جزاكم الله خيرا الحمد لله رب العالمين وبعد. الجواب الكلام على هذا السؤال في جمل من من الفروع الفرع الاول ان العدل من اوجب واجبات الشرع وعليه مدار الدين والملة اسلامية بل وعليه مدار قيام السماوات والارض. فانه ما قامت السماوات والارض الا بالعدل وما البلاد الا بالعدل. ولا قيام للمجتمعات والاسر. الا بالعدل بل لا قيام للانسان فيما يخص نفسه الا تقرر عند العلماء ان الحقوق بين الاولاد ووالديهم ليست مبناها على المعاوضة. بل مبناها على الاحسان بر وامتثال امر الله عز وجل بالاحسان والبر للوالدين. فنحن نحسن اليهما من باب الوفاء لهما الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليكم بيني ووالدي واخواني من الاب الذين تربيت معهم بعد طلاق والدتي سببه المال حيث ان ابي قام بنقل ملكية املاكه لزوجته التي في حكمه الان بحجة حرمان الاولاد من الزوجات الاخرى لكرهه لهم وقد قالها صراحة لزوجته واولاده وبحضوره يقول وبعد مصارحته لابي بان هذا الفعل ظلم لباقي الاولاد ولا يجوز غضب لاتهامهم بالظلم. وهو يعتبر ان لديه منفذا بانها هبة للزوجة. يقول الخوف الان من في كبيرتين العقوق والقطيعة. اخوتي يرفضون زيارتي لهم في منزلهم. ويقولون يكفي رؤيتك في المناسبات. واذا انت تريد صلة والدك سلم عليه في الشارع. وابي يقول كان يسلم علي وهو كاره. والان لي قرابة الشهر كلما صليت معه في المسجد يرفض السلام علي. وعندما يراني قادم يتهرب. هل يجوز ترك السلام على والدي واخوتي الا في المناسبات بالعدل فالعدل من اكبر مقاصد الشريعة في العقيدة والعمل والتعبدات وغيرها من شؤون الحياة والدين. فمتى ما جانب شيء العدل فسد نظامه قال الله عز وجل ان الله يأمر بالعدل والاحسان. وقد اوجب الله عز وجل العدل مع والمخالف. فقال الله عز وجل فلا تتبعوا الهوى ان تعدلوا. وقال الله عز وجل ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوه هو اقرب للتقوى. فلا يجوز ان يحمله حبه لاحد منا الناس ان يجانب العدل. ولا يجوز للانسان ان يحمله بغض احد من الناس ان يجانب فيه العدل. فالعدل واجب في كل احوال الانسان سواء في غضبه او في رضاه ففي غضبك ايها الانسان يجب ان تعدل. وفي رضاك ايها الانسان يجب ان تعدل. وفي محبتك يجب ان تعدل وفي بغضك يجب ان تعدل. وفي قربك يجب ان تعدل وفي بعدك يجب ان تعدل. وكما ان العدل واجب في كل حالات الانسان فكذلك الظلم حرام في كل حالات الانسان. يقول الله عز وجل اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. ويقول النبي ويقول الله تبارك وتعالى قبل ذلك ولا يظلم ربك احدا. والله عز وجل لا يحب الظالمين. ولا يهدي كيد الخائنين من الظالمين ولا يحب الظلم ونزه نفسه عن الظلم. يقول النبي صلى الله عليه وسلم واتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة. ويقول صلى الله عليه وسلم محذرا من دعوة المظلوم واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب فالعدل واجب من الاب تجاه ابنائه. وواجب على الابناء تجاه والدهم. وواجب على تجاه رعيته وواجب على الرعية تجاه حاكمهم. وواجب على الانسان تجاه عبادة ربه واجب على الانسان تجاه نفسه. فزين الحياة انما هو في العدل. وشينها انما هو في مجانبة العدل والجنوح الى الظلم فوصيتي لهذا الاب الكريم ان يعدل بين اولاده وان يتقي الله عز وجل فيهم وان يتعامل معهم تعامل الاب الرؤوم ان الرؤوم الرحيم الشفيق الحنون. لا تعامل الغلظة والجفاء والظلم والعدوان حتى وان ابغضهم او ابغض امهم فانه لا يجوز له ان يحمله بغضه لاولاده من الزوجة الاولى او من احدى زوجاته على ان يظلمهم في تعامله او ان يبخسهم في حقوقه يقول الله عز وجل ولا تبخسوا الناس اشياءهم. فعليه ان يتقي الله وان يتراجع عما عزم عليه. او عما فعله من زوجته الحالية جميع ممتلكاته. فان هذا فيه ظلما عظيما لاولاده من الزوجات الاخرى فلا يجوز للاب ان يفعل ذلك لا سيما وانه قد صرح بنية حرمان بقية اولاده من زوجاته الاخرى من ميراثه وماله فهذا من الظلم العظيم الذي لا يحبه الله. فعليكم ان تنصحوا هذا الوالد الكريم تراجع عن هذا الامر لان العدل بين الاولاد من واجبات الشريعة. في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهم ان اباه اتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اني نحلت ابني هذا غلاما فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اكل ولدك نحلته مثل هذا؟ قال لا يا رسول الله. قال فارجعه وفي رواية انطلق بابي الى النبي صلى الله عليه وسلم ليشهده على صدقتي. فقال اكل ولدك فعلت به مثل هذا قال لا والله يا رسول الله. قال اتقوا الله واعدلوا بين اولادكم. وفي رواية ايسرك يكون لك في البر سواء؟ قلت نعم. قال فلا اذا. وفي رواية قال النبي صلى الله عليه وسلم اشهد على هذا غيري فاني لا اشهد على جور. فسمى النبي صلى الله عليه وسلم تخصيص الوالد بالعطية لاحد اولاده ظلما مجانبة للعدل وجورا وابى ان يشهد على عليها النبي صلى الله عليه وسلم لانها من الظلم. وهو لا يشهد على الجور والظلم صلى الله عليه وسلم فهبة الوالد لاحد زوجاته ما له كله حتى تنتفع به هي واولادها. فيما يحرم بقية الزوجات واولادهن فان هذا والله العظيم من الظلم العظيم الذي لا يحبه الله تبارك وتعالى ان كان كانوا في السؤال كما ذكرت ايها السائل الكريم فما فعله والدك ظلم عظيم ومجانب للعدل. نسأل الله ان يهديه وان يشرح صدره للرجوع عن هذا الامر الفرع الثاني اعلم رحمك الله ان صلة الارحام واجبة وان بر الوالدين من اوجب الواجبات بعد حق الله عز وجل فمهما فعل الوالدان باولادهما فلا يجوز للاولاد ان يقصروا في حقوق والدهم او والدتهم. فان حيث ربونا ونحن صغار. وامرنا الله عز وجل بالاحسان والبر وحرم لهما وحرم عقوقهما فمهما قصر الوالدان في حقوقنا فلا يجوز لنا ذلك فلا يجوز ان يحملنا ذلك. على ان نقصر في حقوق والدينا فاتق الله ايها الولد انت واخوانك جميعا ذكورا واناثا في والدكم. حتى وان قصر في نفقتكم فاتقوا الله حتى وان وهب تلك الزوجة ما له كله فاتقوا الله فيه. فان العلاقة بينكم ليست علاقة مال اذا ذهب ذهب البر بل هي علاقة تعبد وامتثال لامر الله في بره والاحسان اليه. واسمع الى قول الله عز وجل عن الوالدين المشرك الذين يأمران ولدهما بالكفر بالله وهذا اعظم العقوق من الوالدين لاولادهما وان جاهدا على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما. لكن الله عز وجل مع نهي الولد عن والديه في الشرك قال له وصاحبهما في الدنيا معروفا. اي لا يحملك امرهما لك بالشرك ان تسيء تعاملهما بل اقتصر على عدم طاعتهما فقط. لانهما امراك بمعصية ولا معصية ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق لكن احسن اليهما وبرهما واعرف حقوقهما واقض حوائجهما وصاحبهما في الدنيا بالمعروف والاحسان والبر فعليكم ان تبروا بوالدكم حتى وان قصر معكم او مع والدتكم فلا يجوز لكم ان تسيئوا له لا بقول ولا بفعل ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر. الفرع الثالث من من واجبات الشريعة صلة الارحام فلا يجوز لك ايها السائل ان تقطع احدا من اخوانك سواء من امك وابيك او من امك فقط او من ابيك فقط. سواء اكانوا اخوة اشقاء او لام او لاب. لا يجوز لك ان تقطعهم وان تقتصر على الاتصال معهم في المناسبات فقط. بل عليكم ان تتواصلوا فيما بينكم وان تتآلفوا وان تسدوا ابواب حظوظ الشيطان من قلوبكم وان تصلحوا ذات بينكم. وان تتقوا الله عز وجل في ارحامكم الا تقطعوها. يقول الله عز وجل واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام. ويقول النبي صلى ويقول الله عز وجل ايضا فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله فاصمهم واعمى ابصارهم والرحم شجنة من الرحمن لما خلقها الله عز وجل تعلقت بالعرش وقالت هذا مقام العائد الاعذ بك من القطيعة. فقال الله لها الا ترضين ان اصل من وصلك وان اقطع من قطعك؟ قالت بلى رظيت فقطع الارحام محرم وكبيرة من كبائر الذنوب فاتقوا الله في هذه الامور الثلاثة التي بينتها لكم. اما ابوك عليه ان يتقي الله في العدل بينكم. واما انتم فعليكم ان تتقوا الله في والدكم والاحسان اليه. وعليكم ان تتقوا الله في صلة الارحام فيما بينكم والا تقطعوها والله اعلم