الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم فان قلت وكيف يتحقق الايمان وبالملائكة فاقول يتحقق الايمان بالملائكة اذا امنت بعدة امور. الامر الاول ان تؤمن بانهم موجودون فالايمان بوجودهم شرط في الايمان بهم. فتؤمن بان الله عز وجل قد خلق عالما غيبيا اسمه عالم الملائكة. وقد تواترت الادلة في اثبات وجودهم. من ذلك مثلا قول الله عز وجل الحمد لله فاطر السماوات والارض ايش؟ جاعل الملائكة رسلا اولي اجنحة. والادلة في ذلك كثيرة. وقال الله عز وجل وجعلوا الملا ملائكة الذين هم عباد الرحمن اناثا. اشهدوا خلقهم فهم من جملة من خلق الله عز وجل في هذه في هذا الكون الامر الثاني ان تؤمن بمن سماه الله عز وجل في في النصوص باسمه ومن لم يسمه الله عز وجل فيكتفى فيه بالايمان العام المجمل. فنؤمن بان هناك ملاك يقال له جبريل بجبريل ونؤمن بهذا الاسم. وميكائيل واسرافيل وملك الموت. ورضوان ومالك. ومنكر ونكير فهؤلاء سماهم الله عز وجل. فكل ملك سماه الله عز وجل فنؤمن به باسمه. اي ايمانا زائدا على الايمان المجمل الامر الثالث ان نؤمن بما ورد في الكتاب والسنة الصحيحة من صفاتهم العظيمة فقد خلق الله عز وجل الملائكة على صفات عظيمة. فمن كمال الايمان بهم ان نؤمن بصفاتهم ايضا. فمن صفاتهم ان ان لهم اجنحة ومن صفاتهم انهم صمد لا يأكلون ولا يشربون. ومن صفاتهم انهم دائبون في عبادة لله عز وجل لا يفترون يسبحون الليل والنهار. لا يملون ابدا. ومن صفاتهم انهم اعداد كثيرة لا يحصيهم عدا الا الله عز وجل. ودليل كثرة عددهم قول النبي صلى الله عليه وسلم اطت السماء وحق لها ان تئط ما من موضع اربع اصابع الا وفيه ملك ساجد او راكع. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في بيان حقيقة البيت المعمور قال يدخله كل يوم سبعون الف ملك. لا يعودون اليه الى اخرهم. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى يوم القيامة بجهنم لها سبعون الف زمام مع كل زمام سبعون الف ملك. فلو ظربت سبعين الف ملك في سبعين الف زمام لوجدتها اربعة وتسعمائة مليون ملك. هؤلاء الملائكة الموكلون بي جر النار فقط فإذا هم اعداد كثيرة لا يحصيهم الا الله عز وجل. وقد نزل عدد كبير منهم في غزوة بدر وهم خمسة الاف ونزل منهم اعداد في غزوة احد وهم الف ايها الاخوان ان الملائكة عدد كثير لا يحصيهم الا الله هذا من صفاتهم. ومن صفاتهم انهم يتمثلون بصور البشر بمشيئة الله عز وجل. فقد تمثل جبريل عدة مرات وجلس بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الاسئلة فقال ذلك جبريل جاء يعلمكم دينكم. وكان كثيرا ما يأتي على صورة دحية الكلب رضي الله تعالى عنه وارضاه. وقد تمثل الملائكة على صورة اضياف لما نزلوا على نبي الله ابراهيم. لما جاءوا لتدمير القرى اللوطية. اليس كذلك؟ فظنهم من البشر فقدم لهم عجلا سمينا فلما تبين انهم من الملائكة والملائكة ما تأكل فما مدوا ايديهم الى الطعام. فكل صفة وردت للملائكة فالواجب علينا ان نؤمن بها نعلم معناها ونكل كيفيتها الى من؟ الى الله عز وجل. ومن جملة ما يدخل في الايمان بالملائكة ان نؤمن باعمالهم الموكلة لهم من قبل الله عز وجل. فمنهم الموكل بالوحي وهو جبريل ومنهم الموكل بالقطر والنبات وهو ميكائيل ومنهم الموكل بالنفخ في الصور وهو اسرافيل ومنهم ملائكة موكلة جبال ومنهم من ملائكة الموكلة بتقليب النطفة في رحم المرأة بالاجنة والنفخ فيها وغير ذلك فاذا تم لك ذلك فتكون قد امنت بالملائكة. والقاعدة في باب الملائكة تقول عالم ملائكة عالم غيبي. فلا نثبت لهذا العالم الا ما اثبته النص. ولا ننفي عن هذا العالم الا ما نفاه النص وما لم يأتي النص باثباته ولا نفيه فلا حق لاحد ان يثبته او ينفيه لان ما كان من قبيل الغيب فلا يجوز لنا ان نتعرض له اثباتا او نفيا. وقد اجمع المسلمون على ان الملائكة عباد مربوبون لا حق لهم في شيء من التعبد ابدا. فالملائكة ما تصلح ان تكون ربا ولا تصلح ان تكون الها من دون الله عز وجل. ودليل بطلان الهيتها الكتاب والسنة والاجماع. اما الاجماع فقد مضى. واما الكتاب فقول الله عز وجل حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا؟ قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير. ووجه بطلان الالهية الملائكة من عدة اوجه الوجه الاول انهم يصيبهم الفزع والرب لا يصلح ان يصيبه الفزع وانه يصيبهم الغشي. والرب لا يصلح ان يكون مصابا بشيء من ذلك. ولان يجهلون ماذا قال ربهم. فاحتاجوا الى السؤال ماذا قال ربنا فلو كانوا الهة واربابا لما احتاجوا الى هذا السؤال. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا قضى الله الامر في السماء ضربت الملائكة باجنحتها خضعانا لقوله كانه سلسلة على صفوان خذهم ذلك حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير فالذين يعبدون الملائكة او يعتقدون انهم بنات الله هؤلاء كفار مشركون. فالملائكة ليس بينهم وبين الله نسب. ولا قرابة ولا ولادة. ولا يستحقون شيئا من معاني الالوهية. ولا من معاني الربوبية فمتى ما امنت بذلك فقد امنت بحقيقة الملائكة