السلام عليكم يوم امس ارسلت هذه الرسالة الى جميع المضافين على قائمة الرسائل الجماعية عندي في الواتساب. وقد تعمدت ان بهذا الترتيب فبدأت الرسالة باربع عبارات عتبان عليك لعدم تفاعلك مع رسايلي ليش تتكبر علينا؟ رد علينا يا دكتور الظاهر ماحن قد المقام. بعد ذلك قلت تصلني انا هذه العبارات فتحرق قلبي لانه قلب شاعر محب محب لكم جميعا فعذرا ان قصرت ولكنني بالفعل عاجز عن الرد على جميع الرسائل بهذه العبارة اصبحت رسالة في غاية الوضوح. هذه العبارات تصلني وتؤثر علي وانا اعتذر عن تقصيري لاني لا استطيع ان ارد على جميع وارجو ممن يزعجه ذلك ان يعذرني او يأمرني باستبعاد رقمه من الرسائل الجماعية ثم ختمت بهذه الدعوة الطيبة وبدأت في تلقي الردود وتحليلها. وصلني اكثر من الف رد. كانت النتيجة على النحو الاتي في المية فهموا مرادي من هذه الرسالة وردوه بانا نعذرك اذا ما رديت علينا واعذرنا اذا ما ردينا عليك. عشرة في المئة لم افهموا مرادي من هذه الرسالة وليس السبب في ذلك اه متعلقا بالمستوى العلمي فجميعهم مستوياتهم علمية عالية ولكن هناك تفسير اخر ظهر لي من ردودهم وهو انهم قرأوا السطر الاول او السطر الثاني فقط واهملوا بقية الرسالة وبدأوا في الرد. فجاءت الردود لك العتبة حتى ترضى. والله ما نرضى علينا ابشر بالحق والله انا نتفاعل مع رسايلك دايم والله ما عندنا كبر والله ما في قلبي مثقال ذرة من كبر الكبر لله وحده فاتضح انهم قرأوا السطر الاول او السطر الثاني وبدأوا الرد دون ان يكملوا بقية الرسالة وهنا مشكلة وفي هذه القصة وهذا الاستطلاع مجموعة من الفوائد. الفائدة الاولى ان التواصل بين الناس كان الى وقت قريب آآ تواصلا باللغة المنطوقة المباشرة او عن طريق الهاتف. ثم فجأة اصبحت نتواصل بالكتابة مع وجود وسائل التواصل المجتمعي واصبحنا نكتب يوميا مليارات الرسائل مكتوبة في جميع دول العالم. ولم يصاحب ذلك الوعي اللازم بالفرق بين اللغة المنطوقة واللغة المكتوبة وهي الفائدة التي اريد ان ابينها لكم حين تقرأ الرسالة فان اللغة تدخل من عينيك الى العقل فهنا مدخل لغوي ولكن هذا المدخل اللغوي الذي يكون المعنى في الذهن ينافسه مجموعة من المدخلات. اهمها المدخل النفسي واهم ما في المدخل النفسي هو علاقة المرسل بالمستقبل. لذلك انا على ثقة ان العشرة في المئة هم من المحبين لذلك هذه الكلمة استفزتهم فطغى الجانب النفسي على المدخل اللغوي وبدأوا مباشرة في تبرير هذا العتب الذي ارسلته اه لهم وهذا ادى الى هذا الخلل. هناك عدة مدخلات تكون المعنى لان المعنى لا يتكون بالمدخل اللغوي وحده طيب ما الحل هناك واجب على المرسل وواجب على المستقبل. اما واجب المرسل فهو ان يجعل صدر الرسالة يلخص الرسالة كلها وان يكون الطف ما في الرسالة في اولها لان اول الرسالة توجه الفهم لذلك لو نقلت هذا الجزء الى هنا لا زال هذا سوء الفهم الذي حدث هنا. واما بالنسبة الى المستقبل فعليه ان يصبر قليلا يقرأ الكلام كاملا قبل ان يرد حتى نتحاشى الكثير من الخلافات والمنازعات