يقول السائل كيف يمكن الجمع بين اعتقاد اهل السنة والجماعة ان الرحمة صفة من صفات الله عز وجل وبين قوله عليه الصلاة والسلام ان الله خلق الرحمة يوم خلق مائة رحمة اريد جوابا كافيا شافيا لا تناقض بين هذا وهذا ان الله خلق الرحمة يوم خلقها مئة رحمة آآ انزل منها جزءا وابقى عنده تسعة وتسعين جزءا هذه هي الرحمة المخلوقة هذه الرحمة المخلوقة التي انزلها وجعلها في قلوب العباد. ما دام انها في قلوب العباد فهي مخلوقة وما دام ان الناس يتراحمون في الاجزاء الباقية فيما بينهم يوم القيامة فيشفع بعضهم لبعض ويسأل بعضهم عن بعض ويرحم بعضهم بعضا فهذا لا شك ان المقصود به الرحمة المخلوقة التي تكون بين العباد اما الرحمة التي هي صفة الله جل في علاه الرحمن الرحيم وربك الغني ذو الرحمة ذو الرحمة يعني صاحب الرحمة والموصوف بالرحمة فهذه رحمة صفة الله عز وجل وما يضاف الى الله سبحانه وتعالى من المعاني التي لا تقوم بنفسها فهذه لا تكون الا من باب اضافة الصفة الى الموصوف كما ان هذه الصفة اذا اظيفت الى المخلوق فهي صفة للمخلوق فنقول رحمة زيد وزيد المخلوق فرحمته مخلوق لما نقول رحمة الله الله عز وجل ليس بمخلوق اذا رحمته ليست مخلوقة كما نقول علم زيد مخلوق لان زيدان مخلوق وعلم الله ليس بمخلوق لانه سبحانه وتعالى ليس بمخلوق جل في علاه