الاخرى عند مسلم قال نعم قال نعم نعم ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا؟ قال نعم ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا. والاصر هو النفس بل لربما بذل العرض بسبب حفظ النفس لو ان امرأة اكلت ووضع المسدس على رأسها قيل لها تفجرين او او تقتلين يجوز لها لا تؤاخذ لكن لو صبرت فهي شهيدة. من قتل دون عرضه فهو شهيد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته الموضع الاخير ايها الاخوان مما قد يحمل على غير وجهه او يفهم على غير معناه من سورة البقرة وقوله تبارك وتعالى في اواخرها لله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء فالحاصل ان الله عز وجل انزل هذه الاية وظاهرها ان الانسان يحاسب على كل شيء حتى على خطرات النفس وحركاتها وسكناتها ولا ريب ان هذا الامر لا يطيقه الانسان فهو خارج فوق طوقه ولا يستطيع الانسان ان يحبس فكره وحركات القلب والواردات التي ترد عليه فهو دائم التحرك بالافكار والخواطر. ولذلك قيل له الفؤاد لكثرة تفقده وتقلبه وتحركه بالواردات والخواطر لكن هل هذه الاية على ظاهرها ان الله يحاسبنا على حركات النفوس فضلا عن حركات الجوارح واللسان لما انزل الله عز وجل هذه الاية كما اخرج مسلم في صحيحه في حديثين اثنين حديث ابي هريرة رضي الله عنه وحديث ابن عباس رضي الله عنهما فشق ذلك على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وجاء في بعض الروايات انهم بركوا على الركب وقالوا كلفنا من العمل ما نطيق وقد انزل الله عليك ما لا نطيق. وهي هذه الاية لا يستطيع الانسان يستطيع ان يغمض عينيه وان يسد اذنيه لكن القلب حتى اذا كان الانسان على فراشه في غرفة ظلماء يبدأ القلب يستعيد الشريط الذي كان في سائر اليوم ولربما استعاد اشياء منذ سنوات ولربما تحدث قلبه او حدثته نفسه بامور سيفعلها في المستقبل فلا يستطيع الانسان هذا الامر فلما قالوا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم علمهم كيف يقولون. وحذرهم ان يقولوا كما قال بنو اسرائيل سمعنا وعصينا فعلمهم ان يقولوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير فلما قالوا ذلك واذعنت قلوبهم والسنتهم انزل الله عز وجل ما يبين ذلك بعده وهو قوله تبارك وتعالى امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير نحن لا نعترض على شيء من احكامك الشرعية ولا القدرية سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. يعني مما يدخل في طوقها وقدرتها وامكانها ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا. وقد جاء في الحديث القدسي ان الله قال قد فعلت. وهي في صحيح مسلم. وفي الرواية التكاليف الشاقة التي لا تطيقها النفوس. بنو اسرائيل كانت عليهم الاثار والاغلال. فلما اذنبوا ذلك الذنب المعروف ووقع منهم ذلك التمرد على الله عز وجل وعبدوا العجل كانت توبتهم ان يقتلوا انفسهم فاقتلوا انفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم انه قيل القي عليهم الغمام فقتل فيهم منهم في يوم واحد سبعون الفا صار الرجل يقتل اخاه واباه اقرب الناس اليه وهو لا يراه فكانت تلك توبتهم المعروفة في التاريخ فالمقصود ان ان الله عز وجل قال علمهم ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين فاقول ايها الاخوان هذا من لطف الله عز وجل وقد جاء في هذه الروايات ان هذه الاية ناسخة للتي قبلها امن الرسول ناسخة للتي قبلها ولكن ذلك على وجه من التوسع في اطلاق النسخ لكل ما يرد على النص العام او يغير ظاهره والمقصود بذلك هنا والله تعالى اعلم هو انها بينتها بينتها انكم ان تخفوا ما في انفسكم تبدوه او تخفوه او فان الله يحاسبكم عليه مما يدخل في طوقكم مما يدخل في فالله اما خطرات النفوس فان الله لا لا يؤاخذ بها لانها ليست في طاقة الانسان. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تجاوز لامتي عما حدثت به انفسها ما لم تقل او تفعل ما لم تقل او تفعل فحديث النفس ولذلك لما جاء الصحابة الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له القائل ان احدنا ليقع في نفسه الشيء ليحدث نفسه بالشيء يتعاظم ان يتكلم به. يعني يتمنى ان يلقى من شاهق جبل على ان ينطق به يعني امر عظيم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اوقد وجدتموه ذاك صريح الايمان او كما قال عليه الصلاة والسلام. بعضهم قال المقصود بقوله ذاك صريح الايمان يعني القلق. بسبب هذه الخواطر فيدل على ان الايمان يعمر القلب فيطرد مثل هذه الخواطر ويضيق ذرعا بها وبعضهم قال ذاك صريح الايمان اي تلك الخواطر حينما تلقى في القلب فان ذلك يدل على ان ابليس يحرص على التشويش على هذا الانسان لانه كما جاء ما يفعل الشيطان بالبيت الخرب. فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي رد كيده الى الوسوسة يعني ما عنده شيء اخر معكم ما استطاع ان يحملكم على الكفر والشرك بالله عز وجل فصار يشوش عليكم بهذه الخواطر. فالمقصود ان كثيرا من الناس يسألون يبتلى بالوسوسة بعضهم يقول انا اقود السيارة كأني تكلمت ان زوجتي حرام انها طالق كاني تكلمت في سب الذات الرب تبارك وتعالى كأنه كذا هذا لا يؤاخذ فيه الانسان ولا يلتفت اليه. ولربما يقع في نفسه اشياء هل هذا القرآن حق؟ هل هذا الرسول الحق هل كذا؟ هذا من الشيطان فلا يلتفت اليه ولا داعي للقلق منه لكن لا يسترسل الانسان مع التفكير. ولذلك اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم شيطان يأتي للانسان ويقول من خلق كذا من خلق كذا من خلق كذا فينبغي ان يستعيذ ويترك ذلك فالمقصود انه لا يؤاخذ عليه. كذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له كتبت له حسنة وهذا من فضل الله عز وجل هم بها فلم يعملها تكتب حسنة فاقول هذه الخواطر لا يؤاخذ الانسان عليها. ثم انظر الى نقطة تتعلق بهذه الاية وهي قوله تبارك وتعالى ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا فقد تحمل ايضا على غير وجهها اذ ان البعض لربما احتج بها على انه يفعل ما شاء من المحرمات ويقول لا يكلف الله نفسا الا وسعها. طيب هذا في وسعك انت ما تستطيع تترك التدخين ما تستطيع ان تترك سماع الموسيقى؟ ما تستطيع تترك تعاطي الربا واذا قيل لشيء قال لا يكلف الله نفسا الا وسعها هذا ليس بخارج عن قدرتك وارادتك. تجد الانسان يذهب الى الساحر ليفك عنه السحر او يذهب الى والعراف ليخبره عن مكان الشيء الضائع او المسروق ويقول انا مضطر لست مضطرا لان الدين فوق ثم النفس ثم بعد ذلك يأتي العقل ثم بعد ذلك تأتي العرض والمال على خلاف في الترتيب. فالدين اولا فالدين يفتى بالنفوس وتبذل في سبيل حفظه واقامته المهج ولا يذهب الدين في سبيل حفظ المهجة والنفس هذا غلط ولم يقل بذلك احد من اهل العلم وانما يكون ذلك فيما تحته. بمعنى الانسان يبذل المال من اجل حفظ فهذا من رحمة الله ولطفه فليس معنى لا يكلف الله نفسا الا وسعها ان الانسان يفعل ما يحلو له واذا قيل يا اخي اتق الله هذا ما يجوز قال وش نسوي؟ وش نسوي؟ لا يكلف الله نفس يا اخي لا تبيع المجلات اللي عليها صور النساء الفاتنات فكل من نظر اليها فانت مؤاخذ ومحاسب وعليك وزره وكل من فتن بها فعليك وزره وتسويق المنكر والباطل والشر والرذيلة في مجتمع الاسلام لك نصيب منه. ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة والله يعلم وانتم لا تعلمون العلماء تكلموا كشيخ الاسلام قالوا فقط مجرد المحبة بس ويحب وده انها تنتشر يكون داخل في هذه الاية فما بالك بالانسان الاخر اللي اللي يروجها وينشر الصور ولا المجلات التعبانة ولا الافلام الخليعة ولا البرامج السيئة او يروجها في المجتمع بالكلام او غير ذلك ثم اذا قلت له يا اخي اتق الله قال وش اسوي فنسأل الله عز وجل ان يغنينا واياكم بحلاله عن حرامه ان يقينا شر انفسنا ويعينا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته اسأل الله لنا ولكم القبول وان يختم لنا ولكم بخير وصلى الله على محمد