بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فيقول الله تبارك وتعالى في سورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من ارضنا او لتعودن في ملتنا فاوحى اليهم ربهم لنهلكن الظالمين قوله تبارك وتعالى عن قيل هؤلاء المكذبين لرسلهم عليهم الصلاة والسلام لنخرجنكم من ارضنا او لتعودن في ملتنا هل كان الرسل عليهم الصلاة والسلام على دين قومهم كما قد يفهم من هذه من ظاهر هذه الاية يعني كانوا على الاشراك ثم هداهم الله عز وجل الى الايمان والتوحيد وارسل اليهم رسوله الملائكي جبريل عليه الصلاة والسلام بما شاء من وحيه هذه الاية مع قول الله جل جلاله عن قيل قوم شعيب لشعيب عليه الصلاة والسلام ومن معه من المؤمنين لنخرجنك يا شعيب والذين امنوا معك من قريتنا او لتعودن في ملتنا فهذه الاية او هاتان الايتان هل يفهم من ظاهرها كما فهمه بعضهم من ان الرسل عليهم الصلاة والسلام كانوا على دين قومهم الجواب ان هذا الظاهر الذي قد يفهم من الاية غير مراد فالرسل عليهم الصلاة والسلام ما كانوا على دين قومهم قط والله تبارك وتعالى اخبر في سورة الانعام عن المناظرة التي جرت بين ابراهيم صلى الله عليه وسلم وبين عبدة الكواكب فهو عليه الصلاة والسلام حينما رأى كوكبا قال هذا ربي فلما افل قال لا احب الافلين فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما افل قال لان لم يهدني ربي لاكونن من القوم الضالين فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا اكبر فلما افلت قال يا قومي اني بريء مما تشركون فهل كان ابراهيم عليه الصلاة والسلام في ذلك الحين كان ناظرا ام مناظرا؟ هل قال ذلك على سبيل التنزل مع الخصم؟ مع المخالفين من اجل القامهم الحجة او كان يعتقد عبادة الكوكب في اول الامر فلما تبين له بطلانه توجه الى عبادة الله عز وجل وحده لا شريك له الراجح الذي عليه كثير من المحققين ان ابراهيم صلى الله عليه وسلم كان مناظرا لا ناظرة ومعنى كان مناظرا اي انه قاله على سبيل التنزل وبعض اهل العلم يقول فيه استفهام مقدر هذا ربي يعني اهذا ربي على سبيل الاستنكار والاستبعاد وعلى كل حال الله عز وجل قال عن ابراهيم صلى الله عليه وسلم نفى عنه الشرك في الكون الماضي ولم يك من المشركين ونفي الشرك في الكون الماضي ينفي ذلك عنه في الازمنة الثلاثة في الماضي والحاضر والمستقبل وهنا لما قالوا لرسلهم عليهم الصلاة والسلام او لتعودن في ملتنا خيروهم بين الامرين او على المعنى الاخر ان او بمعنى حتى ان العود في لغة العرب وهذا من خصائصها كما ذكره الثعالب في فقه اللغة ان كلمة عادة تأتي لمعنيين تأتي بمعنى العود الى الشيء الذي كان عليه. تقول عاد فلان الى عادته عاد فلان الى خلقه. عاد فلان الى عمله الاول بمعنى رجع وتأتي بمعنى الصيرورة المطلقة تقول عاد الفتى كهلا هو لم يكن كهلا وانما بمعنى صار وعاد الطين خزفا وهو لم يكن خزفا وعاد الماء ثلجا وعاد التراب طينا وعاد الخشب كرسيا بمعنى صار والمعنيان يحتملهما قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور لا تقوم الساعة حتى تعود جزيرة العرب مروجا وانهارا والذين يتكلمون في الاعجاز العلمي يقولون بان هذا الحديث يدل على انها كانت كذلك في الزمن الماظي. كانت مروجا وانهارا وستعود كذلك. نحن نقول الحديث لا يدل على هذا بالضرورة. هذا على احد المعنيين وكان ينبغي عليهم ان يعبروا فيقولوا هذا الحديث على احد المعنيين الذين يحتملهما يفهم منه انها كانت كذلك على احد المعنيين حتى تعود جزيرة العرب يمكن ان تكون كانت كذلك ثم ترجع الى حالتها السابقة ويمكن ان يكون المراد حتى تعود