتهم في يوم بدر فخرجوا في يوم احد. يأتوكم من فورهم هذا على القول انها نزلت في احد واذا قيل بانها نزلت في بدر من فورهم هذا من ناحيتهم هذه او المدد الذي وعدوا به اذا جاء المدد نزل مدد فما جاء المدد مدد المشركين حيث وعدهم بعض زعماء العرب فما جاء المدد الزائد وهم خمسة الاف فالحاصل ان الملائكة نزلت في يوم بدر نزل الالف قطعا والعلماء مختلفون في نزول الثلاثة الاف والخمسة الالاف لانها معلقة على شرط وايضا هؤلاء الذين نزلوا من الملائكة قاتلوا بلا شك ونزل الملائكة في يوم الخندق لكنهم لم يقاتلوا كما قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها فالجنود هؤلاء هم الملائكة لكن ما حصل قتال في يوم الخندق فالقوا الرعب في قلوبهم وزلزلوا بهم وكذلك في قريظة لما قال جبريل عليه الصلاة والسلام فاني مزلزل بهم. وقال اوظعتم السلاح؟ والله ان الملائكة لم تظع اسلحتها هذا جبريل يقول له للنبي صلى الله عليه وسلم بعد الاحزاب لما دخل يغتسل عليه الصلاة والسلام وضع سلاحه فقال اني مزلزل بهم فزلزلوا بهم في يوم قريظة. وكذلك في يوم حنين لما حصل ما حصل من الهزيمة قال ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وانزل جنودا لم تروها فهؤلاء ثبتوا اهل الايمان. اما في احد فثبت انهم قاتلوا بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم دفاعا وذبا عنه ولكن الذي يظهر انه لم ينزل ملائكة كما نزلوا في بدر وقاتلوا مع المسلمين والا لما وقعت الهزيمة اصلا لكن كانوا يقاتلون بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت ذلك في الروايات الصحيحة. وهنا لفتة بعد ما تبين المعنى وهي قد تكلمت عليها قبل سنتين حينما كنت اعلق على الايات التي يقرأها الامام وذلك ان الله في سورة ال عمران وفي سورة الانفال قال وما جعله الله الا بشرى. هذا نزول الملائكة هو بشرى فقط لا غير وما النصر الا من عند الله فالنصر لا يكون من الملائكة ثم انظروا في بدر كان عدد المسلمين ثلاث مئة واربعطعش ونزل الف ووعدوا بثلاثة الاف وبخمسة الاف. وعدد المشركين الف فالمسألة مهما كان ملك واحد يستطيع ان يدمر هؤلاء جميعا ولكن الله يثبت اهل الايمان بما شاء فلا تتعلق القلوب باحد من المخلوقين سواء كانوا ملائكة او غير ملائكة ولكن الله عز وجل يرسل جنوده فيحصل مراده سبحانه وتعالى بالطريقة التي شاءها عز وجل. تارة بانزال الملائكة وتارة بالريح فصلنا عليهم ريحة وجنودا لم تروها. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم نصرت بالصبا واهلكت عاد بالدبور والصبا هي الريح اللي تهب من المشرق وردة بور هي الريح التي تهب من المغرب. فالرياح شرقية وغربية كلها من جند الله تبارك وتعالى. وتارة بالامراض الغريب التي لا يعرفونها من قبل وتارة بالوان الهوام والدواب والحشرات التي لا يعرف مثلها ونظيرها وتارة بالماء الرقيق السيال الذي جعل الله عز وجل منه حياة كل شيء يكون هائجا مدمرا عنيفا لا يبقي ولا يذر باسماء مختلفة. تارة وتارة اسماء كثيرة جدا ويدمر الله عز وجل بها جنود الظلام جنود ابليس وحزبه فيحصل بهم نكاية ويري الله عز وجل عباده المؤمنين اتلك الايات العجيبة في ضعف الخلق فلا تستطيع تلك المفاعلات والقدر الهائلة والامكانات وترسانة الاسلحة ان ترد الماء ما تستطيع فهذه جنود الله عز وجل. فالتوكل يكون عليه وحده. والثقة تكون به وحده لا تكون ثقة بالمخلوق ولا التوكل على المخلوق ولا الاعتماد على المخلوق وانما الله عز وجل هو الذي يستحق ذلك وحده دون ما سواه وصلى الله