الى ان ذلك نسخ من الوجوب الى الاستحباب فيستحب للمرأة ان تبقى مدة حول كامل في العدة حدة الوفاة ولكنه لا يجب الواجب ان تبقى اربعة اشهر وعشرا والجمهور على ان ذلك نسخ من اصله خلاص تبقى اربعة اشهر وعشرة فقط الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد الاية الثالثة عشرة مما قد يشكل على قارئ كتاب الله عز وجل قوله تبارك وتعالى في سورة البقرة والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا يتربصن بانفسهن اربعة اشهر وعشرا فهذه الاية لا اشكال فيها ولكن قوله تبارك وتعالى بعده بايات والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا وصية لازواجهم متاعا الى الحول غير اخراج ففي الاية الاولى ذكر الله عز وجل عدة الوفاة ان المرأة تبقى اربعة اشهر وعشرا وهذا هو المعروف عند الناس الى ساعتنا هذه ولكن الاية التي بعدها ذكرت الحول متاعا الى الحول اي ان العدة سنة كاملة فهذا ذهب فيه عامة اهل العلم الى ان الاية الاولى ناسخة للاية الثانية يعني الاية رقم مئتين واربعة وثلاثين ناسخة للاية رقم مئتين واربعين وعلى هذا تكون هذه هي الاية الوحيدة في كتاب الله عز وجل التي نسخت اية بعدها العادة ان الناسخة تأتي بعد المنسوخة في الترتيب تذكر الاية ثم يذكر الناسخ بعدها بسورة او بايات او ولكنه هنا الناسخة قبل المنسوخة وهذا في الترتيب فقط في ترتيب الايات وليس في النزول قطعا لانها لا شك ان الناسخة نزلت بعد المنسوخة قطعا بلا اشكال. لكن ترتيب الايات النبي صلى الله عليه وسلم يقول ضعوا هذه الاية في مكان كذا وكذا فهذا الذي عليه عامة اهل العلم فيكون اذا التربص الى الحول في العدة عدة المتوفى عنها زوجه منسوخ. كان في اول الامر تجلس سنة كاملة ثم نسخ تخفيفا من الله عز وجل باربعة اشهر وعشرة والذي ذهب اليه شيخ الاسلام تيمية رحمه الله هذا موضع الموضع الاخر وهي الاية الرابعة عشرة وهي في قصة ابراهيم صلى الله عليه وسلم حينما دعا ربه بقوله في سورة البقرة ربي ارني كيف تحيي الموتى قال او لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي. قال فخذ اربعة من الطير وصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك السعي واعلم الى اخر الاية فهذه الاية هل ظاهرها هل يفهم هل يفهم احد من ظاهرها ان ابراهيم صلى الله عليه وسلم وقع له شيء من التردد في قدرة الله عز وجل على احياء الموتى والنبي صلى الله عليه وسلم قد قال نحن احق بالشك من ابراهيم عليه الصلاة والسلام. فما المراد ما المراد؟ خاصة مع هذا الحديث؟ لان الحديث يتكلم عن هذه القضية نحن احق بالشك من ابراهيم صلى الله عليه وسلم فيقال المراد والعلم عند الله عز وجل هو ان الكمال على درجات. الكمال على درجات ومراتب متباينة غاية التباين فابراهيم صلى الله عليه وسلم كان قد بلغ الكمال في الايمان ولكنه بلغ فيه درجة علم اليقين الكمال في الايمان اليقين الكامل يكون بعلم اليقين ان يعلم الانسان علما راسخا ثابتا لا تردد فيه ولا يقبل التشكيك هذا علم اليقين. قظية مثل واحد زائد واحد يساوي اثنين فابراهيم وصل الى هذه المرتبة في الايمان ما عنده تردد في قضية كيف وهو خليل الرحمن وهو امة كما قال الله عز وجل ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا فابراهيم وصل الى مرتبة علم اليقين. فاراد