جزيرة العرب اي حتى تصير جزيرة العرب كما تقول عادت هذه الصحراء حلة مخضرة وهي لم تكن كذلك فهذا معنى وهذا موضع في سورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام وفي سورة الحجر يقول الله تبارك وتعالى ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا انما سكرت ابصارنا بل نحن قوم مسحورون في قوله تبارك وتعالى هنا ولو فتحنا عليهم بابا من السماء اكثر المفسرين من السلف فمن بعدهم قالوا لو فتحنا عليهم اي على الكفار والمشركين بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون اي الملائكة تعرج والناس هؤلاء من الكفار يرونهم يرون الملائكة تصعد والسماوات لها ابواب لقالوا انما سكرت ابصارنا وهذه قراءة الجمهور والقراءة الاخرى المتواترة لقالوا انما شكرت ابصارنا بالتخفيف بمعنى سدت والمعنى انهم يقولون ذلك على سبيل المكابرة باجماع المفسرين بالاجماع يقولونه على سبيل المكابرة كما قال الله عز وجل وما منعنا ان نرسل بالايات الا ان كذب بها الاولون واتينا ثمود الناقة مبصرة اي اية مبصرة فظلموا بها يعني كذبوا بها فعقروا الناقة وعتوا عن امر ربهم وقالوا يا صالح اؤتنا بما تعدنا والله تبارك وتعالى يقول عن هؤلاء المكذبين كما قال عن الفراعنة لما قالوا لموسى عليه الصلاة والسلام مهما تأتنا به من اية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين في غاية المكابرة فهؤلاء يقترحون الايات يعني المعجزات حول لنا الصفا ذهبا لماذا لا يكون لك قصر من ذهب لماذا لا يأتون الملائكة معك لماذا لا يكون لك جنة من وصفها كذا وكذا؟ لماذا لا تزيح عنا جبال مكة كل هذا من باب التعنت. فالله عز وجل يقول هؤلاء لا يؤمنون. يقول ولو فتحنا عليهم بابا من السماء ورأوا الملائكة تعرج لقالوا سحرنا لقالوا انما سكرت ابصارنا. سحرنا محمد اخذت ابصارنا بل نحن قوم مسحورون سدت ابصارنا بل نحن قوم مسحورون هذا هو المعنى الذي عليه عامة اهل العلم ومن اهل العلم من قال وهو اختيار الحافظ ابن كثير ان قوله تبارك وتعالى فظلوا فيه يعرجون اي الكفار يعرجون وليس المقصود الملائكة لو صعدوا لكابروا غاية المكابرة وقالوا سحرنا محمد والذين يتكلمون عن الاعجاز يقولون ان هذه الاية ليس هذا هو المراد منها ما هو المراد قالوا المراد لو انهم صعدوا فعلا وتجاوزوا الغلاف الجوي لصاروا الى ظلمة تامة فاذا صاروا الى الظلمة التامة سيقولون اين ذهبت ابصارنا؟ سكرت ابصارنا اخذت بل نحن قوم مسحورون فيقولون فمن ادرى محمدا صلى الله عليه وسلم ان ما فوق الغلاف الجوي انها ظلمة تامة هكذا يزعمون والاية لا تدل على هذا ابدا نحن لا ننكر ان ما فوق الغلاف الجوي انه ظلمة. لا نتكلم عن هذا لكن هل الاية تدل عليه باجماع المفسرين بالاجماع قالوا انهم يقولون ذلك على سبيل المكابرة لو رأوا الملائكة تصعد او هم صعدوا لكابروا ما هو انهم يصيرون الى ظلمه ويستغربون ويقولون وين راحت ابصارنا والله تعالى اعلم على كل حال وليس معنى ذلك ايها الاحبة اننا ننكر الاعجاز العلمي احنا لا ننكر الاعجاز العلمي. يوجد من ينكر الاعجاز العلمي. واظن ان هذا شطط والتوسط في الامور والاعتدال والروية وعدم التسرع في تحميل كلام الله عز وجل ما لا يحتمل هذا هو الواجب هناك اشياء صحيحة ومقبولة وهناك اشياء ما يدل عليها القرآن تخالف اجماع السلف فهذه ترد فلا يفهم احد ان المقصود هو ابطال الاعجاز العلمي انا لا اقول بهذا اطلاقا واسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بالقرآن العظيم ويجعلنا واياكم هداة مهتدين ويتقبل منا ومنكم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه