الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول السائل احسن الله اليكم اليهود والنصارى كفار والكفار يجب بغضهم وعدم موالاتهم. ولكن المسلم اذا تزوج بيهودية او نصرانية لابد ان يكون بينهم حب ومودة فكيف يكون ذلك؟ الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر عند العلماء ان ما كان من طبائع البشر وفطرتهم ان ما كان من طبيعة البشر ومقتضى فطرتهم فانه لا يلام الانسان عليه. فالمحبة التي تكون بين الولد المسلم وابيه الكافر. هذه محبة فطرية طبيعية ليست محبة من اجل دينه الباطل. وكذلك اذا تزوج المسلم بيهودية او نصرانية فانه لا بد وان يحبها اذا احسن اليه ولكن حبه الصادر من قلبه لها ليس حبا من اجل دينها او عقيدتها الفاسدة. حتى يقع في الاثم وانما هو حب طبعي جبلي فطري لا يلام الانسان عليه. كما لو ان الاب مسلم والولد كافر فانه لا بد ان يكون في قلب الاب عاطفة لولده الكافر. ولكنها عاطفة ابوة فهي عاطفة فطرية طبيعية جبلية لا يلام الاب عليها والعكس بالعكس وكذلك اخوك من امك وابيك اذا كان كافرا وانت مسلم فلابد لزاما ان تجد في قلبك ميلا له ومحبة فهذه فهذا ميل طبيعي جبلي فطري لا يلام الانسان عليه. فان قلت وما المحبة الممنوعة والمودة الممنوعة؟ فنقول انما هي المحبة والمودة الدينية انك توادهم من اجل دينهم وتحبهم من اجل عقيدتهم الفاسدة فهذا امر محرم. قد فصله الله وجل وقطعه واوجب بيننا وبين الكفار المعاداة المطلقة والبغظاء المطلقة والمصارمة المطلقة والبراءة المطلقة فانه لا يتم توحيد العبد الا بالبراءة من الشرك واهله. كما قال الله عز وجل عن ابراهيم ومن امن معه قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه. اذ قالوا لقومهم انا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم. وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده. فهل يا ترى ان ابراهيم قد قطع المحبة الفطرية فيما بينه وبين ابيه الجواب لا لكنه قطع المحبة الشرعية فلا محبة شرعية بينهما ولا مودة شرعية بينهما. بل ليس بينهما بمقتضى الشرع الا كمال البغض وكمال العداوة وكمال المصارمة والبراءة. لكن كون الانسان يصدر منه محبة لزوجته اليهودية او النصرانية وهي هبة فطرية طبيعية جبلية فهذا لا يلام الانسان عليه. فلابد ان تفرق بين هذا وهذا بارك الله فيك. وقريب من هذا ان الانسان يخاف من الجن خوفا طبيعيا جبليا فطريا. فهل يعتبر انه صرف الخوف لغير الله عز وجل فيكون مشركا؟ الجواب لا كذلك الانسان يخاف خوفا طبيعيا فطريا جبليا من الذئب. والسبع والنار والحية. فخوفه منهن انما هو خوف في لي ينجبلي طبعي لا يلام الانسان عليه. كما قال الله عز وجل عن موسى ففررت منكم لما خفتكم. فقد خاف فرعون وقومه فهل خوف موسى منهم يعتبر شركا بالله عز وجل معاذ الله من ذلك. فاذا لا بد ان ان نفرق بين ما يكون داخلا في حد العبادة وما ليس داخلا في حد العبادة. وبالتفريق بين الحب الطبعي والحب الديني الشرعي ينحل عندك الاشكال ويزول الامر ان شاء الله والله اعلم