بل تجاوز الامر الى تحريم النكاح فالشافعي لا يتزوج الحنفية او المالكي لا يتزوج الحنبلية وهكذا ومنها ايضا ان تعلم ان الاجتهاد غير ملزم. احفظ هذه القاعدة يا طالب العلم. الاجتهاد غير الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم القاعدة الثامنة لا انكار في مسائل الاجتهاد لا انكار في مسائل الاجتهاد. وذلك لان المسائل الشرعية لا تخرج عن ثلاثة اقسام مسائل اجماعية وهي المسائل التي ثبت العلماء فيها والواجب علينا هو متابعة الاجماع واعتماده وعدم مخالفته القسم الثاني المسائل الخلافية. وهي المسائل التي ثبت خلاف اهل العلم فيها والدليل ينصر احد القولين نصرا ظاهرا فالواجب اتباع مقتضى الدليل والانكار على من خالف فالمسائل الاجماعية يجب علينا ان ننكر على من خالف الاجماع فيها. اذا سائل الاجماعية فيها انكار. والمسائل الخلافية يجب علينا الانكار على من خالف فيها الدليل الظاهر بقينا في القسم الثالث وهي المسائل اللي اجتهادية. وهي يا سيد مسائل التي ثبت خلاف اهل العلم فيها والدليل محتمل لكلا القولين هي المسائل التي ثبت خلاف اهل العلم فيها والدليل محتمل لكلا القولين. هذه المسائل كل منا يعبد ربه فيها بما اداه اليه اجتهاده مع عدم الانكار على الطرف الاخر. فلو سألت وقلت يدخل الانكار في اي قسم من اقسام المسائل الشرعية؟ الجواب يدخل الانكار في المسائل الاجماعية وفي المسائل الخلافية. واما مسائل الاجتهاد فلا انكار فيها ولذلك لما قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة بعد غزوة الخندق لا لين احدكم العصر الا في بني قريظة اختلف الصحابة في تفسير قوله هذا فمنهم من صلى العصر بعد دخول وقتها في الطريق ظنا منهم ان النبي انما اراد منهم الحث على الاستعجال فقط. ومنهم من حمل اللفظ على ظاهره فاخر صلاة العصر حتى وصل الى بني قريظة بعد خروج وقتها وصلاها لما علم النبي صلى الله عليه وسلم بما فعلت الطائفتان المجتهدتان اقر كل واحد منهم على اجتهاد ولم ينكر على احد منهم لانه لا انكار في مسائل الاجتهاد ومن الادلة ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث عمر وعمار بعث عمر وعمار في حاجة له فاجنبا جميعا فاما عمر فبقي اياما لا يصلي لانه يرى ان التيمم لا يرفع حدث الجنابة. واما عمار فتمعك في الصعيد كما تتمعك الدابة ثم صلى بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلافة ابي بكر جاءت خلافة عمر فكان عمار يحدث بما له ولعمر فسمع عمر بما يحدث عمار فاستدعاه وقال متى كان ذلك نسي عمر ما حصل فقال اتذكر يا امير المؤمنين لما بعثني النبي صلى الله عليه وسلم واياك في حاجة فحصل لنا كذا وكذا ثم قال لنا رسول الله كذا وكذا؟ قال لا اذكر ذلك. فقال عمار ان رأيت الا احدث به يا امير المؤمنين فعلت. قال لا بل نوليك ما توليت اذا حدث به عمار اجتهادا وعمر ها نسيه فلم يكن اجتهاد عمر. وهو عدم ارتفاع الجنابة بالتيمم وهو مسألة وهي وهو قول اجتهادي. لم يكن هذا القول والاجتهاد من عمر بحامل له على الانكار على عمار في هذا الحديث. بل ولاه ما تولى وعمر تولى ما تولى وكل منهما عبد ربه بما اداه اليه اجتهاده من غير نكير. يا سلام على هذا الفهم هل نستطيع ان نكون كذلك يا طلبة العلم؟ انت لك اجتهادك وانا لاجتهادي مع كمال الاحترام والتقدير في كثير من طلبة العلم. بل ما ان تخالف احدا في مسألة اجتهادية الا ويكيل لك من السب. والاتهام والتقبيح والتحذير وربما كتابة التقارير السرية ايضا. الى الجهات الحكومية ما الله به عليم. واضرب لكم مثالا بسيطا. انت خالفتني في هذا الشيخ فرأيت انه مبتدعا وانه ليس على المنهج الصحيح على باجتهادك ونظرك وانا اخالفك في هذا فارى ان الشيخ لم يصل بخطئه الى درجة الابتداع ولم الى الخروج عن دائرة اهل السنة فانا لا ازال اعظمه واحبه واحترمه وانقل عنه الا ليدفن هذه وانا لك اجتهادك. هل تستطيع مع اختلاف الاجتهاد فيما بيننا ان تحترم وجهة نظري فلا تؤذيني؟ لا بقول ولا بعمل. ان كنت كذلك فانت طالب علم صادق لا لا تريد لا تريد بعلمك الا وجه الله عز وجل. لكن اكثر ما يحصل الان ما هو هو انك وامك واباك واولادك ومن يجلس معك في حلقاتك ومن يحبك ومن يثني عليك كلهم تدخلون تحت دائرة التبديع والخروج عن منهجية الصراط المستقيم. لما يا رجل المسألة اجتهادية. مسألة اجتهادية ما تستوجب منك كل هذا الغضب دليل على ان وراء الاكمة ما وراءه. المقصود الايذاء بس. المقصود ايذاء الدعاة. المقصود اسقاط شخصية الدعاة المقصود تشويه صورة الداعية. لو كان المقصود وجه الله والدفاع عن السنة لعرفت انها مسألة اجتهادية حتى الخوارج لما كفروا غيرهم انما كفروه اجتهادا ويا ويل من تسول له نفسه ان يخالف الخوارج في هذا التكفير الاجتهادي فانهم سينصبون عليه تكفيرا. اذا مشكلتنا وآفتنا الفكرية اننا نلزم غيرنا باجتهاداتنا هذا من مشاكلنا الفكرية المعاصرة الان. لو ان كل واحد منا احترم اخاه واحترم نظرة وجهة نظره وعمله على انه اخوه حتى وان اختلفا في وجهة نظرهما كما كان هدي الصحابة لكانت احوال المسلمين اعظم من ذلك وافضل. بل يا رجل حتى الاحزاب والجماعات منهم من يرى الدعوة الى العقيدة ومنهم من يرى الى الدعوة الى الدخول في البرلمانات واصلاح الخلل السياسي ومنهم من يرى التأليف في الفقه والخلوة والعزلة عن الناس ومنهم من يرى التعبد وترك اسهل احوالهم اذا الدعوة لها مناهج تجد ان كثيرا من الجماعات والاحزاب انما هم الواحد منهم اخوه يكتب فيه ويسيء له القول ويشوه صورته. مع ان مسائل التي وقعوا في الخلاف بها انما هي مسائل اجتهادية خاضعة للنظر فمتى نتأدب يا معاشر طلبة العلم؟ متى نتأدب يا رجل متى نتأدب؟ متى نظهر امام الناس بمظهر طيب الناس والله سقطت هيبتنا في قلوبهم بسبب كثرة خلافاتنا وارتفاع اصواتنا في مسائل اجتهادية. عيب علينا يا طلبة العلم عيب علينا لنحترم العلم الذي نحمله في صدورنا ولنحترم اخواننا اذا خالفونا في وجهة النظر. فلست انت الله حتى تلزم الناس تشريعك لست انت رسول الله حتى تلزم الناس باقوالك. انت من جملة العلماء وطلبة العلم الذي يؤخذ من قولك ويترك الا ما وافق الحق فاجعل قولك حقا قابلا لان يكون خطأ. واجعل قول غيرك خطأ قابلا ان يكون صوابا. فلا تعظم نفسك نظم اجتهاداتك واقوالك تعظيما تلمز به اخوانك وتخرجهم عن دائرة السنة في الصحيحين من حديث انس رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان اسمع ماذا قال فمنا الصائم ومنا المفطر فلم يعيب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم كل له اجتهاده كل اليهود اجتهاده كل له اجتهاده. فالمفطر لم يقل للصائم لما صمت؟ والصائم لم يقل لما افطرت هذا هو الادب الرفيع هذا هو الادب الرفيع ولذلك قرر الفقهاء ان الاختلاف بين الامام والمأموم في الفروع الفقهية لا يؤثر في صحة الائتمان فلو صلى مالكي اماما والمأموم حنبلي لصحت صلاة الجميع. ولو صلى الحنفي اماما بالشارع لصحة صلاة الجميع. فالاختلاف في الفروع لا يفسد للود قضية ولا يفسد الامامة ابدا. وقد وصل الحال في بعض العصور الاسلامية ان الشافعي لا يصلي وراء الحنفي او ان الحنفي لا يصلي وراء الشافعي غير ملزم للغير اجتهادك يلزمك انت ان وافقك غيرك في اجتهادك فحي هلا والا فالاصل ان لا تلزم احدا باجتهاداتك وارائك. احفظوا هذه القاعدة يا طلبة العلم. اجتهاداتك لا تلزم غيرك ومنها ايضا لقد قرر العلماء ان الخلاف في الفروع الفقهية محتمل ما لم الى القلوب فلا يحتمل من يشرح لي هذا لقد قرر الفقهاء ان الخلاف في الفروع محتمل فلكل وجهة هو موليها صح ولا لا ما لم ينفذ الى القلوب. فاذا نفذ الى القلوب صار اختلافا مذموما فانا وانت ان اختلفنا في مسألة اجتهادية فحيا هلا هذا امر فطر الله عز وجل الناس عليه. ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ومن اراد ان يجمع الناس في كل مسائلهم وقضاياهم على قول واحد فهو يرجو محالا ويطلب خيالا فالخلاف رحمة واسعة. ما لم يفر الى اختلاف القلوب والبواطن. فمتى اخترق خلاف الظاهر الباطن فصارت قلوبنا تختلف وثارت بيننا الخصومات والنزاعات حينئذ صار مذموما وفرقة منهيا عنها في الشرع ولذلك قرر العلماء ايضا انه لا يجوز التلاعن في خلاف فروعي. ولا التهاجر في خلاف اعلن ولا التباغظ في خلاف فروعي. ولا عقد الولاء والبراء على مسائل اجتهادية فروعية ولا عداوات ولا كيد في مسائل فروعية يحتمل فيها الخلاف. معي يا سلطان؟ في فروعية يحتمل فيها الخلاف. كل ذلك مما ينبغي فهمه