فهناك حقان حق لله الذي صان عرض المسلم ومنع من الظلم وجعله محرما. وحق للمظلوم فما كان من حق الله جل وعلا فتمحوه التوبة الصادقة وما كان من حق العبد يقول وعد الله سبحانه وتعالى بالمغفرة والتوبة للذي بينه وبين عبده ان هو تاب ورجع لكن الذي يشكل علينا كثيرا ما نسمعه عن حقوق العباد كيف تكون التوبة عنها اقصد منها مكانا غير متمكنا للرد للحقوق كيف نتوب مثلا عن السب او الشتم او الغش او الكذب فيما بيننا وبينهم خصوصا ان هذه الامور تحصل في حياة بعض الناس في كل يوم ولا حول ولا قوة الا بالله ومن هؤلاء من لا يمكن الوصول اليه فكيف التوبة عن مثل هذه الحقوق هل يعيش الانسان معذبا طول حياته من اجل التوبة عن هذه الامور؟ مع ان الله سبحانه وتعالى غفور رحيم وعده بالمغفرة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي شرع لعباده ما ينجيهم من عذابه وحذرهم مما يوقعهم في عذابه ويسر عليهم جل وعلا وسهل ما جعل عليهم في الدين من حرج وفتح باب التوبة لعباده ووعدهم بالمغفرة فقال وهو اصدق القائلين وقل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم وانيبوا الى ربكم واسلموا له يقول جل وعلا واني لغفار لمن تاب يخبر نبيه صلى الله عليه وسلم عن مكفرات الذنوب وهي كثيرة وحقوق العباد لها شأن اخر تنفع فيها التوبة لان من ارتكب خطأ بحق عبد من عباد الله حق العباد فلا بد من ادائه يقول النبي صلى الله عليه وسلم لتعدن الحقوق يوم القيامة حتى يقاد للشاة ويقول عليه افضل الصلاة والتسليم من كانت عنده لاخيه مظلمة من ارض او مال فليستحله في الدنيا كلمة نحوها وجاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله ارأيت ان انا قاتلت في سبيل الله حتى قتلت وانا مقبل غير مدبر اتكفر عني خطاياي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم فانصرف الرجل فلما ادبر ندى فرجع وقال كيف قلت فاعاد المقالة فقال نعم الا الدين فانه اخبرني به جبريل انفا ويقول عليه افضل الصلاة والتسليم ما تعدون المفلس قالوا المفلس فينا من لا درهم عنده ولا متاع قال ان المفلس من امتي من يأتي يوم القيامة باعمال وذكر الصلاة والزكاة اعمال ثم يأتي وقد ضرب هذا وانتهك عرظ هذا وسفك دم هذا واخذ مال هذا فيؤخذ لهذا من حسناته وهذا من حسناته فينفني ما عليه يعني من التبعات من المغانم والا اخذ من سيئاتهم فطرح عليه ثم طرح في النار الانسان اذا قدر لا تبرأ ذمته الا ان يقوم بما يقدر عليه ان كان في عرظ تحله ان خشي فتنة وكانت خشيته في محلها دعا له واخبر من انتهك عرضه عندهم انه قد اخطأ هذا اذا كان قال فيه ما لم يفعل وان كان قال فيه ما هو فيه حقا فهي غيبة ولعل الاكثار من الدعاء يمحوها ثم اذا كان الانسان الانسان كثير الوقوع في الناس ولم يستطع ان يمنع نفسه من هذا السوء فليكثر من الاعمال الصالحة حتى اذا جاء يوم القظاء والتقاظي واذا عنده حسنات يمكن ان تغطي ما عليه ثم يبقى عفو الله جل وعلا والله عفو كريم الحذر الحذر من انتهاك اعراض الناس ومن الواقعة فيهم والحذر الحذر من الظلم باكل اموالهم او سفك دمائهم او شاهدت الزور عليهم فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم السبع الموبقات لما بدأ يعدهن قال الشرك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا صلى الله عليه وسلم ثم جلس تحفز تهيأ قال الا وشهادة الزور الا وقول الزور فقوله الا وشهادة الزور واضح انها في الشهادة الكاذبة لنصرة صديق او رفيق او قريب او لايذاء المشهود عليه فيشهد بباطل وقوله هو قول الزور اشمل من شهادة الزور من قول الزور الغيبة النميمة الطعن في اخلاق الانسان او غير ذلك مما يؤذيه فهي اشمل من كادت الزور تدخل شاة زور وتدخل معها انواعا من الاساءات والمظالم فليحذر المرء واذا عجز عن صياغة نفسه فليكثر من الدعاء اه لمن ظلم ومنتهك اعراضهم وليتصور عندما يقف الناس للحساب وهو يرى حسناته تسلب واحدا تلو الاخرى او يرى مع ذلك جلب السيئات عليه ليطرح في النار يتصور ذلك الموقف فنسأل الله ان يهدينا سواء السبيل. نعم