الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليك كيف يعرف الانسان انه من الذاكرين لله كثيرا؟ وهل هذه المقولة صحيحة وهي قول الذي يحافظ على اذكار الصباح والمساء يكتب عند الله من الذاكرين الله كثيرا الحمد لله رب العالمين وبعد؟ الجواب اذا حافظ الانسان على الاوراد الشرعية المطلقة والمقيدة فانه يعتبر من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات فاذا حافظ على اذكار الصباح واذكار المساء واذكار النوم واذكار دخول المنزل والخروج منه وحافظ على الاذكار البعدية للصلاة فانه يعتبر ان شاء الله من الذاكرين كثيرا والذاكرات. واذا زاد على ذلك كثرة التسبيح المطلق والتكبير المطلق والتحميد المطلق والحوقلة المطلقة والتهليل المطلق فلا جرم انه يدخل في وصف من كثر ذكرهم من باب اولى فاذا صار نهج لسان الانسان في ليله ونهاره كثرة الذكر فهو من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات فاذا حافظ على الاذكار المقيدة بزمان او مكان وزاد على ذلك الاذكار المطلقة فهو من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات وينبغي ان يعلم الانسان ان الذكر المقصود هنا ليس هو ذكر اللسان فقط. فان الاذكار ثلاثة اقسام ذكر القلب وهو تدبر القلب في ملكوت الله عز وجل وفي كونه وفي اياته الشرعية والتفكر والتعقل والتدبر هذا ذكر قلبي. وكذلك ذكر اللسان وهو كثرة اللغج بالذكر المقيد او المطلق. اقصد المقيد بسبب او عن سبب وكذلك يدخل فيه الذكر العملي. الذكر العملي. فالصلاة ركوعا وسجودا وقعودا وقياما هذا من الذكر ويكون الانسان يأتي من بيته للمسجد ايضا هذا من الذكر. واذا رجع من بيته من المسجد الى بيته ايضا هذا من الذكر بل ان العلماء جعلوا سعي الانسان في تحصيل معاشه ليكف وجهه ووجه اولاده عن الناس وتكففهم سؤالهم من جملة ما يذكر به الله تبارك وتعالى. فاذا هناك ذكر عملي وذكر قولي وذكر قلبي. فكل هذا يدخل الانسان في وصف الذاكرين الله كثيرا والذاكرات. ولابد ان ننبه على مسألة مهمة ايضا وهي ان المقصود بالذكر اتصال القلب بنطق اللسان وليس مجرد حركة اللسان منفردة عن تدبر القلب وتأمره وتأمله في معاني الذكر. فان قليل الذكر مع التدبر والتأمل خير عند الله عز وجل من اذا كان نطقا باللسان بلا تدبر ولا تعقل ولا تفكر بمعناه ولذلك يقول العلماء ان العبرة في التعبدات بالكيف لا بالكم. ان العبرة في التعبدات بالكيف لا بالكم فقليل التعبد مع حضور القلب خير من كثيره مع انفراد تأمل القلب وتدبره وتفكره والله اعلم