غير صحيح والله تعالى اعلم يبين ذلك ثلاثة مواضع من كتاب الله عز وجل وذلك ان القرآن يفسر بعضه بعضا. فما ذكر في موضع يأتي بيانه في موضع اخر. ومن اجود التفسير ان يبين القرآن بالقرآن فقد بين الله عز وجل ذلك في سورة الاعراف حيث ذكر مادة خلق ابليس في قوله ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا ادم فسجدوا الا ابليس بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فمن الايات التي قد تفهم على غير وجهها في كتاب الله عز وجل ما قصه الله تبارك وتعالى علينا في سبعة مواضع من كتابه وذلك حينما امر الملائكة بالسجود لادم فامتنع ابليس ففي اربعة مواضع في كتاب الله عز وجل ما قد يوهم ان ابليس من جملة الملائكة وذلك في قوله تبارك وتعالى في سورة البقرة واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين والموضع الاخر في سورة الحجر وذلك في قوله واذ قال ربك للملائكة اني خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فسجد الملائكة كلهم اجمعون الا ابليس الا ابليس ابى ان يكون مع الساجدين والموضع الثالث وذلك قوله تبارك وتعالى واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس قال ااسجد لمن خلقت طين في سورة الاسراء والموضع الاخير من هذه المواضع الاربعة وهو في سورة طه في قوله واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس ابى هذه اربعة مواضع لا خامس لها قد يفهم من ظاهرها ان ابليس من جملة الملائكة وذلك ان الله امر الملائكة بالسجود واخبر انهم امتثلوا الا ابليس. فاستثناه ولكن هذا الظاهر او هذا الذي يتوهمه كثير ممن يقرأ هذه الاية ابى الا ابليس لم يكن من الساجدين قال ما منعك الا تسجد اذ امرتك قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته وخلقته من طين فهذا صريح في انه خلق من النار والملائكة لم يخلقوا من النار والموضع الاخر في سورة صاد وذلك في قوله واذ قال اذ قال ربك للملائكة اني خالق بشر من طين اذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين. فسجد الملائكة كلهم اجمعون الا ابليس استكبر وكان من الكافرين قال يا ابليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي استكبرت ام كنت من العاليم؟ قال قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين والموضع الثالث الذي يبين ذلك وهو اصرح من هذا حيث صرح الله عز وجل فيه انه خلقه وهو من جملة جن وذلك في سورة الكهف واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن لربه فهذه الايات الثلاث توضح الاربع السابقة. ومن هنا نعلم ان ابليس ليس من الملائكة وانما هو من جملة وانما هو من جملة الجن وهو ابوهم على قول كثير من السلف فمن بعدهم رضي الله تعالى عنهم وارضاهم. واما الاستثناء في قوله تعالى فسجدوا الا ابليس فان هذا الاستثناء ليس من قبيل الاستثناء المتصل وانما هو هو من الاستثناء المنقطع بمعنى لكن والحقيقة الاستثناء المنقطع هو ما كان المستثنى من غير المستثنى من غير جنس المستثنى منه الاستثناء المتصل ان تقول جاء المصلون الا سعيدا. هذا استثناء متصل. سعيد هو من جملة المصلين والاستثناء المنقطع ان تقول جاء المصلون جاء المصلون الا عربة مثلا او جاء جاءت الكتب الا قنينة. القنينة ليست من الكتب او تقول مثلا جاءت الاوراق الا قلما. القلم ليس من الاوراق فهذا ما يقال له الاستثناء المنقطع تقول جاءت الثياب الا كتابا فهذا يقال له الاستثناء يعني لكن كتابا لم يأتي هذا المعنى وبالتالي فسجدوا الا ابليس فسجدت الملائكة لكن ابليس لم يسجد فهو ليس من جملة ليس من جملة الملائكة والله تعالى اعلم. وهنا فائدة اخرى تبعا والمقصود هو ما ذكرت على كل حال. نجد ان الايات التي تحدثت عنها هذه القضية منها ما اخبر الله عز وجل فيه انه سيخلق ادم في المستقبل ويأمر الملائكة انه اذا عليهم ان يسجدوا له وفي بعض الايات كما في سورة الاعراف نعم اخبر قال ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لادم وفي بعضها انه امرهم بالسجود واذ قال ربك للملائكة اسجدوا لادم فما المراد بهذه الايات؟ هل بينها اختلاف؟ الجواب لا فان الله عز وجل اخبر قبل خلق ادم اخبر الملائكة انه سيخلق بشرا من صلصال من طين ثم قال لهم فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين. اذا سويته ونفخت فيه من روحي يعني ان السجود متى يكون محله؟ بعد نفخ بعد نفخ الروح في ادم صلى الله عليه وسلم. فالله اخبر الملائكة قبل ان يخلقه من طين. وقبل ان ينفخ فيه من روحه اخبرهم انه سيخلقه فاذا خلقه ونفخ فيه من روحه عليهم ان يسجدوا له. فهذا كما في سورة الحجر وفي الموضع الاخر الذي في سورة الاعراف ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا فهذا امر ظاهره انه امرهم بالسجود بعدما بعدما خلقهم وصوره اعطاه الصورة الهيئة التي تخصه يفترق فيها عن سائر المخلوقات وهذا كله لا منافاة بينه فالله اخبر الملائكة اولا انه سيخلق هذا البشر وحد لهم حدا يسجد عنده وهو انه اذا سواه ونفخ فيه من روحه فعليهم فعليهم ان يسجدوا له. هذا آآ والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه