الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليك. كيف نجمع بين بين ان دين الاسلام جاء لنبذ العصبية وانه دين المساواة ولا فرق بين واعجمي الا بالتقوى مع العلم يقول انه يوجد هناك بيع للعبيد ويوجد جواري واماء الحمد لله لا ينبغي ان يشكل عليك ايها السائل شيئا من ذلك بارك الله فيك ويجب عليك اذا رأيت ما يشكل عليك في مثل هذه المسائل ان ترد الامر المتشابه الى الامر المحكم وهو عظمة الاسلام وانه دين الله وشريعة الله فالدين دين الله ولا يمكن ان ينزل من الله عز وجل في ولا يمكن ان يشرع الله في دينه الا كل مصلحة فمتى ما اشكل عليك شيء من النظر في ذلك او اورد عليك شيء او اورد عليك احد شيئا من مثل هذه الشبه؟ فرد الامر المحتمل الى الامر الصريح والامر المتشابهة الى الامر المحكم ينكشف لك الجواب باذن الله. فيجب عليك ان تعظم الاسلام في قلبك التعظيم المطلق الكامل لانه دين الله يقول الله عز وجل ان الدين عند الله الاسلام فالشريعة كلها كاملة وهي خير كلها ومصلحة كلها. وحكمة كلها وعدل كلها. ورحمة كلها فاذا اشكل عليك فرع من الفروع فرد هذا الامر المشكل الى هذا الامر الصريح المحكم. فالدين الاسلامي هو دين الله عز جل. والشريعة شريعة الله تبارك وتعالى. والله هو الحكم العدل الذي لا يمكن ان يأمر بظلم ولا يشرع بظلم. يقول الله تبارك وتعالى وما ربك بظلام للعبيد؟ يقول الله عز وجل ولا يظلم ربك احدا هذا من باب الاجابة الاجمالية. واما من باب الاجابة التفصيلية فاقول اذا اورد عليك احد مثل هذه الشبهة فاجب بعدة اجوبة الجواب الاول ان الاسلام فرض العدل حتى مع العبيد. وفرض حسن التعامل حتى مع من يسمون الارقاء والاماء. فقد امر الاسلام بالعدل معهم وعدم تعييرهم لا بعبوديتهم ولا ولا باشكالهم ولا بغير ذلك. ففي الصحيحين من حديث ابي ذر رضي الله تعالى عنه انه عير رجلا بامه فقال يا ابن السوداء. فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا ابا ذر اعيرته بامه انك امرؤ فيك جاهلية اخوانكم خولكم. فسماهم النبي صلى الله عليه وسلم اخوانا لنا. مع مع انهم ارقاء واماء الا ان الاسلام سماهم اخوانا لنا. اخوانكم خولكم. جعلهم الله تحت ايديكم. فمن كان اخوه تحت يده فليطعمه مما يطعم. وليلبسه مما يلبس. ولا تكلفوهم ما يغلبهم فان كلفتموهم فاعينوهم فانظر كيف عدل الاسلام مع هذه الطائفة؟ بل ان من عدل الاسلام مع هذه الطائفة ان النبي صلى الله عليه وسلم حرم على السيد ان ينادي رقيقه بقوله يا عبدي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يقل احدكم ام عبدي وامتي. فكلكم عباد الله وليقل فتاي وفتاتي. فحتى التسمية واطلاق العبودية عليه حرمها الاسلام. اوليس هذا من نبذ العصبية؟ اوليس هذا من عدل الاسلام؟ اوليس هذا من احترام الاسلام لمشاعر هذه الطائفة؟ الجواب بلى. والادلة على مثل ذلك كثيرة. ثم بالله عليك اولم ينهى الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم ان ينفرد بكبراء قريش وساداتها في مجلس عن ضعفاء المسلمين وعبيدهم وارقائهم وامائهم؟ الجواب بلى. لما لما اراد كفار قريش ان يفردهم هم النبي صلى الله عليه وسلم بمجلس للدعوة غير مجلس غير غير مجلس العبيد والارقاء والضعفاء من المسلمين مين؟ فطمعا من النبي صلى الله عليه وسلم في اسلامه موافق. ولكن نزل الانكار على النبي صلى الله عليه وسلم او المعاتبة عليه من فوق سبع سماوات. مبينا انه لا يجوز له ان يفرد هؤلاء بمجلس بل عليهم ان يأتوا مع ضعفاء المسلمين وعبيدهم وامائهم وارقائهم ليستمعوا الخير والدعوة الى الله عز وجل. بلا تكبر على مثل هذه المجالس ولا غطرسة ولا انفة ولا كبرياء. لان الاسلام دعا الى قضية العدل وقضية المساواة في مثل ذلك. قال الله عز وجل ولا تعدو عيناك عن تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا. واتبع هواه ولم يرد وكان امره فرطا اولم ترى الى الاسلام او لم ترى الى النبي صلى الله عليه وسلم كيف امر الحسيب عبدالله بن زيد بن عبد ربه ان يلقي الاذان على بلال العبد الحبشي. حتى يكون هو مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي تستجيب الامة لاذانه باسرها فكان بلال ذلك العبد الحبشي رضي الله عنه مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا ليس الاسلام يدعو الى العصبية باقرار نظام العبودية. بل انه دائما وابدا يدعو الى العدل مع هذه الطائفة والى احترام مشاعر هذه الطائفة. والى عدم العدوان عليهم او تكليفهم ما يغلبهم. فهذا هو الجواب