او ما فعل لا وانما قصد ان ذلك من الادب اللائق ان يقول ان شاء الله لكن ذلك لا يمنع من ان يكون عليه الكفارة كفارة اليمين اذا حنث في يمينه وهذا الادب الذي ادبنا الله عز وجل به. بمعنى اذا قلت لاحد سافعل لك كذا في الغد ونسيت ان تقول ان شاء الله فتذكرت بعد ذلك فقل ان شاء الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته يقول الله تبارك وتعالى في سورة الاسراء ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم ان قتلهم كان خطأ كبيرا والمعروف في التاريخ ان المشركين كانوا يقتلون البنات ولم يكن ذلك واقعا من كلهم بل كان يقع من بعض قبائلهم كانوا يقتلون البنت وهي حية بالوقت خشية العار فقد يستشكل القارئ هذا الموضع من كتاب الله عز وجل حيث قال الله تبارك وتعالى ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق والاملاق هو الفقر يقال املق الرجل اذا افتقر ولم يبق له الا الملقات وهي الحجارة الكبار الملساء كما يقال لم يبقى له الا التراب فالشاهد ان هذه الاية تذكر علة قتلهم للاولاد وهي خشية الاملاق خوف الفقر وكلام الله تبارك وتعالى حق لا شك فيه لا يتطرق اليه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والمراد هنا والله تعالى اعلم ان العرب كانوا يقتلون البنت وهي حية خشية ان تفتقر فتضطر الى بيع عرضها فيلحقهم العار بسبب ذلك ولهذا قال الله عز وجل في هذه السورة سورة الاسراء ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق يعني من فقر متوقع اذا كثر عيالكم نحن نرزقهم فقدم رزق الاولاد على رزق الاباء نحن نرزقهم رزقهم من الله تبارك وتعالى واياكم ونرزقكم معهم وفي سورة الانعام ولا تقتلوا اولادكم من املاق من فقر موجود واقع نحن نرزقكم قدم رزقهم رزق الاباء لانهم فقراء واياهم المقصود ايها الاحبة ان العرب كانوا يقتلون البنت وهي حية خشية ان تفتقر ثم تضطر الى بيع عرضها وذلك لفرط غيرتهم كما قال احدهم وعنده بنت يقال لها الجرباء خطبها رجل فقال اني وان سيق الي المهر عبد والفان وذود عشر احب اصهاري الي القبر واخر عنده بنت يقال لها مودة يقول مودة تهوى عمر شيخ يسره لها الموت لو انها تدري واخر يقول اذا تذكرت بنتي وهي تندبني تقول يا بابا يا ابتي فاضت لعبرة بنتي عبرتي بدمي يقول اذا كانت بنتي تبكي تسيل منها الدموع انا استعبر ويسيل مني الدم اذا تذكرت بنتي وهي تندبني فاضت لعبرة بنتي عبرتي بدمي احاذر الدهر يوما ان يلم بها تقول اخشى عليها الفقر اخشى ان تحتاج بعدي احاذر الدهر يوما ان يلم بها فيهتك الستر عن لحم على وضم اخشى عليها فظاظة عم او جفاء اخ وكنت اخشى عليها من اذى الكلم يقول اخشى عليها بعدي ان يجفوها اخوها او عمها وكنت احاذر عليها من الكلمة من نسمات الريح تهوى حياتي واهوى موتها شفقا والموت اكرم نزال على الحرم فالمقصود ايها الاحبة انهم كانوا يفعلون هذا لفرط غيرتهم وهم جاهليون وهذا لا شك انها غيرة في غير محلها. مبالغ فيها. والله عز وجل يقول واذا الموؤدة سئلت باي ذنب قتلت. تسأل تبكيكا للذي قتلها ووأدها واذا نظر الانسان الى حال كثير من المسلمين اليوم حيث ذهبت غيرتهم واصبحت البنت تذهب حيث شاءت وتفعل ما شاءت في كثير من بلاد المسلمين تصاحب من شاءت وتخالط من شاءت وتلبس ما شاءت ويتركونها سارحة بين الذئاب البشرية بحجة الثقة او الحرية ولربما خرجت شبه عارية في برك السباحة وعلى شواطئ البحار وما الى ذلك مما تعلمون واهلها ينتسبون الى الاسلام اين ذهبت غيرتهم واين هم من تلك الغيرة الجاهلية المبالغ فيها فاين اسلامهم واين غيرة الرجولة التي جعلها الله عز وجل فطرة في الادميين فهذا هو الموضع الاول الذي اردت ان اتحدث عنه في هذه الليلة والموضع الثاني وهو في سورة الكهف وهو قوله تبارك وتعالى ولا تقولن لشيء اني فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله واذكر ربك اذا نسيت فان الكثيرين من المسلمين يفهمون الاية على غير مراد الله عز وجل فيظن الواحد منهم انه اذا نسي شيئا واراد ان يتذكره قال لا اله الا الله وليس هذا هو المقصود من هذه الاية ولا تقولن لشيء اني فاعل ذلك غدا. الروايات التي وردت في سبب النزول وهي لا تخلو من ضعف محصلها وخلاصتها ان المشركين في مكة بعثوا الى اليهود في المدينة انتم اهل كتاب اعطونا سؤالات نسأل هذا الرجل نختبره فيها هل هو نبي او لا فقالوا اسألوه عن ثلاثة اشياء اسألوه عن الروح واسألوه عن رجل طواف في الارض وهو ذو القرنين الذي قص الله خبره في سورة الكهف واسألوه عن فتية في غابر الدهر وهم اصحاب الكهف فجاء النظر ابن الحارث وسأل النبي صلى الله عليه وسلم او سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الامور وابن القيم رحمه الله ذكر بان ذلك من قبيل المجمع عليه يعني ان هذا سبب النزول بالاجماع مع ان الروايات لا تخلو من ضعف وعلى كل حال فهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال اخبركم غدا ولم يقل ان شاء الله فتأخر الوحي عنه خمس عشرة ليلة واشتد ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم ثم نزل عليه الوحي في خبر هؤلاء وادبه الله عز وجل بهذا الادب وهو ولا تقولن لشيء اني فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله واذكر ربك اذا نسيت ليس معناه اذا نسيت شيئا من الاشياء قل لا اله الا الله لا واذكر ربك اذا نسيت اي في اثناء قل ان شاء الله تحقيقا لهذه السنة ونقل عن ابن عباس رضي الله عنهما كما هو مشهور عنه انه يصح الاستثناء بعد سنة في اليمين وجاء عن بعض السلف في شهر وفي شهرين ولكنهم ما فهموا مرادهم فابن عباس رضي الله عنه لا يقصد ان الانسان اذا قال والله لافعلن كذا ثم بعد سنة او بعد ستة اشهر او اقل او اكثر يقول ان شاء الله انه لا يحنث لو فعل هذا مراد ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. والمقصود ايها الاحبة ان قول الله عز وجل ولا تقولن لشيء اني فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله ان الانسان اذا اراد ان يعد عدة في المستقبل او ان يتكلم ليخبر عن فعل يريد ان يفعله في المستقبل فان عليه ان يقول ان شاء الله فاذا نسي ذلك فانه غير مؤاخذ بسبب هذا النسيان فعليه ان يقول ذلك تأدبا ولو بعد حين واذكر ربك اذا نسيت. اذا نسيت ان تقول ان شاء الله فقلها اذا تذكرتها هذا هو المعنى والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه