الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فكما وعدناكم ايها الاخوان ان نتحدث في مثل هذه الليالي عن الايات التي لربما تفهم على غير وجهها على غير مراد الله تبارك وتعالى او عما يستشكله كثير من القارئين لكتاب الله عز وجل من الايات وكنا شرعنا في الحديث عن هذا في العام الماضي وتحدثنا عن مثل هذه الايات التي في سورة البقرة وكان اخر ذلك هو قول الله تبارك وتعالى ولله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وبينا الكلام انذاك على المراد بهذه الاية وهل يحاسب الانسان على خطرات النفوس؟ وما يختلج فيها مع ان الله عز وجل كما هو معلوم لا يؤاخذ الانسان الا بما تكلم به او عمل كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تجاوز لامتي عما حدثت به انفسها ما لم تقل او تعمل او كما قال عليه الصلاة والسلام. واليوم وبعد الانتهاء مما يتعلق بسورة البقرة نشرع بالكلام على الايات التي لربما تستشكل او تفهم على غير وجهها في سورة ال عمران واول ذلك هو الاية الخامسة والخمسون وهي قوله تبارك وتعالى اذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي ومطهرك من الذين كفروا. وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة فهذه الاية لربما يستشكل القارئ او كثير من القارئين قضيتين فيها الاولى تتعلق بقوله اني متوفيك والثانية تتعلق بقوله تبارك وتعالى وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة. يعني ان اتباع المسيح عليه الصلاة والسلام سيكون نون ظاهرين على اعدائهم من اليهود مع ما يرد على ذلك مما سنوضحه ان شاء الله تعالى مما يسأل عنه كثير من الناس فابدأ بالشق الاول فقوله تعالى لعيسى عليه الصلاة والسلام اني متوفيك ورافعك الي. من المعلوم المقرر لدى المسلمين في اعتقادهم مما دلت عليه النصوص ان عيسى صلى الله عليه وسلم لم يمت وان الله عز وجل قد رفعه اليه وهو حي وهذا هو الذي يجب اعتقاده ولا يجوز لاحد بحال من الاحوال ان يعتقد سواه ثم ينزل في اخر الزمان ويقتل المسيح الدجال ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ولا يقبل الا الاسلام او السيف ويضع الجزية عليه الصلاة والسلام فما المراد بقوله تبارك وتعالى هنا اني متوفيك ورافعك الي من نظر من اهل العلم الى قضية الترتيب المذكور هنا انه ذكر الوفاة وذكر الرفع بعدها بعضهم قال هذه الاية فيها تقديم وتأخير في اللفظ في اللفظ لان الواو اصلا لا تدل على الترتيب ما هو المعنى عند هؤلاء؟ قالوا المراد بذلك اني رافعك الي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة. ثم بعد ذلك تأتي الوفاة ومتوفيك يعني ان وفاته تكون اخرا تكون في النهاية بعد ما يرفعه الله عز وجل وهذا توجيه ذكره جماعة من اهل العلم ولكن فيما اظن لا حاجة اليه لان القاعدة ان الاصل في الكلام الترتيب ان يكون كما ذكره الله عز وجل على هذا النسق بترتيبه. اني متوفيك ورافعك ليا فما المراد بالوفاة؟ الوفاة لها معنى في اللغة ولها معنى في الشرع اما معناها في اللغة فهي بمعنى الاستيفاء تقول وفيت فلانا حقه يعني اعطيته وافيا توفى كل نفس ما كسبت يعني تعطى جزاءها وافيا غير منقوص اني متوفيك ما المراد به؟ اي مستوفيك روحا وجسدا. ان الله رفعه بروحه وجسده لم يقبض روحه فقط من الاستيفاء استوفاه اليه او ان يكون المعنى على هذا اني متوفيك على معنى الاستيفاء او الايفاء موفيك اجرك كاملا غير منقوص. اني متوفيك ورافعك الي. وهذا فيه بعد والاحسن من هذا كله والله تعالى اعلم هو ان تحمل الفاظ الشارع على المعاني الشرعية ان وجدت وهنا الوفاة لها معنى شرعي معنى الوفاة الشرعي معروف هو مفارقة الروح الجسد بنوعيه النوع الاول الذي هو الموت الموت والنوع الثاني المفارقة الاخرى التي يرتفع معها الادراك دون ان يكون ذلك مفارقة تامة يعني لا يتحول الجسد الى جثة هامدة جماد كما في الوفاة الكبرى وانما الوفاة الصغرى ان يكون ذلك بارتفاع الروح ارتفاعا غيبيا الله اعلم بكيفيته ويكون معه ارتفاع الادراك وهو النوم كما قال الله عز وجل الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في من امها لم تمت في من امها سماه موتى وسماه وفاة الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت يعني حكم عليها الموت ويرسل الاخرى النائمة فالكل يتوفاه الله عز وجل فهذا هو المراد والله تعالى اعلم وهو الذي عليه كثير من المحققين والخلاصة ايها الاخوان ان هذه الاقوال الثلاثة كلها تدور على شيء واحد ينبغي ان يعتقد وهو ان عيسى صلى الله عليه وسلم لم يمت وانما رفعه الله وهو حي وعلى هذا القول الذي ذكرنا رجحانه يكون الله تبارك وتعالى قد رفعه في حال الوفاة الصغرى التي هي النوم القى النوم عليه ورفعه الى العالم العلوي الى الملأ الاعلى وقد رآه النبي صلى الله عليه وسلم كما هو معلوم لكن الذي يجب ان نعتقده ان عيسى لم يمت وسيموت في اخر الزمان بعد ما ينزل. هذه هي هذه هي الخلاصة. بقيت الجزئية الثانية اتكلم عنها فالغد باذن الله عز وجل واسأل الله ان ينفعنا واياكم بالقرآن واسأل الله ان