بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته بهذه الليلة اتطرق الى الاية الاخيرة التي قد تفهم على غير مراد الله عز وجل منها ولربما تعلق بها بعض الملبسين وابانوا معنى لا يريده الله عز وجل وهذه الاية لها نظائر في كتاب الله جل جلاله واعني بذلك تلك الايات التي لربما يفهم من ظاهرها الثناء على اهل الكتاب او الشهادة لهم بالايمان او حسن العاقبة والجنة والقبول عند الله عز وجل فمن ذلك قول الله تبارك وتعالى في سورة ال عمران وان من اهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما انزل اليكم وما انزل اليهم خاشعين لله لا يشترون بايات الله ثمنا قليلا. اولئك لهم اجرهم عند ربهم بهم ان الله سريع الحساب وان من اهل الكتاب لمن يؤمن بالله واليوم الاخر وما انزل اليكم وما انزل اليهم فهذه الاية ذكر الله عز وجل فيها في هذا السياق الثناء عليهم والشهادة بالايمان واثبت لهم الاجر لهم اجرهم حسن العاقبة فهل هذه لعموم اهل الكتاب الجواب لا لان هذه الاية صريحة في المؤمنين منهم لمن يؤمن بالله وما انزل اليكم وما انزل اليهم فالذين يؤمنون بما انزل الينا يؤمنون بالقرآن وبالوحي الى النبي صلى الله عليه وسلم وانه رسول من عند الله حقا وطوائف اهل الكتاب الذين لم يؤمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتابعوه هم كفار قطعا لا يدخلون في هذه الاية بل هم حطب النار هم حطب النار ولا يجوز لاحد ان يشك في هذه الحقيقة ومن شك فيها فهو كافر. يحشر محشرهم ويكون له حكمهم خارج من دين الله عز وجل لانه مكذب بالقرآن وقد ظهر بعض من يلبس في عصر الهزيمة في عصر الخذلان والخور فيقول هؤلاء من المؤمنين يؤمنون بكتاب ويؤمنون بالله ومثل هؤلاء يدخلون الجنة والجنة ليست فقط للمسلمين. نقول لا الجنة فقط للمسلمين وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما من يهودي ولا نصراني يسمع بي من هذه الامة ثم لا يؤمن بي الا قال النار وصح عنه صلى الله عليه وسلم انه اخبر ان كل مسلم في اليوم الاخر يعطى يهوديا او نصرانيا ويقال هذا فكاكك من النار يعني كانه عتق له من النار او يكون فداء له من النار فيقحم فيها ذلك اليهودي او النصراني ومن هذه الايات التي لربما يفهم منها معنى لا يريده الله عز وجل قوله في الاية الثانية والستون من سورة البقرة ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلهم اجرهم عند ربهم فهذه في اتباع الانبياء قبل بعث النبي صلى الله عليه وسلم. كل من تابع نبيا وكان على الجادة على الدين الذي لم يحرف فهم يدخلون الجنة اتباع موسى صلى الله عليه وسلم اتباع عيسى اتباع نوح عليه الصلاة والسلام اتباع هود اتباع صالح جميع اتباع الانبياء كل الذين اتبعوهم وهؤلاء من الصابرين فسر بانها طائفة من الموحدين على الفطرة لم يبعث لهم نبي وفسر بانهم طائفة من النصارى كانوا على التوحيد فالمقصود ان كل تابع لنبي قبل ان ينسخ ذلك الدين فانه ان كان على دين النبي من غير تحريف فانه موعود بدخول الجنة. تعرفون الحديث لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم رأى سوادا عظيما فظن انهم امته فاخبر انهم امة موسى عليه الصلاة والسلام يعني يدخلون الجنة فالحاصل هذه الاية وكذلك في اية ال عمران لما قال الله عز وجل لما ذكر اهل الكتاب قال ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة يتلون ايات الله اناء الليل وهم يسجدون. يؤمنون بالله واليوم الاخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن ينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات واولئك من الصالحين وما يفعلوا من خير فلن يكفروه. والله عليم بالمتقين فهذه الايات كلها في الذين كانوا على دين نبي قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم القسم الاخر من الايات هي في اولئك الذين اتبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وامنوا وامنوا به كاية ال عمران التي ذكرتها انفا وكذلك اه اعني باية ال عمران وان من اهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما انزل اليكم وما انزل اليهم خاشعين لله لا