هما سبب وجودك في هذه الحياة. فمن باب الوفاء ومن باب الاحسان الى من احسن اليك يجب عليك ان ترد اليهما هذا الاحسان وان ترد اليهما هذا الوفاء وليس كفرهما بمسوغ لك ان تسيء اليهما. فاذا صارت الامور ثلاثة. الامر الاول الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول احسن الله من اسلم وله ابوان كافران كيف يحقق الولاء والبراء في هذه الحالة؟ خصوصا ان لهما محبة في القلب فهما الابوان ومن قام بتربيته والعناية به الحمد لله رب العالمين وبعد. المتقرر عند العلماء ان تعامل المسلم مع الكافر ينقسم الى قسمين الى واجب في الباطن وواجب في الظاهر فلا تخلط بين الواجبين وفقك الله. اما واجب الباطن فيما بيننا وبين الكفار فهو المقاطعة المطلقة والبغضاء المطلقة العداوة المطلقة والمصارمة المطلقة فلا يجوز لنا ان يكون في بواطننا شيء من موالاتهم. الموالاة منقطعة فيما بيننا وبينهم فليس بيننا وبين الكفار الا المعاداة المطلقة والمصارمة المطلقة والبغضاء المطلقة. هذا واجبنا هذا واجبه هذا واجبه هذا واجب الله عز وجل في الكفار باطنا. ولذلك الله عز وجل مدى امتدح ابراهيم والذين امنوا معه لانهم تبرأوا البراءة المطلقة واظهروا العداوة المطلقة للكفار مشركين. قال الله عز وجل قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه. اذ قالوا لقومهم انا برءاء منكم ومما تعبدون من دون لله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده. هذا واجب الكفار تجاه هذا واجبنا تجاه الكفار في الباطل. واما في الظاهر فانه لا يجوز للمسلم ان يعتدي على الكافر لا على نفس الكافر. ولا على عرض الكافر ولا على دين الكافر ولا على شيء من اموال الكفار. ما لم يكونوا كفارا حربيين. فلا يجوز لنا ان نظهر وان نظهر ما نحمله لهم في عليهم في قلوبنا في الظاهر. لقول الله عز وجل لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين. فاذا اذا لم يكن بيننا وبين هؤلاء الكفار شيء من شيئا من الحرب فانه يجب علينا الا نسيء اليهم لا في امر يرجع الى ذواتهم ولا في امر يرجع الى اعراضهم ولا في امر يرجع الى انفسهم ودمائهم ولا في امر يرجع الى اموالهم. فلا يجوز المسلم ابدا ان يعتدي على احد او يسيء الى احد مطلقا. ما لم يكونوا حربيين. وبناء على ذلك فتعاملك مع والديك اذا كنت تقصد به تعامل الباطن فلا يجوز لك ان تحمل في قلبك شيئا من المحبة الدينية. او الموالاة الدينية لاب او ام اذا كانا كافرين، واما في الظاهر فالواجب عليك ان تحسن اليهما. وان لا تعقهما، وان تنفذ امرهما، وان تطيعهما في طاعة الله عز وجل وان تصاحبهما في الدنيا معروفا. وبرهان ذلك الاثر والنظر. اما من الاثر فقول الله عز وجل وان هداك اي والداك المشركين المشركان اي والداك المشركان على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما لانه ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. ثم قال وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من اناب الي. وسبب نزول في هذه الاية في الصحيحين من حديث سعد بن ابي وقاص ما كانت تتوعده به امه فان امه قالت والله لا اشرب شرابا ولا اذوق طعاما الا الا بعد ان تكفر بدينك حتى بقيت اياما لا تأكل ولا تشرب حتى كانت يغشى يصيبها الغشيم من الجهد. فقام لها يقال له عمارة فسقاها فصارت تدعو على سعد. يعني انه لم يرحم حالها ولم يكفر بدين محمد. فانزل الله عز وجل هذه الاية جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما الاية. واما من النظر فلان الله فلان والديك لا يجوز لك ان تحبهما محبة دينية. ولا ان تواليهما موالاة دينية. ولا ان يكون بينك وبينهما شيء من العلاقة الدينية في الباطن هذا اولا اما في الظاهر فانه يجب عليك ان تحسن اليهما والا تسيء صحبتهما وان تتقي الله الله عز وجل فيهما وان تضحكهما وتدخل السرور عليهما واعظم من ذلك ان تكون سببا في اسلامهما ودعوتهما الى الله عز وجل في حسن اخلاقك لانهم اذا رأوا ان ابنهما بعد اسلامه حسنت اخلاقه وعظم بره واحسانه فهذا دعوة لوالديك اسلام. الامر الثالث لا جرم انه يوجد في قلبك محبة لوالديك. لكنها ليست محبة من اجل كفرهما. ولا تتعلق بدينهما وشرك وانما هي محبة طبيعية. ما المحبة الطبيعية وجودها في قلبك لا حرج عليك فيها؟ فنحن لسنا منهيين ان نبغض والدينا آآ بغضا الا البغض الديني. واما المحبة الطبيعية التي توجد بين المسلم وزوجته الكتابية. او المحبة الطبيعية التي توجد بين الاخ واخيه الكافر والمحبة الطبيعية التي توجد بين الابن وابيها وبين الاب واحد ابنائه الكفار فهذه محبة وجودها في القلب فطري طبعي لا يؤاخذ الله عز وجل عليك. فلست مأمورا بقطع كل محبة انما مأمور بقطع المحبة الدينية. اي لا تحب والديك من اجل ومن اجل كفرهما بالله وشركهما لكن تحبهما من اجل انهما والداك اذا محبة فطرية طبيعية لا تلام لا تلام عليها انما حرم ان يوجد في قلبك موالاة دينية ومحبة دينية هذا هو المحرم عليك فقط والله اعلم