الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليكم كيف تنال البركة في العلم والعمر والوقت؟ فنجد من العلماء من مات في سن الشباب لكن كتب الله بركة في مؤلفاته. فمثلا الشيخ حافظ الحكمي مات بعمر اربعة وثلاثون عام. ومؤلفاته تدرس بعضها في الجامعات. فما هو في اعتقادكم الشيء الذي كان سببا لهذه البركة الحمد لله رب العالمين وبعد. في نظري والله اعلم ان هذه البركة في هذه المؤلفات مع صغر السن وهذه الكثرة الكاثرة في مؤلفاتهم من هو صغير في سنه من اهل العلم كالامام النبوي الشيخ حافظ الحكمي وغيرهما من اهل العلم رحمهم الله رحمة واسعة الرحمة الواسعة. وجعل قبورهم روضة من رياض الجنة. وجمعنا بهم في الفردوس الاعلى يرجع ذلك الى عدة امور. الامر الاول الى توفيق الله عز وجل وارادته. فتوفيق الله هو البوابة الكبرى التي من يسر الله الدخول فيها فانه سيقطع في الزمن اليسير ما لا يقطعه غيره في الزمن الطويل. وسينتج في الزمن القصير ماذا يستطيعه غيره في الازمان المتطاولة. وسينتج من الاعمال ما لا اجتمعت عليها فئام من الناس لا يستطيعون انتاجها فالقضية قضية توفيق. فمن اراد الولوج في هذا الباب فليكثر دعاء الله عز وجل بان يوفقه. وان يسدد قلبه ولسانه وان ييسر اعماله وان وان ينيخ له اسباب كونه. فاعظم ما يدعو الانسان به عالما او طالب علم بالتوفيق بتوفيق الله عز وجل. فالله الله بالاكثار بالدعاء بالتوفيق. ادع الله عز وجل بان يوفقك وان يأخذ بناصيتك للبر والتقوى وان يهديك الى اقرب السبل والطرق الى تحصيل مقصودك. فاذا فتح الله عز وجل لك ابواب التوفيق فقد اراد الله عز وجل ان تكون مثل هؤلاء العلماء الذين انتجوا انتاجات عظيمة لو اجتمعت امة كاملة لا تستطيع ان تنتج مثل انتاجهم. في هذا الزمن اليسير فظني والله اعلم ان هذا يرجع الى التوفيق وكثرة الدعاء به. كثرة الدعاء به. ان يدعو العالم بالتوفيق والتسديد والهداية والرشاد. هذا من اعظم ما ينبغي ان ان يحرص الانسان عليه. كثرة الدعاء. والامر الثاني ان يحرص على محاسبة النفس بالاخلاص فالاخلاص له دوره الكبير في نشر العلم ايضا وفي بركة الوقت وبركة الانتاج. فكون انسان لا يزال في صغر سنه تنتشر كتبه ويدرسها المسلمون في مشارق الارض ومغاربها. ومنهم من يحفظها ومنهم من يطلع عليها ويتبادلونها فيما بينهم هذا مرده بعد التوفيق الى اخلاص مؤلفها. فان الاخلاص ما حل في قليل الا كثر وما حل في يسير الا وما حل في حقير الا عظمه ولا في جليل الا جعله شيئا عظيما الا عظمه الله الله بالاخلاص. فعليك بالاخلاص فان الانسان بالاخلاص يقطع الاشياء الطويلة في الازمنة اليسيرة. ويكتب الاشياء الكثيرة في الاوقات اللي في الاوقات اليسيرة وهذا شيء قد جرب على كثير من اهل العلم ممن نحسبهم والله حسيبهم انهم من اهل الاخلاص والتوفيق. فهذان الامران اظن والله اعلم انهما رأسان ينبغي تنبيه الناس عليهما. وهي كثرة دعاء الله عز وجل بالتوفيق والتيسير. ومراقبة النية في الانتاج وفي الاعمال فاذا تحقق للانسان توفيق الله عز وجل ورزقه الله عز وجل الاخلاص فان الله سيكتب لاعماله البقاء والدوام والانتشار والنفع باذنه عز وجل. والله اعلم