يشترون بايات الله ثمنا قليلا. وكذلك يقول الله عز وجل في سورة النساء في الاية مئة واثنين وستين لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الاخر فهذه الاية في المؤمنين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك. فهم تابعوا النبي صلى الله عليه وسلم. فهل اهل الكتاب الان هم يؤمنون انزل على محمد صلى الله عليه وسلم يؤمنون انه رسول يتبعونه ابدا هم اكفر الخلق والنصارى هؤلاء الذين في عصرنا جمعوا بين الضلال والغضب. في قوله تبارك وتعالى في سورة الفاتحة غير المغضوب عليهم ولا الضالين فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بان المغضوب عليهم اليهود عرفوا الحق فانكروه. والضلال هم النصارى ضلوا بجهلهم اما اليوم فهم جمعوا بين الضلال والغضب وفي سورة المائدة في الاية التاسعة و الستين. ان الذين امنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا. فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. هذا في الذين كانوا من اتباع الانبياء قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكذلك في الاية من سورة المائدة لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا ولتجدن اقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى لماذا؟ ما هو بالنصارى الموجودين هؤلاء هذولا يذبحون المسلمين يفرونهم ثريا نسأل الله العافية في شي ما تركوا ما فعلوه الى الان رأيتم في سجن اه ابي غريب كيف يفعلون وكيف الحقد كما قال الله عز وجل ان يثقفوكم يكونوا لكم اعداء ويبسطوا اليكم ايديهم والسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون. فالحاصل هم اعداء لكن ان يظفروا بكم تتحول العداوة الى عمل بسط اليد واللسان نسأل الله العافية كما رأينا والمقصود ان قول الله عز وجل ولتجدن اقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى لماذا؟ ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون واذا سمعوا ما انزل الى الرسول اسمع ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا امنا فاكتبنا مع الشاهدين وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع ان يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين فاثابهم الله ما قالوا جنات فهؤلاء الموجودين الان اليهود والنصارى اذا سمعوا القرآن ترى اعينهم تفيض من الدم فمثل هؤلاء لا تفيض اعينهم ولا يقولون ربنا امنا فاكتبنا مع فلابد ان نكمل الاية ما يصح ان نقول ويل للمصلين ونسكت الذين هم عن صلاتهم ساهون. ولتجدن اقربهم مودة الذين امنوا الذين قالوا انا نصارى ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا وانهم واذا سمعوا ما انزل الرسول ترى فهي في المؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم من اهل الكتاب النجاشي ومن كان مع النجاشي من القصص والرهبان الذين بكوا لما قرأ عليهم عبد الله بن رواحة رضي الله عنه القرآن وخبرهم في ذلك معروف ويبين ذلك اية الاعراف الاية الخامسة والخمسون بعد المئة وهي قوله واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما اخذتهم الرجفة قال ربي قال موسى ربي لو شئت اهلكتهم من قبل واياي اتهلكنا بما فعل السفهاء منا ان هي الا فتنتك. تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء. انت ولينا. الى ان قال الله عز وجل عنه واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الاخرة انا هدنا اليك. قال عذابي اصيب به من اشاء ورحمتي وسعت كل شيء الى ان قال الذين امنوا به لما قال الله عز وجل بعدها الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث. فالذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه الى اخر الاية فهي في المؤمنين قطعا من اهل من اهل الكتاب وليست في هؤلاء الكفار الذين لا يزيدهم سماع الايات او سماع القرآن الا كفرا وعتوا واعراضا والقرآن مليء بالايات التي تذكر كفر اهل الكتاب ونكولهم وتتوعد هؤلاء بالنار والعذاب ولعنهم الله عز وجل في مواضع من هذا القرآن وبين مخازيهم في ايات كثيرة لعلي اتعرض لشيء من ذلك في مجلس اخر