ان يرتقي الى درجات اعلى في الكمال وهي درجة عين اليقين. فقال ارني كيف تحيي الموتى قال اولم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي فالانسان حينما يخبره مخبر بقضية. الان لو الله عز وجل اخبرنا بالجنة اخبرنا عن الجنة ونعيمها فنحن مؤمنون بها فهذه المرتبة يقال لها علم اليقين ما عندنا اي شك ولا تردد بوجود الجنة فاذا رأينا الجنة في الاخرة وازلفت الجنة للمتقين اذا رأيناها صار هذا عين اليقين فاذا دخلتها فان ذلك يكون حق اليقين انا حينما اخبرك مثلا انه قد بني هذا المسجد وانت ما رأيته فهذا علم اليقين اذا كنت تثق بخبري فاذا اشرت اليه يقول لك انظر هذا المسجد اللي حدثتك عنه صار عين اليقين فاذا دخلته كما نحن الان في وسطه هذا حق اليقين كما قال شيخ الاسلام تيمية رحمه الله حينما يقول لك انسان عندي عسل عندي عسل وانتثق بخبره علم اليقين فاذا اراكه قال هذا هو العسل هذا صار عين اليقين. فاذا فتحته وذقته صار ذلك حق اليقين هذه هي المراتب الثلاث من مراتب الكمال. فابراهيم صلى الله عليه وسلم اراد ان ينتقل من علم اليقين الى عين اليقين الى عين اليقين هذا هو المراد والله تعالى اعلم. واما قول النبي صلى الله عليه وسلم نحن احق بالشك من ابراهيم صلى الله عليه ويسلم فالمراد به على ما ذكره شيخ الاسلام وتلميذه ابن القيم وجماعة من اهل العلم المراد به ان هذه المسافة بين علم اليقين وحق اليقين يقال لها في كلام العرب يصح ان يعبر عنها بانها شك ليس الشك بمعنى التردد لا وانما فقط من باب التسمية التسمية المساحة بين علم اليقين وعين اليقين صح ان يقال عنها تجوزا يقال عنها انها شك وليس بمعنى التردد في الايمان فهذا لا يتأتى هذا المراد بهذه الاية في اية اخرى ما كنت ناوي اذكرها لكن لا بأس ان اذكرها لاني اسمع احيانا بعض طلاب العلم يشدد في النكير على من استدل بها على معنى لربما هو المتبادر وهي قوله تبارك وتعالى بعد ان ذكر اية الدين قال في اخرها واتقوا الله ويعلمكم الله انتم تسمعون كثيرا وتقرأون الاستدلال بهذه الاية على ان التقوى هي سبب العلم اتقوا الله ويعلمكم الله. فبعض طلاب العلم يقولون لا هذه ليست على ما تفهمون هذه اتقوا الله امر بالتقوى ثم اخبرهم خبرا ما له علاقة بالموضوع ما في ارتباط ليس مترتبا على ما قبله ترتبه الجزاء على الشرط وانما امرهم بالتقوى واخبرهم ان الله يعلمهم ما فيه ملازمة بعض طلبة العلم يقولون هذا ما بينهما ملازمة ولكن هذا التشديد لا داعي له فان جمعا من اهل العلم من المحققين قالوا ان هذه مرتبة على هذه. اتقوا الله فتكون النتيجة ان الله يفتح لكم من الفهوم والعلوم والمعارف ما لا يخطر لكم على بال. وهذا ذكره الحافظ ابن كثير وذكره الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله وذكره ابو عبد الله القرطبي وجمع من هؤلاء الكبار الذين والقول الاخر ذكروه عرظا يعني الذين ذكروه مثل ابن جرير الطبري والضحاك هو مروي عنه لما ذكروا المعنى الثاني وهو انها ليست مرتبة عليها قالوا اتقوا الله امر بالتقوى ويعلمكم الله خبر من الله انه يعلمهم هذه الاحكام المتعلقة بالدين وما اشبه ذلك. ما طرقوا عليها بقوة وقالوا لا يصح غير هذا المعنى ولا تحتمل اطلاقا فنبهت على هذا لانه يحتاج اليه والله تعالى اعلم وصلى الله على النبي محمد واله وصحبه