الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فكنا نتحدث عن قوله تبارك وتعالى بالاية الخامسة والخمسين من سورة ال عمران. وذلك في قوله جل جلاله اذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة الى اخر ما ذكر الله عز وجل وقد فرغنا من الحديث عنها ومن اجل الا يكون تكرار فان مما يستعان به على فهمها ما ذكره الله الله عز وجل في سورة النساء في اواخرها وذلك في الاية السابعة والخمسين بعد المئة وذلك في قوله تبارك وتعالى فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم. الى قوله تبارك وتعالى لا وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما. وقولهم انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن وما قتلوه يقينا. بل رفعه الله اليه هذه الاية توضح الاعتقاد الصحيح في هذا الموضوع. بعد ذلك ننتقل الى الاية الثالثة والسبعين من السورة نفسها من سورة ال عمران وذلك في قوله تبارك وتعالى عن اليهود واذ قال الطائفة من اهل الكتاب يعني اليهود امنوا بالذي انزل على الذين امنوا وجه النهار. يعني اوله وقيل له وجه النهار لانه احسنه واحسن الشيء يقال له وجهه وجه النهار واكفروا اخره لعلهم يرجعون. فهذه خطة من اجل ان يثبتوا اهل الايمان. فاذا رآهم الناس قد امنوا قالوا هؤلاء اهل علم واهل كتاب وقد دخلوا في الايمان ثم بعد ذلك في اخر النهار يعلنون الردة. فيقول الناس ما تركوه الا لعلمهم انه باطل فليس هذا هو المقصود امنوا بالذي انزل على الذين امنوا وجه النهار واكفروا اخره لعلهم يرجعون. ولا تؤمنوا الا ال من تبع دينكم قل ان هدى الله هو الهدى ان يؤتى احد مثل ما اوتيتم او يحاجوكم عند ربكم. قل ان الفضل بيد الله الى اخر ما ذكر الله عز وجل فهذه الاية ما معناها ولا تؤمنوا الا لمن تبع دينكم قل ان الهدى هدى الله ان يؤتى احد مثل ما اوتيتم فهذه الجملة هي جملة اعتراضية من كلام الله عز وجل دخلت في ثنايا كلامهم الله عز وجل يقول عن هؤلاء انهم قالوا امنوا بالذي انزل على الذين امنوا وجه النهار واكفروا اخره لعلهم يرجعون. اي من اجل ان يرجعوا عن دينهم. ولا الا لمن تبع دينكم قل ان الهدى هدى الله هذا من كلام الله عز وجل. فاذا اردنا ان نسمع كلامهم متصلا فانه يكون هكذا ولا تؤمنوا الا لمن تبع دينكم ان يؤتى احد مثل ما اوتيتم. او يحاجوكم عند ربكم قل ان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء الى اخر ما ذكر الله عز وجل. وكيف يكون المعنى بهذا الاعتبار؟ يكون هكذا ولا تؤمنوا الا لمن تبع دينكم اي لا تنقاد وتذعن وتصدق الا لمن كان يهوديا واما هذا الذي بعثه الله عز وجل من العرب فقد حسدوه كما قال الله عز وجل ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا يستفتحون يعني انهم كانوا يقولون سيبعث نبي ونقتلكم معه قتل عاد وارم نستأصلكم يستفتحون يعني يطلبون النصر يستنصرون به على الذين كفروا يعني على العرب من الاوس والخزرج فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين. بئس ما اشتروا به انفسهم ان يكفروا بما انزل الله باغيا ان ينزل الله من فضله يعني الوحي والنبوة على من يشاء من عباده فباؤوا بغضب يعني رجعوا بغضب على غضب فالمقصود ان هؤلاء حسدوا النبي صلى الله عليه وسلم وحسدوا العرب فقالوا لا تؤمنوا اي لا تصدقوا وتنقادوا الا لمن كان يهوديا هذا من العرب لا تؤمنوا له لان هذا رفعة له ولقومه. لا تؤمنوا الا لمن تبع دينكم. لاحظ اذا وصلنا كلامهم ان يؤتى احد مثل ما اوتيتم. يعني كراهة ان يؤتى احد مثل ما اوتيتم من النبوة والكتاب والوحي والكتاب كان ينزل على بني اسرائيل حتى نقل الله ذلك منهم الى هذه الامة. كراهة ان يؤتى احد مثل ما اوتيتم فتستووا معه الله يرد عليهم يقول قل ان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء ام يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله فقد اتينا ال ابراهيم الكتاب والحكمة واتيناهم ملكا عظيما فهذه الايات كلها تدل على هذا المعنى ومن اهل العلم من قال بان المعنى ولا تؤمنوا الا لمن تبع دينكم اي لا تثقوا وتطمئنوا فتظهروا ما عندكم من علوم واخبار وحقائق لغير اهل دينكم فيستوون معكم في العلم او يحتجون بذلك عليكم في المآل عند الله عز وجل. يقولون هذا موجود في كتبكم هذا موجود في كتبكم والنبي صلى الله عليه وسلم قال لهم في يوم لما قال لهم في يوم قريظة يا احفاد القردة والخنازير ذكر بعضهم لبعض عاتب بعضهم بعضا قالوا ما قال لكم هذا الا لانكم انتم اظهرتم هذه الحقائق ان بعضكم قد مسخ الى قردة وخنازير فما الذي ادراهم يحتجون عليكم بمثل هذه الامور فهذا معنى ذكره بعض اهل العلم واختيار الحافظ ابن كثير والذي اظنه ان الاول اجود منه لدلالة الايات التي ذكرتها انهم فعلوا ذلك لم يؤمنوا لانهم حسدوا النبي صلى الله عليه وسلم وحسدوا العرب ان تنتقل الرسالة اليهم. اما المعنى الثاني فهو هكذا لا تؤمنوا لا تطمئنوا وتثقوا فتظهروا ما عندكم الا لاتباع دينكم الا لمن تبع دينكم لماذا؟ كراهة ان يؤتى احد مثل ما اوتيتم او يحاجوكم عند ربكم. يعني يقولون يستوون معكم في العلم او يحتجون بهذه المعلومات عليكم عند الله عز وجل ان يؤتى اي كراهة ان يؤتى احد مثل ما اوتيتم. او يحاجوكم عند ربكم لا تفعلوا لان لا يقع ذلك لئلا يؤتى احد مثل الذي اعطيتم من الوحي والنبوة او يحتجون بهذا عليكم عند الله جل جلاله فهذا مختصر وملخص لما يمكن ان توضح به الاية من اقوال السلف رضي الله تعالى عنهم وارضاهم واسأل الله عز وجل ان ينفعنا