التفصيلي الاول اما الجواب الثاني فانك لو تأملت في هذه العبودية لوجدت ان سببها الكفر وليس الاسلام فان اول اول امر هذه العبودية هو جهاد المسلمين. للكفار واسرهم. فاذا اسروه وهو لا يزال على كفره فانه حينئذ يسترق اذا رأى ولي الامر ذلك. فاذا الرق عجز حكمي يقوم في الانسان بسبب الكفر لا بسبب الاسلام. فنحن انما فالمسلمون انما استعبدوه بسبب كفره فقد وقع في ايديهم اسيرا وهو لا يزال على كفره فاسترقوه لانه كافر. فاذا سبب الرق يا اخي الكريم ليس هو الاسلام. فلا يتهم الاسلام بابتداء الرق. ولذلك كحرم الشارع ان يسترق المسلم ابتداء. لكن اذا استرق وهو كافر ثم اسلم بعد استرقاقه فيستمر حكم الرق معه. فالاسلام انما اقر استمرار حكم الرق لابتدائه. ولذلك ذلك من الثلاثة الذين يخاصمهم الله عز وجل يوم القيامة من يختطف مسلما حرا ويبيعه في سوق العبيد. هذا من اعظم الذنوب عند الله عز وجل. والتي توجب مخاصمة الله لفاعله يوم القيامة ففي صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى من حديث ابي هريرة رضي الله عنه. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله وتعالى ثلاثة انا خصمهم يوم القيامة. رجل اعطى بي ثم ورجلا ورجل باع حرا فاكل ثمنه. اي حرا مسلما فاكل ثمنه. فالاسلام لا يقر ابتداء حكم الرق. وانما يقر بقاءه واستمراره. لان المتقرر عند العلماء انه يغتفر في الدوام والاستمرار والبقاء ما لا يغتفر في الابتداء. فلا يجوز لنا ان نتهم الاسلام باقرار الابتداء في الرق في حكم الرق لان اول ابتداء حكمه انما هو بسبب الكفر. ولو رجعت الى تعريف الفقهاء للرق لوجدت يقولون هو عجز حكمي يقوم بالانسان بسبب كفره بالله عز وجل واما الجواب الثالث فانك لو تأملت كثيرا من الكفارات في الاسلام. لوجدت من جملة خصالها عتق الرقبة فهذه كفارة القتل فيها عتق الرقبة. اي تحرير الرق من قيد العبودية. ولو نظرت الى كفارة الجماع في رمضان لوجدت فيها عتق رقبة. ولو نظرت الى كفارة الظهار لوجدت فيها عتق رقبة. ولو نظرت الى كفارة لوجدت فيها عتق رقبة فهذا دليل على ان الاسلام لا يريد حتى بقاء الرق. مع انه يقر بقاءه الا انه مع اقرار البقاء فانه يرغب النفوس في كثرة العتق فهل بعد ذلك يقال بان الاسلام مايز بين هذا وهذا؟ وانه يدعو الى العصبية؟ الجواب لا يقول ذلك الا جاهل بحقيقة في الحال والجواب التفصيلي الرابع انك لو نظرت الى الادلة الكثيرة التي فيها ترغيب في العتق حتى ولو في غير تكفير. حتى ولو في غير كفارة فانك تجد الاسلام قد ثبتت فيه ادلة كثيرة تفضل ترغب الاسياد ان يعتقوا رقاءهم اهم ان يعتقوا ارقاءهم حتى اجاز الاسلام للعبد ان يكاتب سيده بمال يدفعه العبد للسيد حتى اعتق نفسه وحتى اقر الاسلام نظام سراية العتق. فاذا اشترك في العبد سيدان واعتقه احدهما سرا العتق الى نصفه الاخر. كل ذلك من باب ترغيب الاسلام في العتق وتكفيره حتى لا يبقى رقيق في الاسلام. واظنك ان شاء الله بهذه الاجوبة قد عرفت ان هذه انما هي شبهة بها قائلها ان يشوه صورة الاسلام. ويبقى الاسلام هو الدين الذي ينبذ العصبية. هو الدين الذي ينبذ العصبية المقيتة ولا يقرها ابدا. وانني لاعجب من مثل هذه الشبهة اذا اطلقها النصارى واليهود على الاسلام فانك لو تأملت في تعاملهم وفي دينهم المحرف لوجدت انهم هم في الحقيقة اهل ذو العصبية المقيتة او لم يفرقوا في عصورهم الاولى والى الان بين البيض والسود في تعاملهم وفي رواتبهم بهم وفي تملكاتهم. وفي غير وفي حقوقهم الاجتماعية اوليس كذلك؟ الجواب بلى. بل ان من عصبية اليهود والنصارى قالوا نحن ابناء الله واحباؤه. يعني انهم شعب الله المختار. وقد حكى الله عز وجل عنهم هذه مقولة العصبية بقوله تبارك وتعالى وقالت اليهود والنصارى نحن ابناء الله واحباؤه. بل ان هناك من المرافق كالفنادق والحدائق من لا يدخلها السود في امريكا وفي بلاد الغرب هذه عصبية مقيتة يقرها هؤلاء في واقعهم الاجتماعي. وفي تعاملهم مع هذه الطبقة. وكيف كان الغرب يتعامل مع العبيد الافارقة. كانوا يجرونهم بالحديد في رقابهم وفي ايديهم وارجلهم وكانوا يكلفونهم من الاعمال ما تنأى عن حمله الجبال وكانوا يبصقون في وجوههم ويطؤونهم باقدامهم. وكانوا ينتهكون انسانيتهم واعراضهم ولا يقيمون لهم وزنا. وكانوا يتعاملون مع البهائم اعظم تعاملا مع هؤلاء العبيد السود. واقرأ التاريخ تعرف حقيقة اي دين يدعو الى العصبية. اهو الاسلام ام اليهود او النصرانية. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والله اعلم